لنثق بالأحزاب
عند عرض أسماء الشخصيات الوطنية التي أخذت على عاتقها السير ببناء نهج جديد لتطوير الأداء الحزبي، ووضعه في السياق الوطني لرفع سوية التعاطي الشعبي مع مرحلة جديدة مع الحياة الحزبية تجد لها باعا طويلا في العمل العام، أصحاب خبرات نثق بها ونقدرها ونتوقع من خلالها إعادة صياغة العلاقة ما بين المواطن والحياة الحزبية وفق نظرة شمولية تعيد التوازن لهذه العلاقة وسيادة فهم مغاير للسابق.
سابقاً وهو اعتقاد حقيقي وواقعي أن الدخول في الأحزاب من شأنه أن يضعك في صف المعادي لبناء الدولة مما يسهم في تعثر تقدم مستقبلك التعليمي والوظيفي, لهذا كان الآباء شديد حرصهم أن نبتعد عن الخوض بأي نقاش يتطرق للحزبية أو التفكير بالإنضمام لأي حزب خوفا على مستقبلهم، كانت النماذج في القرى شاهدة على حرص الوالدين وسعيهم أن لا يكون لأي فرد من الأسرة ارتباط بالأحزاب، كان مبرر هذا الخوف والحرص عدم الخوض بالحياة الحزبية، السبب أننا كنا نعيش أجواء الفتن والخطط الهدامة لهذا البلد، والتي ترسم في عواصم قريبة لنا، كثير من ال?حزاب في الفترات السابقة لها ارتباطات مع الدول التي تضمر لنا العداء والسعي لبث الفرقة بين مكونات مجتمعنا, لهذا تجد أن سبب الانقسامات والخراب في تلك الدول هو التناحر بين أحزاب معروفة.
انتهت تلك الفترة ونحن الان نحتاج تكاتف الجميع لنقدم لهذا الوطن ما يستحقه، تم تهيئة الأجواء المناسبة للإنخراط في جميع التدخلات التي من شأنها أن تزيد من سرعة مواكبة التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بعض النخب نجدها منذ التعديلات على قانون الأحزاب والدعم الملكي لتطوير الحياة السياسية وتبذل جهدها ليكون للحياة الحزبية مسار وطني يهدف أن يقول الجميع كلمته لتطوير الأردن، نشاط حيوي دائم نجده في جميع مناطق المملكة يهدف من خلاله ان نقنع ابناء تلك المناطق بجدوى الإنضمام للأحزاب للنهوض سوية بهذا الوطن، وأن يقتنع ا?ن القرية والبادية والمدينة أننا نواكب قضايا وأحداث عالمية تؤثر على مسيرتنا إن لم نكن في صف واحد، ونتبع نهجا متينا للدفاع عن مكونات هذا الوطن وسمو حضوره.
هذه النخب نتفق أو لا نتفق حولها، أخذت على عاتقها دورا رياديا في تبدل القناعات والمسلمات حول الانضمام للأحزاب، شاهدناهم وبإصرار يجادلون بقوة ليكون للحزب دوره الريادي في الفترات القادمة لبناء وطن يعتمد على التوافق على نهجه ومسيرته، نجد تفاعلا إيجابيا من قبل المواطنين، وإن لم يكن حسب المأمول لكن نتأمل أن تتحسن القراءات في قادم الأيام، وأن نستطيع بناء حياة حزبية داعمة لقوتنا.