مباراة كرة قدم ودية في مخيم جباليا بين النازحين كرسالة صمود وثبات

وسط الدمار والظروف القاسية التي تمر على مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة، يتحدى النازحون الحرب الإسرائيلية المستمرة للشهر الـ10 على التوالي، بتنظيم مباراة ودية لكرة القدم تُعيد إليهم الأمل.

وتنافس مركزا إيواء في مخيم جباليا في هذه المباراة، وسط حضور واسع من النازحين الذين سادت بينهم أجواء حماسية وسعادة لم يعرفوها منذ بداية الحرب.

المشاركون في المباراة من مركزي الإيواء هم أصلا لاعبون سابقون كانوا يلتحقون بنوادٍ رياضية لكرة القدم لكن لم تتح لهم الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ممارسة هذه الرياضة.

وشارك في هذه المباراة لاعبون أصيبوا خلال الحرب الإسرائيلية وآخرون اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال عمليته البرية على القطاع التي بدأها في 27 أكتوبر الماضي، وأفرج عنهم خلال الأشهر الماضية.

ورفع المشجعون، الذي تواجدوا في مركز إيواء أحرقه الجيش الإسرائيلي خلال عمليته في جباليا، لافتات كًتب على بعضها "أنا أهلاوي أين نادي القرن وجماهيره من قضيتي".

وتحاول هذه المباراة، وفق قول لاعبين، لفت أنظار العالم نحو قطاع غزة كي يتعرفوا على المعاناة المستمرة هناك.

وفي نهاية المباراة، حصل الفريق الفائز على "كأس" تم إخراجه من تحت ركام مبنى دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.

لاعبون مصابون

مدرب أحد الفرق الرياضية وائل أبو سيف، والذي وُضِع في كلتا قدميه بلاتين خارجي، قال إنه أصيب في شهر فبراير/ شباط الماضي ورغم ذلك فقد فضل المشاركة في المباراة.

وأضاف "هذه المباراة رسالة للعالم أننا ما زلنا صامدين رغم الحرب والحصار والظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها شمال القطاع".

"شعب يستحق الحياة"

من جانبه، قال حكم المباراة رامي أبو حشيش، إنهم يحاولون من خلال البطولة بين مركزي إيواء، إضفاء نوع من البهجة في نفوس النازحين.

وأضاف "هذه أيضا رسالة للعالم أننا شعب يستحق الحياة، وكل ما نبحث عنه هو حقوقنا".

وأشار إلى أن هذه المباراة "تحمل رسالة للعالم عن الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون بغزة".

بدوره قال اللاعب سيف أبو سيف، إن أغلب المشاركين في المباراة هم "لاعبو كرة قدم لم يمارسوا هذه الرياضة منذ بدء الحرب".

وتابع: "من خلال هذه البطولة نجحنا بصناعة أمل وشيء من لا شيء".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.