كامالا هاريس ستأتي بـ«يهودي» خدم في جيش العدو.. «نائباً» لها؟
ليس في الأمر ثمة افتئات أو محاولة للإثارة, حيث تسعى أول إمرأة, دخلتْ البيت الأبيض الأميركي, كـ«نائبة» لرئيس الولايات المتحدة, وهي/هاريس «إن حالفها الحظ», ستبقى في البيت الأبيض ولكن هذه المرة, كأول إمرأة/ وسوداء تُصبح رئيسة في التاريخ الأميركي... قديمه والحديث.
لكن جديد هذه السيدة التي لم تكن تحلم بأن تصبح مُرشحة للرئاسة, على «جُثة» بايدن السياسية, تنوي وفق مؤشرات شبه مؤكدة, بل ربما ترقى إلى درجة التأكيد, الإتيان بنائب لها على بطاقة الترشح المطلوبة دستورياً, بأن يكون المُرشح للرئاسة ونائبه على «بطاقة إقتراع واحدة», تنوي/هاريس الإتيان بحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو, الذي خدمَ «مُتطوِعاً» في جيش الفاشية الصهيونية, وبادر إلى نشر مقالة في صحيفة صهيونية, ولمّا يتجاوز العشرين من عمره, هاجمَ فيها «الفلسطينيين», مُقررأ أنهم (لن يستطيعوا إقامة دولة لهم... بسبب «عدوانيهم»). مضيافا إنهم (يتمتعون بعقلية قتالية للغاية, بحيث لا يتمكنون من إنشاء وطن «سلمي خاص» بهم. (مشيراً إلى (العالم العربي باعتباره مُنقسماً و«عدوانياً»).
وإذا كانت قائمة الأسماء الموضوعة على مكتب هاريس, قد حُدِّدت بـ«6» شخصيات لامعة, مع مؤهلات مُتباينة ولكن كافية, فإن الأضواء مركزة (وليس صدفة بالتأكيد) على شابيرو «اليهودي», تحت ذريعة أن ولاية بنسلفانيا التي يحكمها, هي من الولايات «المُتأرجحة» أو الأرجوانية, أي ليست حمراء/جمهورية, ولا زرقاء/ديموقراطية, ما قد يُسهم ترشيحه في استمالة الناخبين. الأمر الذي سيُسهم في «فوز» هاريس. علماً أن ولاية بنسلفانيا ليست وحدها, التي تحمل صفة الولاية «المتأرجحة», بل ثمة ولايات أخرى مثل ولاية أريزونا التي تمتلك 11 صوتاً انتخابياً, وولاية فلوريدا التي تمتلك 29 صوتاً انتخابياً, وولاية نيفادا بأصواتها الانتخابية الستة, وولاية نبراسكا ذات الصوت «الواحد» وولاية نيوهامشر بـ«أربعة أصوات», بالإضافة إلى ولاية كارولاينا الشمالية التي تمتلك 15 صوتاً انتخابياً. أمّا ولاية بنسلفانيا فلا تمتلك سوى «19» صوتاً إنتخابياً في المجمع الإنتخابي الذي مجموع أصواته الإنتخابية «538». وهو المنوط به وحده (وليس عدد أصوات الناخبين/المواطنين الأميركيين من أصحاب حق الإقتراع), إعلان اسم الرئيس الجديد, إذا ما حاز أو تجاوز النصف زائداً واحداً أي (270) صوتاً إنتخابياً.
تفاصيل كهذه كان من الضروري الإضاءة عليها, كون المسألة أبعد من حكاية بنسلفانيا كولاية مُتأرجحة, يجري التركيز عليها لإيصال جوش شابيرو إلى البيت الأبيض, كأول «يهودي» يصل إلى موقع نائب الرئيس في التاريخ الأميركي. وإن كان كثيرون, يعتبرون أن المرشح الرئاسي الذي يفوز بأصوات بنسلفانيا, إنما «يضمن» طريقه إلى البيت الأبيض. لكن للمسألة في ما يخصنا في ملفات وقضايا منطقتنا, وبخاصة في ما غدت عليه «وما يُخطَّط لها أن تكون عليه» القضية الفلسطينية, في هذه المرحلة الأكثر خطورة من أي وقت مضى, إذا ما اندلعت حرب إقليمية وبتنا أمام واقع جديد يتم فيه رسم خرائط جديدة. وبروز تحالفات جديدة وإنفراط عقد تحالفات وأحلاف أخرى, ما يزيد من القناعة بأن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في الخامس من تشرين الثاني المقبل, سسترك آثارها بقوة على ملفات المنطقة العربية, وتترك «بصماتها» على المسألة الفلسطينية. ولنا في ما لحِق بنا من كوارث وإنهيارات, مع وصول دونالد ترمب للبيت الأبيض, ناهيك عما ألّحقَه بنا/بايدن, كما وصفه مُجرم الحرب/نتنياهو, عندما إلتقاه في البيت الأبيض مؤخراً, بعد خطاب الأكاذيب التي ضخّها في «سيرك» الكونغرس الاميركي.
وإذ يميل المتافسون على المناصب الرفيعة, إلى «نبش» ملفات بل وخصوصيات منافسيهم بهدف قطع الطريق عليهم وإحراجهم بل وإخراجهم من حلبة المنافسة, فقد أعاد كثيرون «سيرة» جوش شابيرو وماضيه كما مواقفه السياسية «حتى الآن», مُذكّرين بما كان كتبه قبل ثلاثة عقود, عندما كان «متطوعاً» في جيش العدو الصهيوني, والأوصاف التي خلعها على الشعب الفلسطيني, فإن شابيرو وطاقمه شرعوا في حملة «تلميع» لشخصه, وتفسير «مزيّف» كما ينبغي التنويه, لمواقفه السياسية «المُستجدة», من قبيل انه يدعم حل الدولتين حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش معاً بسلام. إضافة إلى أنه «يعتقِد أن من الأهمية, بمكان أن يتخذ القادة على جانبي هذا الصراع, خطوات ذات مغزى وضرورية نحو سلام دائم». ولم يتردّد بعض الأعضاء «اليهود» في الكونغرس, في الزعم بأن «الانتقادات الموجهة لشابيرو غير عادلة»، وتفترِض ـ أضافوا ـ أن «السياسيين اليهود لا يمكن أن يكونوا موضوعيين بشأن إسرائيل».
أرأيتم يتحدثون عن العدالة وموضوعية السياسيين «اليهود» إزاء إسرائيل, وهم الذين صفّقوا «وقوفاً بصفاقة وعدوانية, لمجرم الحرب «و«بطل» حرب الإبادة/ نتنياهو, لكن هدفهم الآن هو إيصال «يهودي» إلى منصب نائب الرئيس, بعد أن «يخلوا» البيت الأبيض ـ ربما ــ من جوقة اليهود والمتصهّينين الذين أحاطوا ببايدن كـ«السوار», بدءاً من أنتوني بلينكن وليس إنتهاء بجيك سوليفان.