أيقونة عالمية في العقبة

زيارة واحدة لأرض المعارض في العقبة من عارض أو مشارك أو زائر، والتي احتضنت في أولى عالميتها مؤتمر ومعرض العمليات الخاصة سوفكس، خلال الأسبوع الماضي بتميز ونجاح، تؤكد لك أنه بإنشائها هيأت أرضية صلبة لإنجاح العقبة ومعرض سوفكس، الذي بذلت فيه جهود جبارة من قبل الجيش والقائمين على إدارة المعرض، ليكون عالميا بعدد الحضور والمشاركين ومستوى الخدمات المتقدمة والحرفية العالية، وليؤكد من جديد أن النجاح لا يتحقق كاملا إلا عند التشاركية بين قاعدة أساس من بنية تحتية لاستقبال هذا النوع من الفعاليات الدولية الكبرى وبين تميز ومهنية التخطيط والتنفيذ من قبل جهة إدارة معرض سوفكس، فكانت العقبة وسوفكس بأبهى صورة يتطلع إليها القائد والأردن أجمع.

مقالي ليس عن تميز سوفكس، فما تحقق لا يكتب في مقال بل يقاس بوزن عائد متكامل ملموس حققته العقبة في أيام المعرض سياسيا واقتصاديا وتنمويا وعسكريا وسياحيا بحجم أصدق وأكثر مما يعلن من نتائج لعائد في الأعياد والعطل الرسمية، بل أكتب هنا عن أهمية صناعة وإنشاء الأرضية الثابتة والمستدامة لعالمية العقبة ممثلة بأرض المعارض الذي نفذته شركة تطوير العقبة، ليتجاوز في أهميته ما تم خلال السنوات الأخيرة، وليكون من يعيد الألق لمفهوم البنية التحتية لعالمية مدينة، ولإنجاح تسويق العقبة لتكون جاذبة للاستثمار، معيدة الألق لفترة الانطلاقة، بما حققته من ضرورة بناء منظومة مهمة في أن تكون العقبة مدينة لوجستية جاذبة، ولنعلم أن وجود موانئ ومطار وفنادق وشبكة طرق هو مهم، ولكن يشبه ما يجب أن يكون في أي مدينة سياحية بحرية، أما أن نشهد اليوم ولادة أرض المعارض في العقبة، فهو ما أراه شخصيا أول مشروع في عالميتها الحقيقية إن تم استثماره وتشغيله بذكاء واحترافية، في وقت أرى أن إدارة الجيش من خلال شركة معرض العمليات الخاصة سوفكس أصبحت بالجدية والنجاح والتنوع الذي تقدمه باحترافية مدنية وعسكرية عالية، ما يؤهلها عند العمل بشراكة متخصصة مع مشغلين عالميين لإدارة الموقع عاجلا وبما يضمن ألا يكون بتأخر انتظار تشغيله مساحة مخصصة للطيور المهاجرة التي تعبر فوقه في مواسم الهجرة.
 

مطور البنية التحتية في العقبة الذي عانى رهبة الإنهاء سابقا، يجيب اليوم بمشروع أرض المعارض لكل من أرهبها، ليؤكد أنه إدارة لأرضية مستمرة لخدمة عالمية العقبة، وأن دورهم محوري لا يجب أن يخضع للشك والتردد، وأستذكر يوما ما كفاحا طويلا في مواجهة هجوم بحق قانونيته، والذي كاد أن يصل به لإذابته على شكل مديرية أو وحدة إدارية في مؤسسة أخرى تحاول طرح عطاء متواضع، ليؤكد لاحقا أن الإدارة بعقلية القطاع الخاص هي السبيل الوحيد لنجاح مضمون، مما يستوجب ويفرض دعم استقلالية وثبات المطور، وليكون رافعة للمدينة كما كانت الغاية من تأسيسه.
العقبة اليوم فيها ما يستوجب تسارعا وتجاوزا للتأخير في الخطوات اللازمة التنفيذ، وأي تأخير قادم هو تراجع مرفوض في عمر السلطة الذي تجاوز 23 عاما، وما تزال تتحدث بالأرقام ذاتها في بعض لقاءاتها، وتكرار أسماء المشاريع الناجحة ذاتها تقريبا الذي تحقق بثقة وعزم مستثمريه، إلا في قليل منها وضعت خططه قبل أربع سنوات أو أكثر، ومنها ما أنجزه المطور اليوم كأرض المعارض، ومنها ما كنا نتوقع لمس آثاره هذا العام أو العام الماضي، مما يستوجب الهمة من جديد، كما كان هو التسارع المدروس بإنشاء أرض المعارض، ولنضمن على الأقل ألا يكرر القائد أو ولي العهد كلامه في كل جلسة كما هو آخرها، بالتشديد على ضمان توفير بيئة استثمارية جاذبة ودعم الاستثمار الحقيقي من دون عقبات وتسويف، فلولا لمس وجود التباطؤ لما تكررت تلك التوجيهات في اللقاءات الملكية، الذي فعلا أجد أن الذراع المطورة للعقبة نجحت بتجاوزه برغبة عندهم لتحقيق رؤية سيد البلاد وولي عهده، وتمكين العقبة لعالمية جديدة.