الأسواق العالمية تعود للاستقرار بعد موجة من المخاوف والتراجعات

بعد الاثنين الأسود في الخامس من الشهر الجاري الذي مرت به الأسواق العالمية وما أصابها  من انهيارات في الأسعار  ألحقت خسائر فادحة بالمتداولين والمستثمرين والمحافظ الاستثمارية ، عادت الأسواق للاستقرار بفعل  موجات تفاؤل  وبيانات تعزز توقعات خفض الفائدة الأميركية في الاجتماعات المقبلة  مع تراجع الدولار وعوائد السندات وتجنب الركود في الولايات المتحدة سببت ارتدادات وارتفاعات في الأسعار  .

ونصح  بنك UPS  المستثمرين بنجنب المبالغة في رد الفعل تجاه تقلبات الأسواق ، وقد باع  أحد كبار المساهمين  خلال موجة البيع 8 مليارات دولار من أسهم أمازون  واخر 90 مليار دولار نصف حصته في  شركة أبل ، وتخلى الملياردير مايكل بيري  عن 50% من أسهمه  في محفظتة الاستثمارية ، فيما توقع بنك غولدمان ساكس أن التقلبات في الأسواق ستتراجع بشكل تدريجي ويخفض احتمالية حدوث ركود في الولايات المتحدة الى 20% من 35% ، وبنك باركليز أن الهبوط وفر فرصة لشراء الأسهم ذات التقييمات الجذابة ، وبنك لومبارد أوديير السويسري أن عمليات البيع الأخيرة التي شهدتها الأسواق مبالغ فيها والتخوف من ركود الاقتصاد الأميركي   مبالغ فيه أيضا .

أن ما حدث  في الأسواق لا يحكمه أساسيات السوق  ، حيث 55% من الشركات الأميركية التي أعلنت عن نتائجها في الربع الثاني 2024 جاءت أفضل من التوقعات  فيما جاءت نتائج 35% من الشركات الأميركية متفقة مع توقعات المحللين  .

وفي الأسواق الأوروبية غلب الصعود على مؤشرات الأسهم الأوروبية بدعم  قطاع السيارات .

وقد أظهرت أربعة مؤشرات  قياسية قوية و ايجابية من البيانات الاقتصادية  الأميركية  التي صدرت الأسبوع الماضي أي الذي تلا أسبوع البيع ، انخفاض احتمالات دخوله في ركود وتبدد مخاوفه وارتفاع الأسهم الأميركية مع اشارات قوة الاقتصاد . وهي كما يلي :-

1-      مبيعات التجزئة :-

حيث ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية  بنسبة  1% في تموز الماضي بأكثر من التوقعات وبأكبر وتيرة منذ أوائل عام 2023 ،  وقوة مبيعات التجزئة تقلص مخاوف ركود الاقتصاد وانحساره ودلالة على القوة الاستهلاكية وارتفاع مستوى الأجور والدخل .

 

2-       توقعات سلسلة WAL MART

رفع سلسلةWAL MART   الأوسع والأكثر انتشارا في الولايات المتحدة  توقعاتها لنمو المبيعات للمرة الثانية   هذا العام وبنسبة 5% لعام 2024 .  

 

3-      معدل نمو الاقتصاد الأميركي

حيث نما بنسبة 1،6 % في الربع الثاني 2024 على أساس سنوي ، وقد  فسرته الادارة الأميركية دليل على قوة الاقتصاد .

 

4-      طلبات اعانة البطالة  المقدمة من العاطلين عن العمل .

 حيث تراجعت الطلبات بشكل متوازن  الى 233 ألف طلب في تموز بأقل من التوقعات .

وقد ارتفعت حيازة الأجانب من سندات الخزانة الأميركية في نهاية حزيران 2024 لأعلى مستوى في تاريخها، حيث وصلت الى 8،21 تريليون دولار  وهو مستوى قياسي جديد مقابل 8،13 تريليون دولار في نهاية أيار الماضي وبنسبة ارتفاع 1% وتعكس شهية مستمرة على السندات الأميركية خلال هذه الفترة باعتبارها ملاذا أمنا والاستفادة من معدلات الفائدة المرتفعة .

 وفيما يلي الدول الأعلى بحيازة السندات الأميركية :-

اسم الدولة

الرصيد القائم من السندات الأميركية في نهاية حزيران

نسبة الأرتفاع ( الانخفاض ) عن نهاية أيار

اليابان

1،12 تريليون  دولار

(1%)

الصين

780 مليار دولار

2%

بريطانيا

742 مليار دولار

3%

لوكسمبورغ

384 مليار دولار

(0،3%)

كندا

375 مليار دولار

5%

السعودية

140،3 مليار دولار

3%

الامارات

70،1 مليار دولار

(1%)

الكويت

46،5 مليار دولار

1%

 

 وهناك تطورات أخيرة مؤثرة في عوائد السندات ، وتكمن في ارتفاع احتمالات تصل الى 77% بخفض الفائدة  في اجتماع أيلول المقبل وتباطؤ التضخم الى 2،9% بأكثر من التوقعات .

وتتجه أسعار الذهب لتحقيق مكاسب مع توقعات خفض الفائدة وتتداول قرب أعلى مستوياتها على الاطلاق  خلال تعاملات الجمعة الماضية  حيث وصلت لمستويات 2500 دولار للأونصة ، وقد رفع كوميرز بنك توقعاته لسعر الذهب الى 2600 دولار منتصف 2025 .

 وتساهم ارتفاعات الذهب من خلال اعادة التقييم في.رفع الاحتياطيات الأجنبية لدى البنوك المركزية التي أحد مكوناتها المعدن الأصفر ، باستخدام الأسعار المرتفعة بفعل التوترات الجيوسياسية والرهانات على خفض الفائدة ومقارنتها مع التقييمات السابقة مما ينشأ عنها فروقات ايجابية ترتفع بها الاحتياطيات ( ارتفاعات دفترية ما لم يتم البيع وتتحقق عائدات  التدفقات النقدية من العملة الأجنبية والأرباح الفعلية ) .

وفي المقابل ، يمكن أن يتسبب انخفاض الذهب لأي سبب أو لتغير الظروف والعوامل غير المستقرة التي تتحكم  بأسعاره في هبوط الاحتياطيات  .     

و أعلنت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس السبت والتي أنفقت عشرة أضعاف ما أنفقه المرشح الجمهوري ترمب على الاعلانات الرقمية ، عن خطتها الاقتصادية لانعاش الاقتصاد الأميركي وأنها ستواجه ارتفاع الأسعار وتقدم الدعم لمشتري المنازل لأول مرة ، وأن الطبقة المتوسطة هي واحدة من أعظم نقاط القوة في أميركا وبناؤها سيكون هدفا محددا في رئاستها  وعندما تكون الطبقة المتوسطة قوية تكون أميركا قوية ، ولحماية  تلك الطبقة يجب الدفاع عن مبادئ أساسية مثل أن يكون الراتب كافيا لتوفير حياة جيدة  للفرد وعائلته ، والتقاعد حق للعاملين بعد سنوات طويلة من العمل وبرواتب تقاعدية توفر حياة كريمة ،  وألا ينشأ أي طفل في الفقر .