«حزب الله» يطلق أسراباً من المسيّرات على مقر قيادة في الجولان ويستهدف تجمعات للعدو

شكّل التمديد لقوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان مدخلاً للتأكيد على تطبيق القرار 1701 كوسيلة لإعادة تثبيت الاستقرار على الحدود الجنوبية بعد المواجهات التي اندلعت بين «حزب الله» وإسرائيل منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر.
غير أن إقرار التمديد في مجلس الامن لم يوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الرغم من تسجيل تراجع في العمليات العسكرية عبر الحدود، فقد استهدفت غارة إسرائيلية منطقة كسارة العروش في مرتفعات جبل الريحان. تلتها غارات على دفعات على مبانٍ عسكرية ل«حزب الله» في كفركلا.
وتسببت الغارات الإسرائيلية العنيفة على كفركلا بهدم وتدمير عدد كبير من المنازل والمحال وقضت على حي بأكمله قبالة الجدار الفاصل، من دون تسجيل إصابات بشرية. وعملت عناصر من الهيئة الصحية الاسلامية على فتح الطرقات التي قطعت بسبب تراكم الأنقاض.
كذلك، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدة الوزاني والجبين ويارين وعيتا الشعب وطيرحرفا والناقورة والخيام ودير ميماس قرب بئر المياه ما تسبب بأضرار في ألواح الطاقة الشمسية. وحلّق الطيران الحربي في أجواء القطاعين الغربي والاوسط من الجنوب، كما خرق جدار الصوت فوق عدد من المناطق اللبنانية.
في المقابل، أعلن «حزب الله» «أننا نفذنا هجوماً بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة». كما استهدف الحزب انتشاراً لجنود الاحتلال في محيط ثكنة «زرعيت» وانتشاراً آخر في محيط ثكنة «كفريوفال» وثكنة «دوفيف» و«تلة الطيحات».

ولى زمن الهزائم

ومازال الرد على عملية اغتيال القائد فؤاد شكر محور مواقف قيادات «حزب الله» ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي «أن الأساس في الرد على الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني باغتياله للشهيد القائد السيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، يكمن في القرار الذي اتخذته قيادة المقاومة وبتنفيذه وبتوقيته، في ظل ممارسات كي الوعي التي مارسها السفراء والموفدون الذين كانوا ينقلون رسائل التهديد والوعيد لنا بحال أقدمنا على ذلك».
وقال «مقابل أسئلة البعض عن النتائج التي حققتها عملية «يوم الأربعين» وفي ظل ادعاءات العدو بأن شيئاً لم يتحقق، في هذا الإطار نسأل عن السبب الذي منعه من تصوير القاعدة المستهدفة قاعدة الوحدة 8200 المعروفة بأنها درة تاج القدرات العسكرية الصهيونية ليؤكد روايته بأن لا نتائج قد تحققت من الرد؟».
وأكد «أن طائراتنا وصلت إلى حيث يجب أن تصل، وأن الأيام المقبلة ستكشف عن النتائج التي حققتها» لافتاً إلى «أن المقاومة استطاعت أن ترسخ معادلة الردع بـ 340 صاروخ «كاتيوشا» وبعدد من المسيرات من دون أن تضطر إلى استخدام أيٍ من الصواريخ البالستية أو الدقيقة التي تملك منها ما تملك في ترسانتها، ولو أنها استخدمتها لكانوا قد رأوا نتائج أكبر بكثير مما تحقق».

قوى معارضة تدعو الحكومة اللبنانية لاستعادة قرار الحرب والسلم

وأضاف: «نحن نؤمن بأن هذه المعركة هي معركة على مراحل، ومنذ البداية قلنا إنها معركة مراكمة للنقاط، وأننا لم نصل بعد إلى معركة التحرير الكبرى والشاملة التي يهددنا فيها العدو على الدوام رغم معرفته وإدراكه بأن هناك نتيجة واحدة صاعقة وجلية وواضحة، وهي أنه لولا تدخل الأمريكيين والغربيين وحضورهم المكثف في البر والبحر والجو وإرسالهم حاملات الطائرات في السابع من أكتوبر، أو عندما جاء الرد الإيراني في 17 نيسان/إبريل، أو حتى عندما ردت المقاومة على جريمة الضاحية، لكان الصهاينة قد فروا هاربين من هذا الكيان، لأنهم يعرفون بأن إسرائيل لا يمكن أن تستمر لولا دعم أمريكا ولولا دعم الغرب لها».
وختم «المطلوب منا اليوم ودائماً وأبداً، هو أن نكون على القدر اللازم من البصيرة والحكمة واللحمة والوحدة، وأن نتيجة هذه الحرب لن تكون إلا الانتصار بفضل هذه البيئة الواعية التي ننتقل معها منذ عام 1982 إلى اليوم مروراً بمحطات عامي 2000 و2006 إلى زمن الإنتصارات بعد أن ولى زمن الهزائم».

