ما هي أضرار الإكثار من تقديم الحليب للطفل بعد عمر السنة؟

تستمر الأم في إرضاع طفلها حتى يبلغ عامه الأول وغالباً ما تبدأ في إدخال الطعام الصلب، أو ما يعرف بالطعام التكميلي له بعد الشهر الرابع أو السادس، ورغم أنها تبدأ في إدخال الطعام الخارجي لوجبات الرضيع إلا أن ذلك لا يعني أنها تقلل كمية الحليب التي يشربها الطفل بشكل يومي وتعتقد أن ذلك لا يسبب أي أضرار على صحته وشهيته للطعام.
الإكثار من شرب الحليب بعد عمر السنة، والإفراط فيه بحيث يكون الطفل لا يتقبل أي صنف بسهولة، يؤدي لمشاكل صحية عديدة للطفل على الرغم من الفوائد الغذائية العظيمة التي يحتويها الحليب، ووصايا الأطباء بضرورة تقديمه بشكل يومي للكبار والصغار، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التغذية العلاجية أزهار السيد حسن، حيث أشارت إلى أضرار الإكثار من تقديم الحليب للطفل بعد عمر السنة، ومحاذير الإكثار منه، والكمية المناسبة لكي يشربها الطفل في هذا العمر كالآتي:

فوائد عامة للحليب

يعد الحليب مصدراً مثالياً للفيتامنيات والمعادن الهامة للجسم بالإضافة إلى الدهون الصحية ومضادات الأكسدة وغالبية العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم في النمو والبناء والوقاية من الأمراض.

يعد الحليب أحد أهم المصادر للبروتين المفيد لبناء الأنسجة في الجسم، ويعد البروتين المتوافر في الحليب من أصناف البروتين العالي الجودة، والذي يسهم بدور كبير في زيادة الكتلة العضلية للجسم؛ لأن البروتين المتوافر في الحليب يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التسعة بأكملها، وبالتالي فقد تم الربط بين شرب الحليب وكذلك منتجات الألبان مثل اللبن الرايب وتحسن الأداء البدني لدى الكبار، خصوصاً مع مرحلة تقدمهم في العمر، وكذلك تحسن أداء العضلات بعد تضررها خلال أداء بعض التمارين الرياضية العنيفة.

أضرار الإفراط في تقديم الحليب للطفل بعد عمر العام

إصابة الطفل بالأنيميا وفقر الدم
قدمي الحليب لطفلك بمعدل لا يتجاوز ال 500 مليمتر يومياً بعد أن يبلغ عامه الأول، فزيادة كمية الحليب التي يشربها الطفل عن هذا المعدل، وكذلك بعد احتفاله بعيده الأول يعني أن يصاب طفلك بالأنيميا وفقر الدم، وذلك على عكس ما تتوقعين، حيث إن الحليب يعد فقيراً بالحديد، وكذلك فالكالسيوم المتوافر بكثرة في الحليب يمنع امتصاص الحديد الذي قد يحصل عليه الطفل من مصادر غذائية أخرى، مثل اللحم مثلاً ولذلك يراعي الأطباء عند التوصية بالمكملات الغذائية أن يحصل الطفل على كلا النوعين، أي الكالسيوم والحديد بفارق ساعتين على الأقل، وعدم الحصول عليهما في نفس الوقت.

قللي من تقديم الحليب لطفلك بعد عمر السنة؛ وذلك لأن الحليب وبسبب فقره بالحديد يؤدي لإصابة الطفل بالأنيميا، وهذا يعني إصابة الطفل بفقدان الشهية حيث يضعف لديه الهرمون الذي يعمل على إحساس الإنسان بالجوع، ويبدأ الطفل في تناول أطعمة غريبة مثل الطباشير والزجاج والتراب.

