انطلاق فعاليات المؤتمر الدوليّ: "آفاق الخطاب العربي: البحث عن المستقبل" في الجامعة الهاشميّة
- الحياري: خطابات جلالة الملك في المحافل الدوليّة كان لها وقع إيجابي في مناصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية
- الأردن وطن نهضَ على مشروعيَّة الدين والتاريخ والإنجاز ونصرة الأشقاء
- محاور المؤتمر تعكس فسيفساء الخطاب العربي بتنوعاته واهتماماته وهمومه وتطلعاته
رَعَى الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشميّة انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي المحكّم المتخصص: "آفاق الخطاب العربي: البحث عن المستقبل" الذي نظمه مختبر تحليل الخطاب بكليّة الآداب في الجامعة الهاشميّة، بمشاركة (37) عالمًا وأكاديميًا قدّموا (33) ورقة بحثية حول محاور المؤتمر المختلفة المتعلقة بأسئلة الخطاب العربي وتحولاته وأشكاله.
وقال الدكتور الحياري في كلمته في حفل الافتتاح: "نلتقي في رحاب الجامعة الهاشمية التي تَحْمِلُ هذا الاسم العظيم النبيل، الذي يُكثِّفُ معاني الرايةِ الهاشميّة التي تقومُ على مفردات: الخير والعلم والعمل والإنجاز والعطاء، في بلد نهض على مشروعيَّة الدين والتاريخ، ومشروعيَّة الإنجاز، بلد يقومُ على الشعار النبيل: "الإنسان أغلى ما نملكُ"؛ فعمود أمرهِ النهوضُ بهذا الإنسانِ؛ فكراً، وخُلقاً، وسلوكاً، وتخطيطًا، وعملاً وأهدافًا عظامًا".
وبيّن الدكتور الحياري دور الأردن العروبي ووقوفه على الدوام بقيادته الهاشميّة إلى جانب أشقائه العرب قائلًا: "إننّا في الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم إستمدينا نهجناً من المسؤوليات التاريخية للأسرة الهاشمية الموروثة أباً عن جَد تجاه القضايا والشأن العربي والإسلامي، فقد كان لخطابات جلالةِ الملك التي ألقاها في المحافلِ الدولية الدور الإيجابي في مناصرة قضايا وهموم الأُمتين العربية والإسلامية، لتحقيق طموحاتهم القومية وإستعادةِ حقوقِهم الشرعية، من خلالِ الدفاعِ عن الإسلامِ وتوضيحِ صورته السمحة كدينِ إعتدالٍ يَنبُذُ الإرهابَ والتي تُعدُّ إنجازاً تاريخياً تِجاهَ الأمةِ الإسلاميةِ جَمعاء.
وأضاف أن الشأن العربي حاضر على الدوامِ في خطاباتِ جلالتهِ وفي مقدمتهِ القضيةِ الفلسطينيةِ إيماناً بحقِ الشعبِ الفلسطيني بإقامةِ دولتهِ الحُرةِ على ترابهِ الوطني، والتأكيدِ على ضرورةِ إنهاءِ العدوانِ الصارخِ والحصارِ الظالمِ، ورفعِ المعاناةِ التي يواجِهها الشعبُ الفلسطينيُ وتأمينِ المساعداتِ التي يحتاجها.
وأضاف رئيس الجامعة، نعقد مؤتمرنا لمناقشة الخطابات العربية المنجزة خلال مطلع الألفية الجديدة لمحاولة الإجابة على سؤالين: الأولُ آفاقُ هذه الخطابات العربية الممتدةُ مكاناً وزماناً وموضوعاتٍ وسياقاتٍ ماضية وراهنة، والثاني: سؤالُ البحثِ عن المستقبلِ، عندما نتحدَّثُ عن التغيير والتطويرِ والبناءِ والنهضةِ. مشيرًا إلى أن أمتنا العربية تمر في هذه المرحلة بأحداث جِسام: سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، وقد وجدتْ هذه الأحداثُ الجسامُ صَداها في الخطاباتِ التي أنجزها العربُ في هذه الصُّعُدِ جميعا لذلك تبدو قراءة هذه الخطابات مدخلاً مناسباً، ومقاربةً ضروريةً لتحليلِ ما يمرُّ بالْأُمَّةِ العربيةِ من تحولات، وما يَعتريها من تغيرات".
وبيّن الدكتور الحياري أهمية البحوث النوعية المقدمة في هذا المؤتمر بمحاوره المختلفة التي تعكسُ تنوع الخطابِ العربيِ باهتماماتِه وهمومِه وتطلعاتِه، متمنيًا النجاح في تحقيق أهداف المؤتمر لتحليلِ هذا الخطابِ وتفكيكِ شيفراتِه، وصولاً إلى أعلى درجةٍ من المقروئيةِ لهذا الخطابِ، وترشيدِ رؤاه في بحثِهِ عن المستقبلِ، الذي نرنو إليهِ بأملٍ، ونتطلعُ إليهِ بشغفٍ راجينَ أنْ يكونَ أفضلَ وأجملَ، يحملُ سماتِ الْمَنَعَةِ والقوةِ والوَحْدَةِ، وتحقيقِ الأمنيات".
كما تَحَدَّثَ عن دور الجامعة الهاشميّة باعتبارها منارة فكرية ولها دورها العلمي والثقافي وتؤمن بأهمية دعم البحث العلمي الرصين ونشر البحوث النوعية التي تعالج التحديات التي تواجه المجتمعات المحلية والعربية، مشيرًا إلى إن البحث العلميّ باب عريض ومهمّ من الأبوابِ التي يمكنُ أنْ تصنعَ التغييرَ الذي نرجوه، والمستقبلَ الزاهيَ الذي نتطلعُ إليهِ.
