الورقة

الورقة

في العادة ، لا بد أن يردني أتصال من المنزل ، ليذكرني "بتعبأة قارورة الماء" ، أو "لا تنسى تجيب سيريلاك لسوسو" ، أحيانا يطلبوا غداء جاهز ، وكعادتي أيضا لا بد أن أقوم بالاتصال بالمنزل وسؤالهم " أنا مروح بدكم اشي ؟ " ، في الغالب ، يكون الجواب "لأ" ، الا اني وعندما أصل للبيت ، أتفاجأ بأنهم بحاجة لخبز أو بيبسي ، فأعود بأدراجي لاحضار تلك الطلبات .

ربما هذه الطلبات والأوامر هي وحدها التي أرضخ اليها بكل سهولة وأنفذها باستسلام ، ودون مناقشة أو اعتراض ، خاصة اذا كانت متعلقة بحليب أو سيريلاك لسوسو ، أساسا أنا تحت أمر سارة وهي بس تدلل .

مع الأيام ولكثرة الطلبات والحاجات ، وضعف (البي تولف) ، لجأت الى كتابة الأغراض على ورقة ، وقمت بوضعها في جيبي ، كي لا انساها ، المهم أن كلمة السيريلاك أو الحليب الخاص بسوسو أكتبها بخط عريض كي تكون واضحة .

ومع هذا لابد أن أنسى أحيانا غرضا أو أكثر ، بصراحة أحيانا اتناسى بعض الأغراض ، وتكون المسألة مقصودة .

أنا تعودت على نظام الورقة ، واظنه ساعد كثيرا في تقوية الذاكرة ، وفي سبيل التطوير وسعت من اختصاصاتها فلم تعد تقتصر على قائمة الطلبات المنزلية ، بل اصبحت اكتب عليها هواتف مهمة للاتصال بها ، اضافة الى بعض ملاحظاتي ، وليس هذا فحسب ، فقد كتبت عليها مرة أبياتا من قصيدة غزلية أعجبتني .

أمس أضعت الورقة اليومية ، وكان علي أن أعود الى المنزل خالي اليدين ، متحملا نظرات العتب الصادرة من سوسو ومن أم سوسو ، لأعود من جديد – رغم التعب والارهاق – لاحضار القائمة الجديدة .

عندما نكتب عن الهم العام ، المسألة لا تختلف كثيرا عن كتابة ورقة للتذكير ببعض الطلبات ، ونقوم بدسها في جيب المسؤول سواء كان عطوفة أو معالي أو دولة ، فقط للتذكير ومنعا للنسيان ، وأملا في جلب وتحقيق بعض الطلبات البسيطة ، أو توضيح نقطة واعطاء رأي .

الفرق انني أمس وللمرة الاولى أضيع الورقة ، وأعود دون حليب لسوسو ، في حين كل الكتابات والأوراق الاخرى ... للأسف دائما مفقودة وفي كل مرة ضائعة .





المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com