إسرائيل تُسلم 80 جثمانا متحللًا لفلسطينيين كانت تحتجزهم
قصفت الطائرات الإسرائيلية، الاثنين، مناطق مختلفة في قطاع غزة، تركزت في معظمها على دير البلح ومدينة غزة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
ووفق وزراة الصحة في قطاع غزة، فقد أدت الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى مقتلنحو 40 ألف فلسطيني، بينما قالت إسرائيل إن 1200 إسرائيلي قتلوا في هجوم حماس في ذلك اليوم.
وقالتوزارة الصحة في القطاع، في بيان، إن عدد القتلى خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية وحتى صباح الاثنين وصل إلى 40 شخصاً، كما تجاوز إجمالي الجرحى الفلسطينيين منذ بدء الحرب 91 ألفاً، وفق ما ورد في البيان.
إصابة جنود إسرائيليين جنوب قطاع غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إصابة سبعة جنود في انفجار عبوة ناسفة جنوب قطاع غزة، بينهم أربعة في حالة خطيرة. يذكر أن عدد الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب وصل إلى 4256، بينهم 632 وصفت جروحهم بالخطيرة.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة، وذلك بشظايا صاروخ، أطلق من قطاع غزة على منطقة مجمع أشكول شرق مدينة خان يونس.
وقالت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، إن "15 صاروخاً أُطلقت من القطاع نحو الأراضي الإسرائيلية، واعترض صاروخيْن منها".
تزامن ذلك مع دوي صافرات الإنذار في منطقة رأس الناقورة في الجليل الغربي شمالي إسرائيل، في أعقاب الاشتباه بإطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية.
إسرائيل تسلم جثامين فلسطينيين من غزة
يستحق الانتباه نهاية
أعلن الدفاع المدني في غزة أنه تسلم جثث مجهولة الهوية لـ 80 فلسطينياً من إسرائيل، الاثنين، وقام بدفنها في مقبرة جماعية.
وبحسب ما أفاد مراسل بي بي سي عدنان البرش، وصلت الجثامين إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، لتُدفن فيمقبرة جماعية.
وقال مدير الدفاع المدني في خان يونس، يامن أبو سليمان، لوكالة فرانس برس "تسلمنا 80 جثة داخل 15 كيسا، في كل كيس أكثر من أربعة شهداء".
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية "لم تقدم أي معلومات عن الجثث، بما في ذلك أسماء أصحابها أو المكان الذي عثرت فيه عليها أو نقلتها منه"، مشيراً إلى أنهم "لا يعملون هل هم شهداء أم أسرى في سجون الاحتلال".
وعلقت حركة حماس في بيان عبر حسابها على منصة تلغرام: "إن تسليم الاحتلال المجرم اليوم لأكثر من ثمانين من جثامين الشهداء بحالة التحلُّل الكامل، ودون أي قدرة على تحديد هوياتهم، يسلّط الضوء على سادية الاحتلال ومستوى الجريمة غير المسبوقة في التاريخ الإنساني التي يرتكبها جيش الاحتلال النازي، بقتل المدنيين العزل في المستشفيات ومراكز الإيواء، واختطاف جثامينهم، ونبش قبور الشهداء والموتى ونقلها إلى مراكز الاحتلال"، وفق ما ورد في البيان.
وأضافت الحركة في بيانها "هذا يتطلب من المجتمع الدولي موقفاً واضحاً برفضها واستنكارها، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال على هذه الممارسات اللا إنسانية الشنيعة"
شهادات من غزة: "نعيش في خوف دائم"
تقول إحدى السيدات التي كانت في المكان لحظة قصف المدرستيْن، لبرنامج غزة اليوم الذي يذاع عبر بي بي سي، إنها كانت تعدّ الطعام لبناتها لحظة القصف الإسرائيلي.
"كنت أعد طعام الغداء لبناتي، صعقنا بسقوط الحجارة على رؤوسنا نتيجة إطلاق صاروخ علينا. وأصيبت ساقي حتى شعرت وكأن النار تخرج منها. هرع زوجي الذي كان في أحد الممرات ليحملنا إلى خارج المدرسة. كانت الأرض شديدة السخونة بسبب شدة القصف، فلم أستطع أنا وابنتي السير عليها، وبعدها رأيت جثث الضحايا تُخرج من المدرسة.. يا له من منظر مروع!".
وتقول سيدة يبدو من صوتها أنها كبيرة في السن، إن أطفالها كانوا "يجلسون في المدرسة حيث بدت الأجواء طبيعية، وفجأة ضرب صاروخ المبنى، وهرع الناس في محاولة لإنقاذ المصابين وإخراجهم من المدرسة، وكان من بين الضحايا زوجة ابني، التي أصيبت بجروح خطيرة".
وفي شهادة أخرى يقول رجل : "كنا في مدرسة حسن سلامة التي تعرضت للقصف، لقد تناثرت جثث أبنائنا في كل مكان نتيجة لذلك، استشهدت الطفلة عبير فتحي محمد الغرباوي (14 عاماً)، وأصيب طفل آخر يدعى محمد (13 عاماً) بجروح خطيرة بعد إصابة قدميه ووجهه بشظايا، كما أصيبت الطفلة هديل بشظايا في وجهها، لقد مزقت الشظايا وجهها إلى نصفين، ما مررنا به كان فظيعاً لدرجة لا يمكن وصفها".
وتقول طفلة: "لا أتذكر شيئا سوى أنني كنت أجلس في المدرسة وفجأة رأيت شيئا أحمر اللون، استيقظت عندما حاول الناس إخراجي من تحت الأنقاض ثم فقدت الوعي مرة أخرى، بعدها وجدت نفسي في سيارة الإسعاف، تم نقلي إلى هنا حيث تلقيت العلاج".
أما أسيد محمد فيقول: "جميعنا لدينا مخاوف من أن يتم تمزيقنا إلى أشلاء لا يمكن التعرف عليها في لحظة ما. إذا متنا شهداء فنأمل على الأقل أن تظل أجسادنا سليمة ليتمكن أي أحد من التعرف علينا. والحقيقة هي أنه في أي لحظة، قد نتحول إلى أشلاء متناثرة".
بينما يقول محمد أبو زيد "أنا لست خائفاً من الموت نفسه، لكن ما يخيفني حقاً هو احتمالأن يتمزق جسدي إلى أشلاء، أو الأسوأ من ذلك، عدم العثور على جثتي إطلاقاً. تطارد هذه الأفكار جميع سكان غزة يومياً، وخاصة قبل النوم. نحن نعيش في خوف دائم من فقدان حياتنا أو التعرض للإصابة، مما يجعل من الصعب للغاية علينا الشعور بالسلام أو حتى النوم".