إصابة الطفل بالإمساك
توقفي عن تقديم الحليب لطفلك بعد سن السنة أكثر من المعدل المسموح به؛ لكي يحصل على نسبة مناسبة من الكالسيوم الضرروي لنمو أسنانه وعظامه، فزيادة تقديم الحليب للطفل بحيث تمتليء معدته به ولا يتناول سوى أطعمة خفيفة وبسيطة أخرى يؤدي إلى إصابة الطفل بالإمساك المزعج، فالحليب لا يحتوي على الألياف اللازمة لصحة وحركة الأمعاء، وشرب الطفل لكمية كبيرة من الحليب يؤدي لمشكلة الإمساك، إضافة لشعور الطفل بالانتفاخ وتراكم الغازات ذات الرائحة الكريهة والمنفرة وسوء الهضم، فهذه مشاكل هضمية تحدث مع الأطفال الذين لا يعتادون في سن مبكرة على طعام الكبار الصحي والمتوازن.

توقفي عن تقديم الحليب بكل أنواعه في حال إصابة طفلك بالانتفاخ خصوصاً، حيث يعد الحليب من أسباب انتفاخ بطن الرضيع، ويظل طفلك رضيعاً حتى بلوغه العامين، حيث يمكن أن تستمري بإرضاعه من صدرك ولكن بمعدل رضعتين في اليوم ليس أكثر، أو أن تقدمي له القنينة مرة أو مرتين في اليوم، ويعتمد في باقي نهاره على طعام الكبار الذي تعدينه له في البيت، بحيث يكون نظيفاً وطازجاً وصحياً.

إصابة الطفل بالسمنة وزيادة الوزن
يحتوي الحليب على نسبة كبيرة من الفتيامنيات والمعادن المفيدة لصحة الأسنان والعظام، ويمتاز الحليب بأنه يحتوي على نسب غذائية متكاملة من أهم تلك العناصر اللازمة للجسم، سواء للكبار والصغار، ومنها الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والبروتين وفيتامين K2، وبالتالي يتميز الحليب بأنه غذاء متكامل للطفل الذي يمتلك أسناناً حتى عامه الأول.

قدمي لطفلك الحليب بحدود مسموح بها؛ لكي لا يتعرض طفلك لخطر الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن؛ بسبب المحتوى العالي للحليب من الدهون والسعرات الحرارية، وعلى الرغم أن الأبحاث العلمية قد أثبتت أن الطفل حين يرضع حليب الأم في عامه الأول فهو لا يعاني من خطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال، وهو الخطر الذي يهدد صحتهم ويصبح الطفل لديه وزن زائد عن المعدل الطبيعي، فإذا كان طفلك يشرب ما بين 32 إلى 48 فنجاناً صغيراً من الحليب يومياً، فسوف يدخل إلى جسمه ما بين 600 إلى 900 سعر حراري أي بمعدل 19 سعراً حرارياً لكل أوقية من وزنه، رغم أن الطفل يحتاج إلى حوالي 1300 سعر حراري في اليوم الواحد .

رفض الطفل تناول الطعام الصلب

امتنعي عن تقديم الحليب بأشكال مختلفة لطفلك بعد عمر السنة، مثل أن تقدميه في قنينة الرضاعة تارة وفي كوب مزين بالرسومات الكرتوينة تارة أخرى، فكلما قدمت الحليب لطفلك حسب طلبك أو عندما تكوني مشغولة وليس لديك الوقت لاعداد وجبات تكميلية له فسوف يؤدي ذلك لتوقف الطفل عن تناول الطعام الصلب الذي من المفترض أن يعتاد عليه.

قومي بإخفاء قنينة الرضاعة عن الطفل ومهما بكى لا تقدميها له؛ لأنه ينتقل من مرحلة التعود على الحليب إلى مرحلة التعلق بالقنينة نفسها، ويصبح بحاجة لخطوة فطام جديدة غير فطامه عن صدرك، وهذه المرحلة او الخطوة تكون صعبة بالنسبة له ولك، وسوف تطلبين المساعدة من الجميع وتسألينهم كيف أفطم طفلي؟ لأنك تريدينه أن يكون طفلاً مثل باقي الأطفال الذين يماثلونه عمراً أي يأكل الطعام الخارجي، ولذلك قومي بإخفاء القننية، وكلما بكى قدمي له صنفاً جديداً من الطعام الجميل المنظر والشهي الرائحة 
وحاولي تدريبه على تناوله بالملعقة.