الارض بتتكلم فلسطيني

يوم الارض
الارض بتتكلّم عربي
هناك يوم بيئي عالمي للأرض وهناك يوم بالمفهوم الفلسطيني العربي للأرض
فعندما قام السيناتور الأمريكي جايلورد نلسون ومساعده دنيس هايس بزيارة سانتا باربارا بولاية كاليفورنيا عام 1969م، تملكهما الغضب والذعر عندما شاهدا كميات النفط الكبيرة التي تلوث مياة المحيط الهادي بالقرب من السواحل الأمريكية لمسافة عدة أميال. هذا التلوث له تأثير خطير على البيئة ويجعل حياة الأسماك والطيور والأحياء المائية مستحيلة.
عندما عادا إلى واشنطن، قام السيناتور بتمرير قانون يخصص يوم 22 أبريل من كل عام كعيد قومى للإحتفال بكوكب الأرض.
كوكب الأرض و يعرف أيضا باسم الكرة الأرضية، هو كوكب تعيش فيه كائنات حية و منها الإنسان، والكوكب الثالث بعدا عن الشمس في أكبر نظام شمسي، والجسم الكوكبي الوحيد في النظام الشمسي الذي يوجد به حياة، على الأقل المعروف إلى يومنا هذا، كوكب الأرض لَهُ قمر واحد، تشكّلَ قبل حوالي 4.5 بليون سنة مضت.

يطلق عليها بالإغريقية Geia. وتعتبر الأرض أكبر الكواكب الأرضية الأربعة في المجموعة الشمسبة الداخلية. وهي الكوكب الوحيد الذي يظهر به كسوف الشمس. ولها قمر واحد وفوقها حياة وماء. وتعتبر أرضنا واحة الحياة حتي الآن حيث تعيش وحيدة في الكون المهجور. وحرارة الأرض ومناخها وجوها المحيط وغيرهم قد جعلتنا نعيش فوقها. وللأرض قمر واحد يطلق عليه لونا. متوسط درجة حرارتها 15 درجة مئوية، أما جوها به أكسجين ونيتروجين وآرجون.
وأما عربيّا قالارض كل الارض هي فلسطين وأمّا اليوم فهو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كلّ سنة وهو ذكرى يوم الأرض الخالد، والذي تعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في الجليل. على اثر هذا المخطّط قرّرت الجماهير العربيّة بالدّاخل الفلسطينيّ بإعلان الاضراب الشّامل، متحدّية ولأوّل مرّة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السّلطات الإسرائيليّة، وكان الرّدّ الإسرائيليّ عسكريّا إذ دخلت قوّات معزّزة من الجيش الإسرائيليّ مدعومة بالدّبّابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينيّة موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيّين العزل.
يعتبر يوم الأرض حدثًا مهمًا في تاريخ الفلسطينيين ذوي الجنسية الإسرائيلية، فللمرة الأولى منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد قرارات السلطة الإسرائيلية المجحفة وتحاول الغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم وكان له اثر كبير على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي. يقوم الفلسطينيون (اينما كانوا) باحياء ذكرى يوم الأرض و يتم الاحتفال باليوم أيضا في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس الشرقية ومخيمات اللاجئين وفلسطيني الشتات في جميع أنحاء العالم، ويعتبرونه رمزا من رمز الصمود الفلسطيني.
وردت كلمة الأرض في القرآن الكريم 281 مرة, موزعة ما بين الأرض وأرض وأرضاً, وكلها تشير إلى أن المقصود بها هي الكرة الأرضية التي نحيا عليها الآن, وليس أرض إي كوكب أخر أو جرم سماوي أخر. فقد صرح القرآن الكريم بخمسة أسماء فلكية عدا السموات, وهي الأرض والقمر والشمس والنجوم والكواكب وكذلك ذكر الشهب. فقد أطلق الله تعالى في كتابه المجيد تسمية الأرض على الكرة الأرضية
.منذ العام (1967) اي بعد احتلال ما تبقى من فلسطين ، هناك صراع يجري على الارض ... فالعدو الصهيوني لم يكتفي باحتلال الارض والسيطرة عليها ورفع علم اسرائيل ما بين النهر والبحر .. فهو يسعى منذ سنوات الاحتلال الاولى وحتى اليوم الى تغيير معالم الارض وتغيير هويتها بل جعلها تتحدث بغير لغتها وحضارتها فسرق التاريخ وغير الجغرافيا .
لكن المواطن الفلسطيني وبالاخص الفلاح كان هُناك على ارضه يقاوم وحيدا تلك السياسات التي تخر أمامها الجبال ، لقد بقي صامدا في وجه هذه السياسات الهمجية يقاوم بدون مساندة أو دعم من المؤسسات الرسمية أو الشعبية ،ظل صامداً محاولاً الحفاظ على أرضة وهوية انتمائها .. وكلما فقد معقلاً من معاقله اتخذ موقعاً اخر للصمود ، حتى بات اليوم مهدداً بالزوال وانهاء الوجود . هناك في ارض الاغوار جغرافيا الصراع على الارض ترتسم ملامحها بوضوح ونشاهد فعلاً الحرب الحقيقية التي بدأت منذ سني الاحتلال الاولى، لكن دون ضجيج او حتى دوي انفجارات، هكذا ضاعت الاغوار، وهكذا اقتلع المزارع من أرضه وبات على وشك الرحيل عن لوحة الصمود ...
تفسيرات عدّة لما حدث في فلسطين خلال مئة سنة خلت، لكنها تبقى ببساطة تعبيراً عن صراع الإنسان حول الأرض وما يعكسه من اغتصاب للحقوق وتشبّث بها. فمن جانب؛ يتمثل الصراع في سرقة الصهاينة لأرض فلسطين وطرد أهلها منها؛ ومن الجانب الآخر تتجسد القضية في الحرص المستميت لأصحاب الأرض على استرجاعها وعدم التنازل عنها. وبين هذا وذاك تتلاحق الأحداث ويُصنع التاريخ.
هكذا فإن عملية نزع وانتقال الأرض من ملكية وحيازة عربية فلسطينية إلى يهودية صهيونية بدأت بوادرها في نهاية الفترة العثمانية، رغم أنها لم تهدف لذلك، وخلال الفترة الانتدابية وضعت الأسس لنزع الملكية العربية الفلسطينية وتحويلها للمؤسسات الصهيونية. وكان التحول الرئيسي بعد النكبة عام 1948، حين أصبح بمقدور السلطات الإسرائيلية رسمياً، قانونياً وعسكرياً انتزاع الملكية، مصادرتها، شرائها وإغلاقها، بما في ذلك إغلاق مناطق عسكرية، فرض أوامر طوارئ ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الحديث هو ليس عن الأراضي المملوكة فقط، بل يشمل مجمل الحيز الطبيعي للعرب الفلسطينيين والذين حرموا منه بعد إقامة دولة إسرائيل. وما زال الصراع قائما لامتلاك هذا الحيز والسيطرة عليه، رغم محاولات البحث عن تسويات غير عادلة حتى الآن.
تقدر مساحة سطح الأرض الحالية بحوالي‏510‏ ملايين كيلو متر مربع‏,‏ منها‏149‏ مليون كيلو متر مربع يابسة تمثل حوالي‏29%‏ من مساحة سطح الأرض‏,‏ و‏361‏ مليون كيلو متر مربع مسطحات مائية تمثل الباقي من مساحة سطح الأرض‏(71%),‏ ومن هذه النسبة الأخيرة أرصفة قارية تعتبر الجزء المغمور بالمياه من حواف القارات وتقدر مساحتها بحوالي‏173,6‏ مليون كيلو متر مربع‏.‏
وكأن استذكارنا لهذا اليوم هو تأكيد على ان صراعنا مع العدوّ الاسرائيلي هو فقط صراع حدود بينما الصحيح أنّه صراع وجود اذ ان الأرض المسلوبة سريعا ما تُنتسى كما كان في الاندلس وفي الاسكندرون وفي مليلة وغيرها ولكن الصراع مع هذا الكيان مُختلف فهو يريد أن يكون الصراع دينيّا بخلق اوّل دولة يهوديّة الدين فقط ويريد ان يكون الصراع تاريخيّا بأن يُثبّت انّ لليهود حقّ تاريخيّ منذ ثلاثة الآف سنة ويريد ان يكون الصراع جغرافيا بتثبيت آثار مزعومة له على مساحة واسعة من الارض تمتدّ من الفرات الى النيل وذلك في عمق مصر وسوريا والاردن والعراق كما يريد ان يكون الصراع مادّيا من خلال المطالبة بتعويضات عن تواجد اليهود في خيبر والمدينة المنوّرة وبلاد ما بين الرافدين وحتّى تعويضات عن حرب الكرامة وحرب تشرين واي تفجيرات وعمليّات فدائيّة لاماكن تواجد اليهود في مختلف دول العالم ويريد ان يكون الصراع ثقافيّا من خلال تغيير المناهج التعليميّة والدراسيّة في مختلف المراحل ويريد تكريس المبادئ الصهيونيّة بدأ من ارض الميعاد وبناء الهيكل واحقيّتهم في ارض فلسطين الى استنكار الحروب ضد اسرائيل والمحرقة الهتلريّة واعتبارعدم استنكارها معاداة للساميّة الى إجبار الدول العربيّة عدم الاحتفال أو تذكار اي عدوان او مجزرة اسرائيليّة أوأي معركة او عمل ضدّ اسرائيل مثل معركة الكرامة المجيدة او مجزرة دير ياسين الحاقدة او حرب حزيران النكسة أو غيرها لمسح هذا التاريخ من ذاكرة الاطفال العرب في المستقبل .
فوجوديّة الصراع هو امر حتميّ من الطرفين العربي والاسرائيلي ولكن حتميّته لنا من منظور ديني بحت ولكن من المنظور الاسرائيلي هي نظرة طمع وحقد وكراهية وهي مُستعدّة لإستخدام احقر الاساليب لتحقيق غاياتهم واهدافهم .
وللأسف لم يصل العرب والمسلمين الى وعي كاف بمخططات العدو الصهيوني فها هي قد اوشكت لحظة هدم المسجد الاقصى ولا يوجد من يتّخذ إجراءا قويّا رادعا لاسرائيل التي ان تقطّعت بها السُبل ستلجأ الى افتعال كارثة تظهر وكأنها طبيعيّة تُودي بالمسجد المبارك والصخرة المُشرّفة وحتّى المُصلّى المرواني تحت سطح الارض ليُصبح في عالم النسيان بانتظار عبد الملك بن مروان جديد او ابنه الوليد .
طبعا الاسرائيليون يخططون لسنين طويلة تزيد عن عمر دولتهم الحاليّة وفي كل حساباتهم هناك ثوابت يعتقدون بها ويبنون عليها وهي انّ العرب لا يقرؤون ولا يتّعظون من التاريخ ولا يتعلّمون من الزمن وما واجهوا فيه كما ان العرب لا توجد لديهم احاسيس او حبّ حقيقي للارض والاوطان والحكّام واكثر ما يؤثّر فيهم وخاصّة الشباب منهم الرياضة بشكل عام وخاصّة كرة القدم والفن بشكل عام خاصّة الطرب والتواصل الاجتماعي بشكل عام وخاصّة الجنس والعلاقة بين الجنسين وهذه هي إهتماماتنا نحن والحكام سواء إلاّ انّ بعض الحكّام يهوون الى جانب ذلك جمع آثار الوطن وجمع خيراته وامواله. ومن شعر فؤاد حدّاد
الأرض بتتكلم عربى ومن حطين
بترد على قدس فلسطين
أصللك ميه وأصلك طين
الأرض ..الأرض .. الأرض
الأرض بتتكلم عربى .

أحمد محمود سعيد
30/3/2012