لجنة تحقيق إسرائيلية توصي بإغلاق معتقل تيمان وبن غفير بقفص الاتهام
كشفت لجنة تحقيق إسرائيلية عن ظروف صعبة للغاية يخضع لها معتقلون فلسطينيون من قطاع غزة في معسكر سدي تيمان في صحراء النقب، وأوصت بإغلاقه ونقل المعتقلين فيه إلى مصلحة السجون الإسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن لجنة استشارية معنية بأوضاع المعتقلين الفلسطينيين من غزة برئاسة القاضي المتقاعد إيلان شيف قدمت استنتاجاتها إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.
وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن وزير الدفاع يوآف غالانت طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحقيق في منع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الشرطة من التحرك ضد مقتحمي المعسكر.
وفي السياق ذاته، دعا رئيس حزب العمل الإسرائيلي يائير غولان إلى التحقيق في تورط قادة بالشرطة وأعضاء كنيست ووزراء في ما وصفها بمحاولة الانقلاب أمس.
وأضاف أن مسؤولين كبارا في الجيش أكدوا امتناع الشرطة عن إرسال تعزيزات إلى السجن لمدة 3 ساعات، موضحا أن التحقيق في ما جرى في سدي تيمان ضروري وقد يقود إلى مكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير نفسه.
بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن نتنياهو غائب بعد اقتحام مليشيات من الملثمين قواعد عسكرية، وإن وزراء ونوابا في حكومته جزء من محاولة انقلاب.
وشهدت إسرائيل توترا أمنيا وعسكريا غير مسبوق بعد اقتحام محتجين معسكر بيت لبيد، وسط إسرائيل، احتجاجا على اعتقال جنود متهمين بالتنكيل بأسير فلسطيني والاعتداء عليه جنسيا.
وكان نحو 1200 إسرائيلي حاصروا المعسكر والمحكمة العسكرية المتاخمة له وطالبوا بالإفراج عن الجنود المحتجزين، ليدفع ذلك رئيس الأركان هرتسي هليفي إلى تعليق اجتماع مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية بشأن الحرب في الجبهة الشمالية، والانطلاق صوب المعسكر.
كما قرر الجيش الإسرائيلي سحب قوات من الضفة الغربية واستدعاء جنود كانوا مكلفين بالقتال في قطاع غزة لنشرهم حول المعسكر والمحكمة.
صدامات
واندلعت صدامات بين عناصر الشرطة العسكرية وقوات من وحدة جنود الاحتياط المشتبه في تعذيبهم للأسرى بعد أن حاولوا منع توقيف الجنود للتحقيق معهم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ما يجري حالة فوضى تضرّ بأمن الدولة، وإن اقتحام المعسكر جريمة جنائية.
بدوره، دعا زير الدفاع يوآف غالانت الشرطة إلى التحرك فورا ضد من وصفهم بمخالفي القانون.
وأفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأنه تقرر الإبقاء على جندي رهن الاحتجاز من بين 9 مشتبه في أنهم نكّلوا بأسير فلسطيني.
في السياق نفسه، أوردت القناة 12 الإسرائيلية أن المحكمة العسكرية في بيت لبيد تعقد جلسة اليوم الثلاثاء للنظر في التهم الموجهة إلى الجنود التسعة المعتقلين من معسكر سدي تيمان.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش عزز قواته في محيط معسكر بيت لبيد قبيل الجلسة خشية اقتحامه مجددا.
من جهتها، ذكرت صحيفة هآرتس أن 48 أسيرا فلسطينيا قتلوا داخل السجون الإسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة، مع الإشارة إلى أن 36 منهم قتلوا في سجن سدي تيمان.
وأفادت هآرتس بأن الجيش فتح تحقيقا لكنه لم يعتقل أيا من الجنود المتهمين حتى الآن.
بدوره، قال نادي الأسير الفلسطيني إن معكسر سدي تيمان هو العنوان الأكبر لجرائم التعذيب بحق معتقلي غزة.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن أغلب معتقلي غزة ما زالوا رهن الإخفاء القسري، كما لا تزال جثامين عشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في المعسكرات والسجون محتجزة.
ودعا نادي الأسير إلى عقد جلسة طارئة لهيئة الأمم المتحدة بشأن ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال ومعسكرات من عمليات قتل، وتعذيب، واغتصاب، وتجويع، وإذلال.