اذاعات

اذاعات

كل مرة أفتح فيها على احدى المحطات الاذاعية ، لابد أن تنتابني حيرة ، هل أنا في الأردن ، أم في لبنان ، أم أن المؤشر هواه لبناني .

لقد كتبت عن هذا الأمر من قبل ، وأريد أن أكتب عنه من جديد ، فقد تطور الأمر بالنسبة الي وأصبحت بفعل "الطعوجة اللبنانية" ، " أطعوج " أنا أيضا ، وهذا الأمر يمثل بالنسبة الي مشكلة ، أخاف على أثرها أن تقرر عشيرتي هدر دمي ، فليس للمياعة في عشيرتي مكان ، فالشوارب الحادة ، والزنود التي حملت بواريد الثورة العربية ، والجباه السمر التي ما زالت ملوحة بغبار الكرامة ، ويوم التقى الجمعان ، تأبى أن يتواجد بين أفرادها من لديه ذرة من هذه "المياعة". لذا أنا خائف كثيرا على نفسي .

لماذا يتكلم المصري بلهجته المصرية ويصر على استعمالها واستخدامها في كافة الحالات والمناسبات ، ولماذا السوري واللبناني كذلك ، لماذا "عصمان" السوداني يصر على تكرار عبارة "يازول" في حديثه ؟؟ ولماذا نحن كأردنيين نصر أيضا على تقمس اللهجات الاخرى وخاصة اللبنانية ، ونهمل لهجتنا الغنية بالمفردات والمعاني ؟ ومن يتحمل المسؤولية عن ضياع هويتنا ؟!

الاعلام بشكل عام والمسموع بشكل خاص ، هو أحدى واجهات الدولة ، وتحقيق الهيبة والوقار له ، أمر مشابه للحفاظ على وقار الدولة وهيبتها ، وعلى الاعلام أن يحترم ذهن ومسامع مواطنيه لا السماح لمن هب ودب بالاستهانة بالمستمع وتعليمه الدلع والمياصة وطعجة الحنك عبر الأثير .

على كلا ...

أدري أن هذه ليست مشكلتنا الوحيدة ، وبالطبع ليست المشكلة الأخيرة . لكن بودي أن تعود أيام كوثر النشاشيبي وصلاح أبو زيد ومازن القبج ، لتعلمني من جديد حدود الاردن وتذكرني بأصوات هدير الرصاص .

( لحتى كفي هالمآل ، بدي أؤول ازا هيدا بضل هيك ، ما فيي أتحمل أنا ، هيدا شي مش معئول ، بكفي كلى حياتنا طعوجة بطعوجة ) .

شايفين حالتي صعبة ....

المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com