( فلسفه زايده )


لنلقي نظره هنا..

1- هناك نفسيه داخليه للانسان عكس الشخصيه التي يتعامل بها مع المجتمع والاخرين ... هذه النفسيه هي ( حره ) ومباح لها ان تعمل وتفعل اي شيء بدون ضوابط او رادع ان كان ( ديني او عادات وتقاليد او قوانين ) .. لو شاء لهذه النفسيه ان تمارس مكمونها وحسب قناعة الشخص لاختلفت امور كثيره .
2- هذا يشير بأن الانسان حقيقة يعيش بشخصتين .. الشخصيه الداخليه والتي بها امور كثيره هو مقتنع فيها ولكنها تصطدم مع العادات والتقاليد والدين والقوانيين فيهذبها لتتساير مع هذه الامور .. ولو ترك للنفسيه الداخليه للانسان ان تطلق العنان بما تؤمن وتفكر ومقتنعه لربما ذلك يقود اما للانفلات العام ان كان خلقيا او دينيا او مجتمعيا وربما يؤدي الى انهيار الانسانيه لفقدان عنصر الظبط والقواعد بالتعامل مع البيئه المحيطه به بكل مكوناتها .
3- هناك احيانا واحيانا كثيره يشذ عن القاعده المجتمعيه والمألوفه بين الناس بطريقة التعامل فيما بينهم والامور المحيطه به ان يطلق لنفسيته الداخليه بأن تعمل ما يحلو لها بدون مراعاة للظوابط .. مثال على ذلك مثلا اصدار قانون سير يمنع الصف المزدوج بالشارع العام هذا كقانون قد تجد اناس كثيرين داخليا غير مقتنعه فيه ولكنها (مجبره) للتعامال معه لانه مرتبط بعقوبه وخوفا من العقوبه يلتزم بهذا القانون .. اذا النفسيه الداخليه ( الشخصيه الاولى للشخص ) لا تتقبل هذا الامر وانما ما تقبل الامر هو الشخصيه الثانيه التي يعيشها الانسان او الشخص ..
4- هو فعليا وبحقيقة الامر اصبح هناك ازدواجيه بالشخصيه .. فمثلا هناك اناس ولدوا على فطرة دين معين بدون تخصيص ومارس عباداته تبعا لما وجد نفسه عليه من ديانة ابائهم وامهاتهم واجدادهم هم بحقيقة الامر وداخليا غير مقتنعين بهذا الدين وعباداته وقد بقيا على هذا الوضع الى مماتهم وغيره من الاشياء او القوانيين التي مارسها البشر وطبقوها بدون قناعه ولكن لظوابط وخوف وعوامل ردع منعتهم من التعبير او عمل ما هم مقتنعيين به بنفسيتهم الداخليه او شخصيتهم الاولى .
5- هانك من شذ عن هذا الامر وتجاوزه واراد ان يطلق العنان لشخصيته الاولى ( نفسيته الداخليه ) فمنها ما كان جيد وحقق الخير لنفسه وللمجتمع وللبشريه ومنها ما كان كارثيا وظالما له ولنفسه ... ومن الامثله الجيده مثلا امتناع جندي بتنفيذ امر رئيسه مثلا بقتل طفل او امرأه او اي انسان بحالة حرب لان ذلك ضد الانسانيه وتجاوزا عليها فوضع نفسه بخطر اما الاعدام والموت لعدم تنفيذه الامر واما الهروب وفي كلا الامرين هو نفذ ما هو مقتنع به ولو نفذ ما امر به لكان انتقل الى الشخصيه الثانيه التي يعيشها وهو تنفيذ امر بدافع الردع والخوف ... ومن الشخصيه الثانيه ما ينبثق عنها المجاملات او النفاق او التزلف او التملق او الانتهازيه وتكون مجبر على ذلك بدافع المصالح او تجنب خسارة ما .. في حين النفسيه الداخليه وهي الشخصيه الاولى ترفض ذلك.