وقف زج لبنان

ورحّبت كتلة «تجدد» المعارضة بقرار مجلس الأمن الدولي التجديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب، باعتباره «يشكل تأكيداً على استمرار الشرعية الدولية في تشكيل المظلة الضرورية للحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب.
ورأت «أن هذا التجديد التزام من مجلس الأمن بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته ومن قبل جميع الأطراف، بما يؤمن حماية لبنان ويعيد الاستقرار إلى الجنوب، الذي عانى كما كل لبنان من آثار الحرب المدمرة» معتبرة «أن الحرص الدولي على لبنان، يفترض أن تلاقيه الحكومة اللبنانية بإمساك زمام المبادرة والقيام بمسؤوليتها، عبر استعادة قرار السلم والحرب وإخراج لبنان من دائرة الاستثمار الإقليمي، التي زج بها خلافاً للدستور وأسس الشراكة، ورغماً عن إرادة أغلبية وازنة من أبنائه».
وشددت الكتلة على أن «لبنان لا يحميه إلا قراره المستقل، وجيشه الذي يجب ان يملك حصراً السلاح ومسؤولية أراضيه وحدوده كافة، كي لا نتعرض لحرب مدمرة نيابة عمن استسهلوا استعماله ساحة لتعزيز نفوذهم الإقليمي».

إسرائيل لا تلتزم خفض التصعيد وتشن غارات مدمّرة على بلدات جنوبية

وأعلن رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان «أن الأولوية اليوم صارت لاحتواء الحرب وعدم تمددها» وقال «العدوان مستمر لـ11 شهرًا، دُمرت غزة وقتل أهلها وشُرّد أطفالها، فماذا ينتظر «حزب الله» إذا كان فعلاً يساند غزة فليطلعنا كيف دعمها وساندها وكيف يتبلور اسناد غزة بتدمير قرى الجنوب واغتيال قادة «حزب الله» معتبراً «أن هناك تلكؤاً إيرانياً حيث لا يريد الايراني التدخل مباشرة بل يحارب بأرواح اللبنانيين والفلسطينيين».

ملف الرئاسة

ووصف قيوميجيان انتصارات «حزب الله» بأنها «وهمية» قائلاً «لا يعتقدنّ أحد ان بإمكانه ان يأخذ ثمناً على حساب لبنان واللبنانيين، فلبنان ليس ارضاً سائبة ليسلموا أمره لإيران، والطريق إلى القدس تجليطة فكفى شعارات مزيفة ومسيئة للذكاء البشري» مشيراً إلى «ان كل ترسانة «حزب الله» لم تستطع ردع إسرائيل عن خرق الأجواء اللبنانية والحل يبقى بالدولة والجيش وتطبيق القرارات الدولية». واعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قام بزيارة بلدة دير الأحمر في البقاع الشمالي أنه «يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساعٍ حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعية إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها». ورد الراعي على القلق الذي عبّر عنه البعض بقوله «كلما زاد قلقنا يزيد الرجاء، ويطل علينا أحد من فوق ويقول لنا لا تخافوا، وإن شاء الله تكون هذه المحنة آخر المطاف». وأضاف: «أنتم في دير الأحمر عشتم مشاكل وظروفاً صعبة، وبعد ذلك عاشت دير الأحمر بفضل سيدة البرج التي صانت هذه البلدة، ورجاؤنا لا يتزحزح أبداً وسنبقى ننظر إلى الأمام بالرغم من الإمكانيات الضعيفة».
وكان موضوع رئاسة الجمهورية طُرح في دار الفتوى في اللقاء بين مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وسفير جمهورية مصر العربية في لبنان علاء موسى، الذي قال «تشرفت بلقاء سماحته واطلعته على ما يحدث في غزة وتأثيره على لبنان وتحدثنا في ما يخص جبهة جنوب لبنان، وتناولنا أهمية إعادة الزخم مرة أخرى للملف الرئاسي، واتفقنا على أهمية هذا الملف، وانه في حاجة للتعامل معه بسرعة لأن التحديات المقبلة كبيرة للبنان ولكل المنطقة أيضاً، وبالتالي من الأولى أن يتعامل لبنان مع ملفاته الداخلية لكي تؤهله لمواجهة هذه التحديات». وأضاف: «اتفقنا على ان الفترة المقبلة سيتم إعادة الزخم في ما يخص الملف الرئاسي وإن كنا نحن كخماسية أو حتى أعضاء الخماسية يولون أهمية كبيرة لهذا الملف، وطبعاً ما حدث في المنطقة وجبهة الجنوب طغيا على هذه الأمور، لكن هذا لا يعني أن هذه الأمور على أهميتها لا نبحث فيها».