خطة الطوارئ اللبنانية المعدة لمواجهة احتمالات الحرب على لبنان

في خضم التلويح العسكري الاسرائيلي المتكرر بشن حرب على لبنان ، أطلقت الحكومة اللبنانية في الجانب الاقتصادي والمعيشي تحذيرات ، أنها ستعاني لسد الاحتياجات الانسانية في حال نشوب حرب شاملة مع اسرائيل و لبنان سيحتاج الى 100 مليون دولار شهريا لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية ، وأن المخزون الحالي من المواد الغذائية يكفي لتلبية احتياجات السوق اللبناني لمدة خمسة أشهر ومن القمح لمدة شهرين ومن الوقود لمدة خمسة أسابيع في حال فرض أي حصار اسرائيلي و المشكلة في التخزين لعدم توفر مستودعات كافية ومناسبة ، وستتجاوز كلفة عمليات الاغائة أكثر من 140 مليون دولار وستؤدي الحرب الواسعة الى نزوح قرابة مليون شخص .

ترتكز خطة الطوارئ الحكومية المعدة ويرأس هيئتها وزير البيئة اللبناني ، على تحويل المدارس والجامعات الرسمية والمجمعات الكشفية الى مراكز ايواء للنازحين بالرغم من أن تحويل المدارس الى مراكز ايواء ليس بالأمر السهل ، وأنشأت غرفة عمليات مركزية في وزارة الصحة ووضع الدفاع المدني اللبناني خطة شاملة منذ بداية التصعيد في جنوب لبنان وخطة طوارئ صحية واعادة النظر بالخطط للتخوف من حرب واسعة وتعزيز الدفاع المدني بالتعاون مع المنظمات الدولية ، وتم اجراء محاكاة لخطط دعم النازحين في حال الحرب الواسعة وتسعى لتوفير ممرات امنة لايصال الغذاء لمناطق الحرب وتعتمد على الدبلوماسية لتجنب الحرب وأن الأموال المطلوبة لتجنب ويلات الحرب غير مؤمنة .

وقد أعلن البيت الأبيض أنه يتوقع كل شيء على الجبهة اللبنانية ، وتشهد مناطق حزب الله موجة نزوح كبيرة خوفا من حرب محتملة وتواصل الطائرات الحربية الاسرائيلية خرق جدار الصوت فوق بيروت والجنوب اللبناني وأن الممارسات الاسرائيلية ستشعل حربا في المنطقة، وفي ذات السياق أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي الاثنين أنه طلب في الحادي عشر من أكتوبر الماضي ( أي بعد أربعة أيام على بدء طوفان الأقصى ) من مجلس الوزراء مهاجمة لبنان ولم يوافق المجلس ولكن لا يوصي بذلك حاليا كونها مغامرة .

ودعت بريطانيا مواطنيها لمغادرة لبنان على الفور وقالت " ان التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد " ، وطلبت أيضا بلدان عربية وأوروبية عديدة رعاياها مغادرة البلاد وقامت شركات طيران عربية وأجنبية بتعليق رحلاتها الجوية من والى بيروت ، فيما دعا البيان الأميركي القطري المصري لوقف اطلاق نار فوري في غزة للتهدئة ووقف التصعيد الاقليمي .

ترى أوساط لبنانية أن التهديدات الاسرائيلية بشن حرب على لبنان لها نوايا خبيثة في هذا الوقت تهدف لضرب الموسم السياحي الصيفي في لبنان ، ولكن الرد بقدوم نحو 6500 مغترب لبناني من الخارج يوميا لا تخيفهم التهديدات للاصطياف وازدحام مطار بيروت وزيادة عدد الرحلات لمواجهة ذلك .

وفي المقابل ، انخفض عدد شركات الطيران الأجنبية التي ألغت رحلاتها من والى تل أبيب من 120 شركة في صيف العام الماضيالى 24 شركة في ظل الظروف الحالية تجنبا للرد الايراني وحزب الله غير المعلن توقيته ، وتأثرت حركة مطار تل أبيب الذي يطلق على مطار حيفا والعاملين فيه من جراء ذلك .

وتظهر بيانات وزارة السياحة الاسرائيلية ، تراجع أعداد السواح القادمين الى اسرائيل الى نصف مليون سائح في الستة أشهر الأولى من العام الحالي مقابل مليوني سائح للفترة المماثلة من العام الماضي وبنسبة تراجع (75%) .