6- ومن الامثله السيئه بتنفيذ ما تؤمن ومقتنع به بنفسيتك الاولى او شخصيتك الاولى مثلا ارتكاب الجرائم من قتل وزنا وسرقه وغيره لان نفسيتك الداخليه بالنسبه لها لا تؤمن بالظوابط ومباح لها كل شيء ( حره ) فتتجاوز على القيم والعادات والتقاليد والعقائد السماويه والتشريعات الدينيه فتعتبر نفسها حره بكل شيء وهذا خطر وخطر كبير على نفسه والمجتمع والبيئه المحيطه به .
7- نحن حقيقة نواجه حقيقه وهو ان الانسان لولا الظوابط الدينيه والعادات والتقاليد والقوانيين التي تهذب النفس وتساير الحياه ضمن منظومه دقيقه ومدروسه لعشنا بفوضى ودمار وبشاعه لا توصف .
8- هناك من يعيش بهذه الدنيا وهذه حقيقة وموجوده وهناك اناس كثر يعيشون بهذه الدنيا بنفسيتهم الداخليه وشخصيه واحده فقط واعطو لانفسهم الامر بتنفيذ كل ما يؤمنون به بدون ان يقيموا لظوابط الحياه الدينيه والعادات والتقاليد والقوانين اي وزن ولكن حياتهم كانت قصيره ومحدوده ومحصوره لانها لا تتأقلم مع المجتمع المحيطين به وسرعان ما دخلوا دائرة الخطر لانهم سرعان ما يجدوا انفسهم بمحيط واطار ودائرة غيره التي يطبق عليها القوانين والانظمه والظوابط بجميع اشكالها فوقعت عليهم العقوبه والقصاص او الردع .
9- نحن نمارس بعض من تصرفات نفسيتنا الداخليه او شخصيتنا الاولى بقدر ما يسمح لنا الظروف بذلك .. احدهم مثلا ( يغني بالحمام ) ويجرب صوته عندما لا يكون احد او اي بشر من حوله لانه يخجل منهم وربما لانه لا يريد ان يسمع كلمة نقد او يعتبرها فضيحه ولكنه هو داخليا يشعر بأن له الحريه المطلقه بأن يغني مثلا وان هذا بالنسبه له حق مشروع فيمارسه بالخفاء وبينه وبين نفسه ولا ينقل هذا الفعل الى شخصيته الثانيه وامام الناس .
10- هناك من يمارس الاشياء السيئه وضمن قناعته بنفسيته الاولى او شخصيته الاولى وهي اجمالا تضره هو وحده لانه يمارسها لوحده بالخفاء وبحريه مطلقه مثلا ( عبادة صنم ) هو هكذا مقتنع ومؤمن بهذا العمل ولكنه لا يستطيع ان ينقله الى شخصيته الاولى وامام الناس ومع انه امام الناس يمارس الدين المألوف او الفطري بين المجتمع او عائلته .
11- اطلق كثير من الحريات التي تعبر عن نفسية البشر الداخليه وبعيد عن نفسيته الثانيه او شخصيته الثانيه فمثلا هناك دول لا تكترث بالظوابط الدينيه وظهر بعض من البشر ( الملحده ) ويعبر عن ذلك بصراحه كون لا يوجد قانون او عقيدتهم الموجوده ببلدهم تردعهم او تظبطهم بمنع الالحاد وتجد هذا الامر يتماشى مع قوانيين مجتمعات واعطاء حريه لبعض التصرفات والاعمال والقناعات للنفسية الداخليه للشخص .. في حين تجد هناك دول او مجتمعات قد وضعت قوانين تردع هذا الامر وربما ايضا العقيده نفسها تمنع وتردع مثل هذه التصرفات .
