المولات اختلاس مرخص

المولات إختلاس ...مرخص

سليم ابو محفوظ

في صبيحة يوم الجمعة وقبل الصلاة بناء على رغبة أخي أبا طارق ، بأن أرافقه للمشاركة في مسيرة القدس الدولية وتلبية للنداء الوطني نحو القدس ، التي تهم كل مسلم كونها مطلوب الدفاع عنها من كل يوحد الله .

ولا أحد يستطيع أن يتحدث باسمها منفردا ً كونها قضية تخص المليار ونصف مسلم مجتمعين ، وعلى هذا الأساس لا تحل مهما طال الزمن وبعدت مسافاته ، سوى الجهاد المقدس الذي يتمناه كل مسلم يوحد الله ويقر بربوبيته .

وفي الطريق أوقفنا نتزود بمواد تموينه من إحدى المولات التي تقع على اوتستراد الزرقاء عمان ، ونزلت من السيارة وتوجهنا للمول الأكبر في الزرقاء وأخذ أبو طارق ينتقى بعض الأصناف من الخضار والفواكه .

واخذت اسأل البائع عن سعر كيلو البندورة فقال ب 39 قرش ، والموز ب 70 قرش قلت لابو طارق على طريق الغور ارخص من هنا ، رفض الاستجابة لي وأخذنا عبوتا جبنة كيري ثمن الواحدة ب140 قرش 6 قوارير ماء ب 150 قرش .

وقلت لابو طارق سعرها في المحلات الصغير بدينار ال 6 عبوات قال لا رخيص ، وبعد ان انهينا التسوق حسب المبلغ الكاشير وطلع المجموع ب حوالي 15 دينار أردني وفعلا حسبت في نفسي قلت كيلو البندورة ب 20 قرش في حسبة الغويرية.

لماذا ندفع زيادة 19 قرش في كل كيلو غرام ...المهم في اليوم التالي ، سألت التاجر عن ثمن حزمة الماء المكونة من 6 قوارير ، طلب صاحب الدكان الصغير دينار وقارنت بسعر المول الضخم .

الذي يبيع بمئات الألوف يوميا وبين الدكان الصغير الذي لا يبيع أكثر من 10 دنانير كل يوم ، وجدت ان الشراء من الدكان الصغير ارخص ب50 % من المول الكبير ، الذي يعلن صفحتان كل يوم في الصحف المحلية ، يدفع بدل الإعلان 9000 دينار في 3 صحف يومية لكل إعلان.

ووجدت أن الإعلان الذي يضعه صاحب المول الذي يعد من أكبر مولات الأردن ، على حساب المشتري المغبون والمغفل الذي لا يفاصل ولا يحاسب ولا يراقب الكاشير، ماذا يحسب وماذا يكتب وخرجت بنتيجة أن دخل التاجر الصغير جدا حلال 100% .

وزيادة أرباح المول الكبير فهي حرام عليه لأنه يستغل طيبة المواطن ، الذي تعود على الغبن والضحك عليه ، بالإعلان عن تخفيض سعر السكر ، لحد لا يوجد ربح ويضيف ربح السكر بإضعاف مضاعفة لدرجة 50 % من أصناف أخرى.

فهنا يدخل الحرام والربا على الغبن الذي يقع فيه المواطن وأيضا سمعت بأذني ، بأن لا تباع مادة السكر لوحدها من المول الكبير الذي لا يقنع أصحابه بالربح القليل على الرغم من بيعهم الكثير، الذي يعادل بيع تجار الزرقاء مجتمعين.

أين القناعة عند أصحاب المولات الكاذبين ، وهم من ينهبوا أموال الشعب على مرأى من الرقابة الحكومية ، التي لا تراقب غير التاجر الصغير ، الذي لا يكاد يوفر أجرة محله المستأجر في ظل رفع بدل الإيجار للمالك الطماع.

ان المولات كما هي الكازيات الحديثة سيل من السيولة النقدية لأصحاب الملايين ، المسؤلين نايمين لأنهم مستفيدين من الرشاوى والبلاوي ، والنهب من قبل التاجر واعتقد بأن إختلاس التاجر للمواطنين كما هو إختلاس الموظفين، لماذا لا يحاسب التاجر كما يحاسب الموظف على جرم الفساد.

والله بعد اللي شفته ان المولات والمؤسسات وجدت لتحطيم التجا ر ، الصغار وتجار التجزئة وكذلك الجملة المتوسطة وكأن المخطط القضاء على الوسط التجاري كامل ، والعز للمولات والدعم لها أيضا ً من الشركات .

يا ويل أولاد الحرام الذين لا يراعوا ظروف الناس والمواطنين ، الى متي سنبقى ننحر بعضنا البعض والى متى سنبقى مغفلين ، يا مواطنين فليتكلف كل منكم بالمفاصلة من المولات ، والمقارنه بين المحل الكبير والمحل الصغير والأفضل تبضع منه ، ولا تنحكم لكبار المولات.