قراءة في تباطؤ التضخم بالولايات المتحدة الى 2،9% في تموز
أظهرت الأرقام الرسمية الأميركية التي صدرت الأربعاء تباطؤ معدل التضخم بالولايات المتحدة الى 2،9% في تموز من 3% في حزيران و3،3% في أيار و3،4% في نيسان و3،5% في أذار ، واشارات على قوة سوق العمل الأميركية وتراجع معدلات الشكاوى من البطالة الى 233 ألف طلب بأقل من التوقعات ، والطلب على السندات الأميركية هو الأضعف منذ كانون الأول 2022 لضعف الدولار الذي يدفع عملات الأسواق الناشئة لأعلى مستوى منذ نيسان 2022 .
وفقا للتحليلات ، فان نفقات المستهلك تشكل 70% من الاقتصاد الأميركي ويمر الاقتصاد بتباطؤ والمطالب خفض الفائدة الأميركية بنسبة كبيرة غير مبررة والفيدرالي لم يتأخر في خفض الفائدة والتضخم في أميركا لم يصل للهدف وخفض الفائدة غير مبرر ، وتراجعتتوقعات السوق لخفض الفائدة الى 100 نقطة أساس حتى نهاية العام الحالي والبنوك المركزية متخوفة من خفض معدلات الفائدة من أعلى مستوى لها في 23 عاما وقرابة 78% من الشركات نتائجها المالية فاقت التوقعات في الربع الثاني من هذا العام ، وعجز الموازنة الأميركية يتجاوز 1،5 تريليون دولار في عشرة أشهر حيث تنتهي السنة المالية في 30/9 من كل عام .
فيما يعقب أعضاء فيالفيدرالي ، أنه لا نزال نرى مخاطر تصاعدية للتضخم ويجب توافر بيانات أكثر قبل قرار خفض الفائدة .
ان تجارة الحمل " Carry Trade " فاقمت من خسائر الأسواق العالمية العالمية ، أي الاقتراض بعملة أجنبية فائدتها صفرية مثل الين الياباني وحولها الى الدولار واستثمار الأموال في أسواق أسهم بعملة أخرى مثل الليرة التركية يتم من خلالها تحقيق مردودا مرتفعا وكسب الفرق بين العائد على الاستثمار وسعر الاقتراض ، ولكن مع رفع المركزي الياباني الفائدة على الين الى 25 نقطة أساس لجأ حاملو الأسهم الممولة الى تصفية مراكزهم في الأسواق للتخلص من الأسهم لارتفاع الين مقابل الدولار الى 145ين مقابل 160 ين وقت الاقتراض وقبل رفع الفائدة اليابانية وأصبح يحصل على كمية أقل من الين مقابل الدولار عند سداد التمويل وخسارته في الأسهم للفرق في سعر الصرف. والاختلاف بين فوائد البنوك المركزية العالمية ساهم بتذبذب الأسواق وقوة الين تصبح مصدر قلق للأسواق المالية مع توقعات بنوك بارتفاع الين أمام الدولار بأكثر من 30% بمرور الوقت .
فيما يرى بنك "UPS" أن اضطرابات الأسواق الحالية شبيهة بما حدث في الربع الثاني من العام 2011 عندما ارتفعت الديون على الولايات المتحدة الى 32 تريليون دولار وانخفاض الدولار .
وأظهرت مؤشرات الأسواق الخليجية تكبد خسائر أسبوعية متأثرة بتقلبات وتراجعات الأسواق العالمية وموجات البيع والتوترات الجيوسياسية ، وقد شكلت نتائج أعمال الشركات عن النصف الأول 2024 داعما لأداء الأسواق
وفي رد فعله على خسائر الأسواق ، علق الرئيس الأميركي السابق ترمب بقوله ان الأسواق المالية تنهار و الولايات المتحدة " قريبة جدا " من الكساد الاقتصادي ، وانتقد الفيدرالي طالبا أن يكون للرئيسالأميركي دور في اتخاذ القرارات بشأن أسعار الفائدة ويقترح زيادة نفوذ الرئيس , والكثير من الناس تضرروا من الاقتصاد والتضخم وقضت على الطبقة المتوسطة والملايين تعاني وارتفاع أسعار المنازل وتكلفة الديون السكنية ارتفعت ، وفي حال فوزي بالاتتخابات الرئاسية سأقوم بتخفيض الأسعار بسرعة.
ووفق استطلاع للرأي ، فان الأميركيين يفضلون نرمب لقدرته على تنشيط الاقتصاد .
فيما علق مالكو ومؤسسو مؤسسات أميركية كبرى أن الفيدرالي كان بطيئا للغاية في رفع الفائدة والان أصبح بطيئا جدا في خفضها ، والسوق تدرك أن الفيدرالي قد يكون متأخرا في دورة التيسير النقدي ، وعلى رئيس الفيدرالي الغاء رحلته الصيفية وخفض الفائدة الان وليس الانتظار لمدة ستة أسابيع ، فيما أعلن ايلون ماسك أنه يجب على الفيدرالي خفض الفائدة ومن الحماقة عدم اتخاذ تلك الخطوة الى الان .