12- ( التمرد ) هو بحقيقه الامر حسب تصوري هو نتاج للصراع بين النفسيتين او الشخصيتين الداخليه والخارجيه ... منها ما هو مقبول ومنها ما هو ليس بمقبول لا بل قد يكون شاذ ويثير الاشمئزاز ومخالف لكل القوانين السماويه والارضيه ... في جميع الظروف والاحوال حريه الرأي والتعبير والتصرفات والاقوال والافعال يجب ان تخضع للظوابط وللردع وللحافز ايضا .. تشجيع المفيد والجيد من نفسيتنا الداخليه ونقلها الى شخصيته الثانيه بما انها تتوافق مع عقائدنا وعاداتنا وتقاليدنا وقوانينا الدينيه والدنيويه في حين يجب ( كبت ) كل القناعات الداخليه السيئه التي يقتنع بها لانسان وتدميرها وتحجيمها ومحاصرتها ويجب ان لا تخرج من صدور اصحابها .. يجب ان لا ندعه يمارس ما يؤمن به بنفسيته الداخليه التي تضر المجتمع والناس ويجب ان لا ينقل هذه التصرفات والقناعات الى شخصيته الثانيه التي يتعامل بها مع البشر والمجتمع لانها ستضر بنا .. اما اذا اراد ان يمارسها ليضر نفسه فهو حر في حين المجتمع لن يتخلى عنه محاولا ثنيه عن ذلك بتبصيره وتنويره ورزع الاعتدال بنفسه ليتحول الى عنصر ناشط وفعال ومفيد للمجتمع .
13- لنعترف اجمالا بأ، الظوابط والعقائد والقوانيين والامور الرادعه حقيقة ( مرهقه ومتعبه ) لكنها ضروره .. بدونها يفنى البشر .. واقصد بالفناء هو ان البشر ستدمر بعضها بعض اذا لم يوجد ظوابط وقوانين وعقائد وتشريعات سماويه وايضا القوانيين الارضيه .
14- الانسان المؤمن يعلم بأن الحياه زائله .. وأن الفوز العظيم هو يوم الاخره بما يتضمنه من جزاء الجنه اذا التزمت بما شرعه الله والتزمت بالظوابط وكنت عنصر خير ومساعد ومفيد للبشر .. وهذا يتطلب التعب والجهد والصبر وتجاوز الشهوات __ ( النفس امارة بالسوء ) ___ قد يكون هناك بعض الظلم بالحياه من قبل البشر فقط وليس لا سمح الله من الشرائع السماويه لكن هذا يتطلب التوازن والاعتدال بطرح ما لديك من نفسيتك الداخليه او شخصيتك الاولى بما يتوافق مع عقائدنا وعادتنا وتقاليدنا والقوانيين طبعا وتقديمها الى المجتمع للتحاور المقنع والجيد والمفيد لتحصل على تغيير ربما من المجتمع بما يتوافق تقريبا لبعض ما تؤمن به بنفسيتك الداخليه وبذلك تقرب المسافه والقناعات ما بين نفسيت الاولى او شخصيتك الاولى ونفسيتك او شخصيت الثانيه التي تعيش بها بالمجتمع والناس وكافة مخلوقات الله جميعها .
15- الشخصيه الثانيه التي تعيشها هي اجمالا يشعر الانسان بأنها مفروضه عليه فرضا .. ولم لا .. هكذا نحن البشر لا يوجد شيء اسمه حريه مطلقه هناك حدود لكل شيء لأنك ليس الوحيد الموجود بهذا الكون .. يجب تكييف نفسيتك وكيانك وافكارك وتصرفاتك بما يتناسب مع الكل.
اجمالا .. انا شخصيا احمد الله على وجود ظوابط دينيه وعادات وتقاليد وقوانيين لانها حقيقة رحمة بنا بتسهيل وتنظيم حياتنا وضمان لامننا وقوتنا وطموحاتنا وسلمنا ومحيانا ومماتنا ومبعثنا .
ملاحظه : هذا اللي طلع معي .. قد اكون مخطأ او مصيب .
والسلا عليكم
Burhan_jazi@yahoo.com