انخفاض الأسعار: أزمة المصاري الزايدة

يا جماعة، يا له من زمن جميل! الأسعار نزلت لدرجة إنه صار عندنا أزمة: مش عارفين وين نروح بكل هالمصاري اللي في جيوبنا. تخيلوا، الواحد فينا صار يدخل الدكانة بعشرين قرش، ويطلع بعرباية مليانة أغراض. والله يا ناس، صرنا نشتري ونشتري لحد ما بيوتنا صارت مخازن.

أول شي، البندورة؟ صارت أرخص من الهوا. كنت تشتري كيلو، صرت تشتري اربع سحّارات. والحل؟ عملنا كل الأكلات اللي بتخطر على بالك بالبندورة. من المنسف بالبندورة إلى العصير بالبندورة، وحتى فكرت أعمل شاي بالبندورة عشان أخلص الكمية اللي عندي!

تخيلوا اللحمة، اللي كانت حلم من الأحلام، صارت زي الهوا عند اللحامين. تروح عند الجزار تقوله «اعطيني كيلو»، يعطيك 5 كيلو ويقولك: «ما تستحيش، خد كمان!». يا زلمة، صرت كل يوم عامل عشا لربع الحارة، والكل يسألني: «شو المناسبة؟» وأقول: «ولا إشي، بس اللحمة ما إلها مكان بالتلاجة!»

مش بس هيك، الكهربا صار سعرها ينزل كل يوم. صرت أشغل كل المصابيح في البيت، حتى اللمبات اللي ما بعرف وين موجودة. المكيف شغال طول اليوم، والكل بيتفرج على 3 تلفزيونات بنفس الوقت، الواحد ما بقدر يشوفه بدون الثاني.

يا ناس، المشكلة إنه المصاري كترت في الجيوب لدرجة إنه ما عارفين وين نصرفها. فكرت أفتح بنك في البيت، أحط فيه المصاري الزايدة، بس للأسف، حتى الأبواب عندي ما بتوسع كل هالمصاري. صرنا ندفع على أي شي: واحد مرّ جنبك بالشارع؟ خذلك خمس ليرات. شفت طير ع الشجرة؟ طيرله دينار.

والأطرف من هيك، صرنا ندور على طرق جديدة لنصرف المصاري. تفكر تشتري ذهب؟ صارت قطعة الذهب أرخص من قطعة الحلوى. تشتري سيارة جديدة؟ كل واحد صار عنده 3 سيارات بس عشان يخلص من المصاري.

بالأخير، الواحد صار يصحى الصبح ويقول: «يا رب، وين بدي أصرف هالمصاري اليوم؟»