أما الرئيس التنفيذي لبنك غولدمان ساكس ، فان الفيدرالي لن يتخذ خطوات طارئة لخفض الفائدة قبل أيلول المقبل والاقتصاد الأميركي سيتجنب الركود وتقرير الوظائف الأميركية لم يكن سيئا للغاية كان فقط دون التوقعات والاقتصاد الأميركي سيشهد خفضا أو خفضين للفائدة في الخريف المقبل والأسواق تشهد تصحيحا بعد فترة قوية جدا وقد يكون ذلك صحيا ، فيما توقع الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان حدوث ركود اقتصادي وشكك في تحقيق الفيدرالي مستهدف التضخم البالغ 2% وحالة عدم اليقين المستمرة في عدة قطاعات قد تواصل التأثير على الأسواق ، بينما الرئيس التنفيذي لبنك أوف أميركا فيحذر من احباط المستهلكين ما لم تنخفض أسعار الفائدة قريبا بأنه في حال عدم خفض الفائدة قريبا فانه من الصعب رفع معنوياته مجددا ، والشعب لديه الحرية في تقديم المشورة لرئيس الفيدرالي ثم يقرر هو ما يجب فعله .
و تجاوزت عملة البيتكوين مستويات 60 ألف دولار مجددا مع انتعاش الأسهم الاسيوية وتحقق مكاسب بقيمة 130 مليار دولار في يوم واحد ، وتعتبر العملة المشفرة أخطر الأصول التي من الممكن الاستثمار فيها .
وفي أسواق الطاقة ، تشهد تقلبات في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتتقلب أسعارالطاقة تحت رحمة الأحداث الجيوسياسية ، حيث مخاوف الامدادات وتراجع المخزونات الأميركية والاضطرابات الجيوسياسية تعزز مكاسب النفط .
وفي جانب سلاسل الامداد فقد أثر الصراع الجيوسياسي على حركة التجارة البحرية عالميا ورفع تكاليف الشحن العالمي ، واتساع نطاق اضطرابات شحن الحاويات في البحر الأحمر وتراجع حركة نقلها بنحو 90% ، وانخفاض عدد السفن المارة عبره بحوالي 70% ، وتوقف ناقلات الغاز عن العبور ، قيما تراهن صناديق التحوط على تراجع أسعار السلع بأكبر قدر منذ عام 2011 .
أما اقتصاد منطقة اليورو ، فقد بدأ البنك المركزي الأوروبي بتخفيض تكاليف الاقتراض في حزيران الماضي بمقدار 25 نقطة أساس ، وحسب استطلاع بلومبيرغ فان المركزي سيخفض سعر الفائدة الأوروبية ليصل الى 2،25% بحلول نهاية عام 2025 بعد ست تخفيضات متتالية بواقع ربع نقطة مئوية مع توقعاته في خفض التضخم الى المستهدف في الوقت المناسب .
وارتفعت حالات افلاس الشركات في ألمانيا لأعلى مستوياتها منذ 2017 حيث تقدمت 1934 شركة بطلبات افلاس خلال أيار 2024 وبارتفاع بنحو 31% عن أيار 2023 ، مع انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0،1% .
وفي بريطانيا ، يتجه الجنية الاسترليني لتسجيل أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ أيلول 2023 بسبب تقلبات الأسواق وأحداث الشغب في بعض المدن البريطانية ، وتراجع مفاجئ لمعدل البطالة لتسجل 4،2% في حزيران خلافا للتوقعات من 4،4% في أيار ، وتسارع التضخم بأقل من المتوقع ليصل الى 2،2% خلال تموز متخليا عن المستهدف الذي بلغه في حزيران عند 2%
وفي الصين ، سجل الفائض التجاري للصين 85 مليار دولار في تموز , وخفض المركزي الصيني دعمه لعملة اليوان الى أدنى مستوياته في عام ومددبرنامج اقراض لخفض انبعاثات الكربون حتى نهاية 2027 ، ويعيد ارتفاع أسعار المستهلك في الصين الثقة لدى المستثمرين حول تعافي الطلب المحلي ، وتشكو أوروبا الى منظمة التجارة العالمية بسبب فرضها رسوما على السيارات الكهربائية الصينية , وحسب البنك الدولي الأربعاء فان الصين ستستغرق 11 عاما لتحقق لمواطنيها ربع دخل الفرد في أميركا .
وفي اليابان ، أنفقت وزارة المالية 68 مليار دولار في الربع الثاني من العام الجاري لدعم الين ، وتعهد نائب محافظ البنك المركزي الياباني بعدم رفع الفائدة عندما تكون الأسواق متقلبة وغير مستقرة ولن ترفع قبل استقرار الأسواق مما دفع ذلك الى هبوط الين ، مع مواصلة الأسهم اليابانية التعافي لتعود لمستوياتها قبل أزمة الأسواق الأخيرة .
وفي مصر ،تباطأ التضخم السنوي في المدن المصرية للشهر الخامس على التوالي الى 25،7% في تموز من 27،5% في حزيران ، وارتفاع تحويلات المصريين بالخارج الى 7،5 مليار دولار خلال الربع الثاني 2024 ، ووصلت صادرات مصر السلعية الى السعودية لأعلى مستوى في خمس سنوات بالنصف الأول 2024 .