مسيرات واحتجاجات الكترونية


لم تعد الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات في الشوارع والميادين هي الوسيلة الوحيدة والمثلى للتعبير عن الراي ولم يعد التخريب والتسكير والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة هو الوسيلة الانجع لاسماع الصوت ، ولم يعد رفع يافطة بالايدي في الشارع تحت الشمس او تحت المطر امام ادارات الدولة هو التعبير الافضل عن مطالب المجتمعات ، فقد استغل الشباب العربي التكنولوجيا الحديثة وتحديدا الشبكة العنكبوتية للتعبير عن الراي واصبحت هذه الشبكة تتيح للحكومات وكافة اجهزتها الفرص لدارسة اراء الشارع وفهم ما يريده من خلال هذه الشبكة وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية الالكترونية .

اقتنع المواطن العربي بفاعلية التعبير عن الراي من خلال هذه المواقع المنتشرة على شبكة الانترنت وبالتالي على الحكومات العربية وكافة مؤسساتها واجهزتها ان تستغل هذه التكنولوجيا لدراسة عقلية المحتجين ، فقد ساهمت هذه الشبكة في تخفيف العبىء عن الحكومات فهي تقدم لهم المعلومات بالسرعة الممكنة قبل ان يحدث الحدث واغلبية الشعوب اختارت التظاهر والاعتصام والاحتجاج من خلال هذه الشبكة فالاعتصام او المشاركة في الاحتجاج والتظاهر من داخل المنزل او المكتب يكون افضل بكثير من اغلاق الشوارع او الاعتداء على حقوق الاخرين وهو وسيلة حضارية ومعبرة جدا لمن لاتسعفة ظروفة بالمشاركة في اي فعالية لها علاقة بالتعبير عن الراي وهي تعبر عن الموقف باقل جهد وباسرع وقت ولعدد اكبر ممن يريد المحتج ان يوصل لهم رسالته.. لذلك فانه لابد للحكومات ان تشكر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية الالكترونية وتقدم لها الدعم اللازم لانها في النهاية تخدم الدولة والمواطن فكثير منا يذهب يوم للجمعة لمسجد غير مسجده لكي يشاهد هذه الاعتصامات والمسيرات عن عن قرب لكنه اليوم لم يعد بحاجة لهذا التصرف فهو يعود لبيته بالسرعة الممكنة لكي يشاهد ما يحصل على ابواب عدة مساجد وكذلك في الايام العادية عندما يعلن عن اعتصام او مسيرة لاي جهة فلا احد يذهب ليشاهد الكل يتابع من خلال الشبكة العنكوبتية .. واصبحت هذه الشبكة هي الجهة التي تسمح للمواطن المتضرر ان يصب غضبه فيها وهي التي نفست غضب الشارع في كثير من الدول وان تعاملت الحكومات معها بحنكة وذكاء فتستطيع من خلالها ان تقدم تقارير دقيقة عن الحالة الاجتماعية والسياسية للمجتمع وعن ما يمكن ان يؤول اليه الوضع في اي مجتمع .. لذى فاكرر ان على الحكومات والشعوب ان تشكر هذه التكنولوجيا وكل من يستغلها ويضع فيها حرفا او صورة لانه في النهاية يساهم في تقديم معلومة لاصحاب الخبرة وعلى صاحب الخبرة ان يستغل كوادره جيدا لتجميع هذه المعلومات وتقديمها لصناع القرار حيث ان المشاركين في الاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات الالكترونية يزيدوا في عددهم مئات المرات عن الذين يخرجون للشوارع وهم فئات والوان واطياف يعبرون عن رايهم في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

عامر المصري – العقبة