وألقى أ.د. وافي الحاج ماجد من الجامعة العالمية ببيروت كلمة باسم المشاركين قال فيها: نستحضر اليوم أحلامنا الثقافية ضمن جدلية الوعي واللاوعي، ونناقش كيفية بناء المستقبل العربي الثقافي العلمي الفكري المتقدم ليكون بارقة أمل أمام قسوة الواقع حيث إنَّنا نعيش في عصر تتسارع فيه التحولات والتبدلات في مختلف قطاعات الحياة بشكل مذهل، ولها انعكاسات على شتى المجالات، بما يُحمِّلُنا -نحن المثقفين- مسؤوليات كبرى وجليلة، تقتضينا التنبه إلى التحديات التي تفرزها المرحلة، ومناقشة سبل علاجها، حيث بات المرء يتساءل في ظل ما نشهده اليوم من اضطراب في المعايير ليس عن مستقبل العلوم والخطاب والدراسات، بل عن مستقبل الإنسانية، بل عن مستقبل الإنسان نفسه.
وقال الأستاذ الدكتور يحيى العلي عميد كلية الآداب/مقرِّر اللجنة التنظيمية للمؤتمر: يأتي هذا المؤتمر العلمي تحقيقا لأهداف مختبر تحليل الخطاب في كلية الآداب الذي يهدف الى تجميع جهود الباحثين والمختصين في علوم اللغة والأدب، والاجتماع والسياسة، والتاريخ والإعلام معًا؛ للبحث في موضوع مشترك هو الخطابات في علاقتها مع المؤسسات، عبر تحليل مكوناتها تفكيكًا وتركيبًا. وأضاف إن رسالة المختبر هي خلق بيئة نقدية تحليلية فاعلة للخطاب بأشكاله المختلفة، تشعل شغف السؤال، وتواكب التطورات والمستجدات في الحقول المعرفية المختلفة ذات الصلة بتحليل الخطاب، يمارس من خلالها الأساتذة وطلبة الدراسات العليا مهارات التحليل المستندة إلى المنهجية العلمية، وتوظف فيها الخبرات المعرفية الإنسانية في شتى مجالاتها.
وأضاف: ينعقد مؤتمرنا في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم عدوانا غاشما على أهلنا في غزة هاشم، التي رسمتْ كل معاني الكرامة والإصرار على النصر في وجه قوة باغية، وقد أظهرت هذه الحرب المسعورة حقيقة المبادئ التي ترتكز عليها الدول، وحقيقة الخطاب الذي تتبناه، والذي كشف لشعوب العالم أهداف هذه الدول وغاياتها. وقد كان العدوان على غزة محورا رئيسا من محاور هذا المؤتمر، وظفر بعناية بعض الباحثين وأوراقهم العلمية.
وقال الدكتور العلي حرصنا على تنوع الاهتمامات البحثية وتداخلها إذ يمثل المشاركون نخبة من العلماء والأكاديميين والباحثين من اثني عشر بلدًا عربيًا وأجنبيًا هي: الأردن والإمارات والعراق والمغرب وتونس والسودان ولبنان وفلسطين وتركيا وكندا وبلغاريا وأمريكا.
من جانبها أشارت الدكتورة خلود العموش نائبة مدير مختبر تحليل الخطاب التي أدارت حفل الافتتاح إلى أنّه سيتم اختيار خمسة عشر بحثًا من البحوث المجازة للمؤتمر للنشر في المجلة العلمية المحكّمة مجلة "جامعة الزيتونة الأردنية للدراسات الإنسانية والاجتماعية".
وقدّم الباحثون والأكاديميون المشاركون نحو (33) ورقة علمية تناولت رؤية العرب للآخر، ومنهجيات تحليل الخطاب، والخطابات التي ينتجها الأخر، والخطاب العربي المعاصر من خلال الرواية والقصة والشعر. كما عرض الباحثون في أوراقهم العلمية سمات الخطاب السياسي الأردني الذي عبّر عنه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله في المحافل الدولية المختلفة ووسائل الإعلام العالمية في الدفاع عن الحق العربي في فلسطين والدعوات لوقف العدوان الغاشم على الأهل في غزة إضافة إلى ما مثّله الخطاب السياسي والإعلامي الأردني من نموذج في الاتزان والعقلانية والتأثير الإيجابي.
وتناول المشاركون في بحوثهم العلمية أيضًا مقترحات تجديد الخطاب الديني، وتحليل الخطاب القانوني لقرارات محكمة العدل الدولية بشأن الحرب على غزة، وخطاب حركات الإسلام السياسي، والخطاب العربي وسؤال البحث عن المستقبل.
وتم تكريم الجهات الداعمة للمؤتمر وتكريم نائب رئيس الجامعة الهاشميّة الأستاذ الدكتور وصفي الروابده رئيس اللجنة العليا للمؤتمر تقديرًا لجهودهم في إنجاح فعاليات المؤتمر.
كما افتتح رئيس الجامعة معرضًا للبحوث المقدمة على شكل "بوسترز" أعدّها طلبة باحثون في تخصصات الدراسات العليا المختلفة من الجامعة الهاشميّة ووزارة التربية والتعليم ومن جمهورية مصر العربية.
وتستمر فعاليات المؤتمر على مدار يومين لمواصلة مناقشة الأوراق البحثية المقدمة حول محاور المؤتمر المتنوعة.
20-8-2024