الاحتلال الإسرائيلي يبدأ بتنفيذ أوسع عملية عسكرية شمال الضفة الغربية منذ عملية السور الواقي عام 2002

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل الثلاثاء - الأربعاء، عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية المحتلة، بمشاركة قوات كبيرة وطائرات بدون طيار ومروحيات عسكرية. وأفادت وسائل إعلام عبرية، بأنّ الجيش أطلق على عمليته العسكرية شمالي الضفة اسم "المخيمات الصيفية"، واصفة العملية بأنها الأوسع نطاقاً منذ عملية "السور الواقي" التي شنها الاحتلال في الفترة ما بين 29 مارس/ آذار والعاشر من مايو/ أيار عام 2002، بهدف القضاء على الانتفاضة الفلسطينية الثانية نهائياً.

وقال جيش الاحتلال على "إكس" إنّ قواته بدأت عملية في جنين وطولكرم، شمالي الضفة، "لمكافحة" المقاومة الفلسطينية المسلحة ببنادق خفيفة وعبوات ناسفة محلية الصنع. وقالت إذاعة "كان" العبرية إن قوات الاحتلال تعمل بشكل متزامن في المدينتين. وأضافت الإذاعة أن العملية تجري بمشاركة طائرات هليكوبتر قتالية وطائرات بدون طيار "لمساعدة وتغطية القوات البرية". ولم يحدد الاحتلال المدة التي ستستغرقها العملية.

وأسفرت العملية حتى صباح الأربعاء عن استشهاد تسعة فلسطينيين، بينهم ستة بغارات جوية وبرصاص جنود الاحتلال في جنين، وثلاثة بقصف على طوباس، فيما أصيب فلسطينيان بقصف استهدف مخيم نور شمس في طولكرم. وتخللت التوغل الواسع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والقوات المقتحمة.

وقالت كتائب القسام التي تسعى لتعزيز جبهة المقاومة في الضفة الغربية إن مقاتليها يخوضون مع أقرانهم من فصائل المقاومة الأخرى اشتباكات عنيفة مع جيش الاحتلال في طولكرم وجنين، مشيرة إلى تفجيرها عبوات ناسفة بعدد من آليات الاحتلال. وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أكدت، أمس الثلاثاء، في بيان لها، أنّ "حديث الكيان الصهيوني عن قربه بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة لن يكون إلا مستنقعاً جديداً سيغرق به جنود الاحتلال المنهزمون في كل جبهات القتال"، مشددة على أنّ المقاومة في الضفة الغربية "ماضية نحو تحقيق كل أهدافها من التمدد والديمومة في كل محافظاتها، ومن الإثخان بالعدو بكل أنماط المقاومة ووسائلها".

وبخلاف إعلان الاحتلال عن اقتصار العملية على جنين وطولكرم، طاولت حملة الاقتحامات مخيم الفارعة في محافظة طوباس (شمال). وقالت مصادر محلية إن طائرة مسيرة قصف موقعاً في المخيم، ما أسفر عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى، فيما شرعت جرافات الاحتلال بعمليات تدمير وتجريف للبنية التحتية.

وشنت قوات الاحتلال خلال العامين الأخيرين اقتحامات واسعة في مخيمات شمال الضفة، لكنها كثفت عملياتها منذ اندلاع الحرب على غزة، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء الفلسطينيين، وتدمير شامل وممنهج للبنى التحتية والطرقات، عدا عن آلاف الاعتقالات.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، ليل الثلاثاء - الأربعاء، إنّ الاحتلال يشن "عدواناً شاملاً على مدن شمال الضفة المحتلة ومخيماتها، في حرب مفتوحة وغير معلنة"، مضيفة أن الاحتلال يسعى إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة "في محاولة لفرض وقائع ميدانية جديدة لإخضاع الضفة وضمها".

وتابعت: "يرتكب الاحتلال جرائمه في الضفة في ظل تقاعس عربي رسمي وشعبي فاضح"، مشيرة إلى أن العملية "تأتي فيما يستمر الاحتلال في ارتكاب المجازر البشعة في حرب إبادة لا لبس فيها في قطاع غزة المحاصر، ضارباً عرض الحائط بكل النداءات الدولية".