النفط يرتفع مع مخاوف بشأن الإمدادات بفعل توترات الشرق الأوسط
للجلسة السادسة على التوالي، صعدت أسعار النفط الخام في التعاملات المبكرة، الثلاثاء، وسط قلق من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط لتشمل إيران.
وتترقب إسرائيل ردا من إيران التي تتهمها باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو/ تموز الماضي.
ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، كثفت دول غربية مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، دعواتها إلى إيران لعدم ضرب إسرائيل، فيما تؤكد طهران أنها تملك حق الرد وأنه سيكون حتميا.
ولم تعلن إسرائيل رسميا اغتيال هنية، ولم تعقب بالسلب أو الإيجاب على التصريحات الإيرانية التي تتهم تل أبيب بالوقوف وراء العملية.
** النفط يستجيب
وأمام هذه التطورات، صعدت أسعار النفط في التعاملات المبكرة الثلاثاء، للجلسة السادسة على التوالي، إلى 81.7 دولارا لبرميل خام برنت تسليم أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
والتوترات القائمة في الشرق الأوسط، تقع في قلب إنتاج النفط العالمي، إذ تنتج المنطقة أكثر من 27 مليون برميل للخام يوميا، بصدارة السعودية بإنتاج يزيد على 9 ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي.
أما إيران التي تعاني عقوبات أمريكية منذ 2018، فاستطاعت زيادة إنتاجها النفطي من متوسط 1.9 مليون برميل يوميا نهاية 2018، إلى قرابة 3.3 ملايين برميل يومياً حاليا.
ولدى إيران قدرة على إنتاج 3.9 ملايين برميل يوميا من النفط الخام، إلا أن العقوبات الأمريكية ضدها وضد الشركات المتعاونة معها، وحاجة مرافقها للصيانة، دفع كميات الإنتاج إلى المستويات الحالية.
ومن شأن دخول إيران على خط الصراع في الشرق الأوسط، من خلال ضربها أهدافاً إسرائيلية، فإن ذلك سيهدد إنتاجها النفطي، وسيهدد مسارات الخام المنقولة بحراً من المنطقة إلى دول العالم.
** مضيق هرمز
والنقطة الأبرز في خشية أسواق النفط، هي سيطرة إيران على مضيق هرمز الذي يمر من خلاله يومياً أكثر من 12 مليون برميل من النفط الخام، القادمة من إيرادات والعراق ودول خليجية.
وهددت إيران في أكثر من مناسبة بتعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز، وهي خطوة من شأنها أن تقفز بأسعار النفط، خاصة وأن النفط المنقول بحرا عبر المضيق يشكل قرابة 11 بالمئة من الاستهلاك العالمي.
بينما يمر منه أكثر من 21 مليون برميل يوميا من المشتقات النفطية إلى الأسواق الدولية، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ويربط مضيق هرمز الواقع بين عمان وإيران، الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، ويعد أهم ممر للنفط في العالم لأن كميات كبيرة من النفط تتدفق عبر المضيق.
كما يعتبر ورقة ضغط إيرانية تلوح بها عند نشوب أي توترات مع الغرب، بصفته ممرا رئيسا لحركة معظم النفط المنتج في دول الخليج العربي والعراق.
وتقود فرضية عدم قدرة النفط على عبور ممر رئيسي مثل مضيق هرمز جراء أي عراقيل جيوسياسية أو لوجستية، ولو مؤقتا، إلى تأخيرات كبيرة في الإمدادات وزيادة تكاليف الشحن، ما يؤدي إلى زيادة أسعار الطاقة العالمية.
والدول التي يمر نفطها عبر مضيق هرمز: إيران، العراق، الإمارات، سلطنة عمان، الكويت، السعودية.
إلا أن السعودية والإمارات تملكان خطوط أنابيب تمتد حتى البحر الأحمر غرب المملكة، وبحر عمان على التوالي، لتجاوز أية عراقيل قد تطرأ على مضيق هرمز.مضيق باب المندب
كذلك، تسيطر جماعة الحوثي المدعومة من إيران على مضيق باب المندب، وهو البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، ويعتبر أحد أهم خطوط الملاحة العالمية، لأن عبور السفن منه يقصر بمقدار أسبوعين مدة تجارة السلع بين الشرق والغرب.
وبينما لا تنشر أرقام رسمية عن تراجع حركة الملاحة في مضيق باب المندب، بسبب هجمات تشنها جماعة الحوثي على السفن العابرة والمرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا منذ مطلع العام الجاري، إلا أن أرقام قناة السويس المصرية تقدم بعض الحقائق.
ووفق الحكومة المصرية، تراجعت الملاحة في قناة السويس بما يتجاوز 55 بالمئة خلال الربع الأول من العام الجاري، وهي نسبة قد ترتفع في حال تصعيد الصراع ليشمل إيران و"حزب الله".
ويمر عبر مضيق باب المندب قرابة 10 بالمئة من إمدادات النفط العالمية أو قرابة 11 مليون برميل يوميا، بحسب بيانات تعود لعام 2022، صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية