الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بجدري القرود خارج أفريقيا

أعلنت وكالة الصحة العامة السويدية، الخميس، أنها سجلت أول حالة إصابة خارج أفريقيا بالسلالة الأكثر خطورة من مرض جدري القرود، والتي أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أنها حالة طوارئ صحية عامة عالمية.

وقالت وكالة الصحة العامة السويدية في بيان: "تم تشخيص إصابة الشخص الذي طلب الرعاية" في ستوكهولم بأنه مصاب بالجدري الناجم عن النوع الأول.

وهذه هي الحالة الأولى الناجمة عن النوع الأول التي يتم تشخيصها خارج القارة الأفريقية، وفق وكالة فرانس برس (أ ف ب).

وأطلقت منظمة الصحة العالمية الأربعاء أعلى مستوى إنذار بشأن انتشار جدري القرود "إمبوكس"، حيث أعلنت أن المرض بات طارئة صحية عالمية.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الأربعاء، إن لجنة الطوارئ أبلغته بأنه "يشكّل الوضع طارئة صحية عالمية تثير القلق دوليا".

وتابع غيبريسوس في مؤتمر صحفي: "اجتمعت لجنة الطوارئ اليوم وأبلغتني بأنها ترى أن الوضع يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير القلق على المستوى الدولي. وقد قبلت هذه النصيحة".

ما هو جدري القرود؟

جدري القرود، المعروف اختصارًا باسم "إم.بوكس" (Mpox)، هو مرض فيروسي تسببه الإصابة بفيروس جدري القردة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

يتميز الفيروس بقدرته على الانتقال بين البشر مباشرة، أو عبر ملامسة الأسطح التي سبق لشخص مصاب أن لمسها.

كما يمكن للمرض الانتقال من الحيوانات البرية إلى البشر في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس.

وتوجد نوعان من سلالات الفيروس: "سلالة حوض الكونغو" و"سلالة غرب أفريقيا"، وكلتاهما يمكن أن تكون قاتلة، على الرغم من أن السلالة الأولى تاريخياً لديها معدل وفيات أعلى.

أعراض الإصابة بجدري القرود

يسبب جدري القرود مجموعة متنوعة من الأعراض، والتي يمكن أن تتراوح بين الأعراض الخفيفة والشديدة.

وتشمل الأعراض الشائعة الطفح الجلدي، الحمى، الصداع، آلام العضلات، وآلام الظهر.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأعراض أكثر حدة تشمل الحوامل، الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.

انتشار المرض في أفريقيا

وفقًا لبيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، سجلت 16 دولة أفريقية 38,465 حالة إصابة و1,456 وفاة بمرض جدري القردة منذ يناير 2022، مع زيادة بنسبة 160% في الإصابات خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق.

وشهدت الكونغو الديمقراطية تفشيًا حادًا، حيث تم تسجيل أكثر من 14 ألف حالة إصابة و511 وفاة منذ بداية 2024.

أسباب تزايد الحالات

يرجح العلماء أن تزايد انتشار المرض يعود إلى ظهور سلالة جديدة من الفيروس، أكثر فتكًا وانتشارًا من السلالات السابقة، تم رصدها في الكونغو الديمقراطية في سبتمبر 2023.

وقد انتشرت هذه السلالة في عدة بلدان أفريقية مختلفة، بما في ذلك المغرب، مصر، والسودان.

القلق العالمي

أعلنت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن معدل انتشار العدوى "مثير للقلق"، وأعلنت لأول مرة عن "حالة طوارئ صحية عامة ذات أمن قاري".

ودعا رئيس المنظمة، جان كاسيا، إلى التحرك بشكل استباقي لاحتواء هذا التهديد.

من جهته، يستعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، للاجتماع مع الخبراء لتقييم مستوى التأهب للتصدي للوباء.

لقاحات جدري القرود

رغم توافر لقاحات لمكافحة المرض، إلا أن الوصول إليها يواجه تحديات كبيرة. تحتاج أفريقيا إلى 10 ملايين جرعة، بينما المتاح حالياً لا يتجاوز 200 ألف جرعة.

وتواجه برامج التطعيم تحديات لوجستية، مما يجعل من الصعب احتواء التفشي الحالي في العديد من الدول الأفريقية.

ختاماً، رغم التحركات الدولية لمكافحة جدري القردة، يبقى الطريق مليئًا بالتحديات، خاصة في ظل تفشي أمراض أخرى واستنزاف الموارد الصحية في بعض البلدان الأفريقية.