صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمقراطيين والجمهوريين بوقف الحرب على غزة
أظهر القادة السياسيون الأمريكيون خلال زيارة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة دعما قويا لإسرائيل، لكنهم دعوا رئيس الوزراء إلى إنهاء الحرب في غزة، الأمر الذي أوقعه بين نارين.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال فإن نتنياهو يواجه خيارين سيئين بالنسبة له، فإما أن ينهار ائتلافه الحكومي الهش أو يثير غضب أقرب حلفائه.
وكان الهدف من زيارة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة تعزيز صورته بـ "خطاب ناري" في الكونغرس والسماح له بحشد دعم كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والزعيم السابق دونالد ترامب في الحرب التي يشنها ضد قطاع غزة.
ولقي دفاع نتنياهو عن الحرب الإسرائيلية في قاعة مكتظة بمجلس النواب تصفيقا حارا من المشرعين الأمريكيين، لكن رئيس الوزراء تلقى أيضا رسالة واضحة من زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري: "أوقفوا القتال".
وقالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بعد اجتماعها مع نتنياهو: "دعونا نعقد اتفاقا حتى نتمكن من التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب". كما دعا ترامب إلى إنهاء الأعمال العدائية في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" قال فيها: "أريده (نتنياهو) أن ينهي الحرب ويفعل ذلك بسرعة".
وبينما أظهرت رحلة نتنياهو الدعم القوي الذي لا تزال إسرائيل تتمتع به في واشنطن، فإنها سلطت الضوء أيضا على نفاد صبر جانبي الطيف السياسي الأمريكي تجاه الحرب في غزة.
وكما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن نتنياهو يواجه الآن معضلة: "فإما أن يعقد صفقة مع حماس، ويخاطر بانهيار ائتلافه الحكومي الهش، أو يواصل العمل العسكري، وهو ما يعارضه حتى أقرب حلفائه الأجانب".
وألقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء الماضي، خطابا للمرة الرابعة أمام الكونغرس الأمريكي في رقم قياسي بالنسبة إلى زعيم أجنبي، وهو أمر عادة ما يكون مخصصا للقادة الذين يُجرون زيارات دولة، وسط ترجيحات بأن يكون خطاب نتنياهو موجها كذلك للداخل الإسرائيلي حيث يلاقي معارضة متصاعدة على خلفية إدارته للحرب.
واللافت أن نتنياهو ليس موجودا في واشنطن بدعوة من البيت الأبيض، بل بدعوة من القادة البرلمانيين الجمهوريين الذين انضم إليهم القادة الديمقراطيون على غير رغبة منهم، في ظل الخلاف بين نتنياهو والبيت الأبيض على خلفية الانتقادات العلنية التي وجهها نتنياهو لإدارة بايدن رغم الدعم المطلق الذي قدمته لإسرائيل خلال الحرب.
وغابت نائبة الرئيس كامالا هاريس، عن الكونغرس متذرعة بضيق الوقت، على الرغم من أنها هي من يجب أن يرأس الجلسة وفق البروتوكول. وندد عدد من الديمقراطيين بسلوك نتنياهو في الحرب على غزة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.