أب من غزة حاملا أشلاء صغيره في كيس: 23 كيلو نصيبنا من موت هذا الأسبوع
"جئت لأفتش عن أشلاء إبني الذي سبقني لصلاة الفجر.. فأعطاني أحدهم كيس بداخله 23 كيلو وقال هذا ابنك فأدفنه"، هكذا وصف أب من قطاع غزة لحظة ذهابه للبحث عن أشلاء نجله الصغير الذي استشهد باستهداف مدرسة التابعين من قبل طيران الاحتلال قبل أيام.
بكلمات تشعل القلوب وجعا وقهرا وصف الأب المكلوم لحظة حمله للكيس الذي يضم بداخله طفله الصغير الذي راح باستهدف وجريمة إبادة في القطاع المنكوب.
ويقول الأب: "وأنا أحمل كيسا ثقيلا تذكرت يوما وأنا قادم من السوق وكنت أحمل كيسا ثقيلا، فطلب مني إبني بكامل بر الأولاد أن يحمل عني، وقد دخل على أمه سعيدا برجولته يتغنى أمام إخوته ويغيضهم أنه حمل كل هذا لوحده لأجل أبيه".
وأكمل الأب وصفه الحزين قائلا: "ها أنت مرة أخرى تسبقني بالكيس للبيت بالكيس يا ولدي ولكن كيف أقنعم أنك الذي في الكيس، وأن ضحكاتك التي كانت تملأ البيت وذراعك النحيفة التي كنت تكاسر بها واخوتك، ورأسك الذي ينام في حجر الجدة، وأقدامك المدببة من المشي بحثا عن الماء وصناديق الإعانة كلها أضحت في كيس واحد".
ويقول الأب أيضا: " حين تسألني أمك بلهجة غزاوية مريرة "بتعرف فش كهرباء يا أبو صالح وين أخبي كل هذا الخير بنعطي منه للجيران.. كيف سأخبرها أن ما في الكيس غير قابل للصدقة وأن 23 كيلو من الأشلاء هي حصتنا من موت هذا الأسبوع".