لا ادري لماذا لا تقوم وزارة الصحه وانطلاقا من دورها الوقائي والعلاجي بادراج (مرض الفساد ) ضمن لائحة الامراض المعتمده لديها ...فتقوم وبالتعاون مع بعض الجهات المختصه مثل وزارة التربيه والتعليم أو هيئة مكافحة الفساد او ديوان المظالم او حتى وزارة تطوير القطاع العام ..بدورها الانساني في التخفيف على المواطنين من اضرار هذا المرض المتفشي بقوه في مجتمعنا وله من الاضرار ما يفوق ما تسببه الامراض المزمنه من سكري وضغظ وسرطان وغيرها من الامراض المنتشره من مضاعفات تهدد حياة المواطنين وامنهم واستقرارهم ....
لدى وزارة الصحه مطاعيم وقائيه لبعض الامراض تبدأ بأعطائها للمواطنين في مرحلة الطفوله لتساهم في تشكيل المناعة لدى هؤلاء الاطفال وتحميهم من هذه الامراض ....ترى لماذا لم يخطر على خبراء التخطيط الاستراتيجي لدينا وهم كثر التفكير في اختراع مطعوم وقائي ضد الفساد ....يبدأ من مرحلة الطفوله ...
كانت وزارة الصحه تردد دائما مقولة (درهم وقايه خير من قنطار علاج ).....فلماذا لا تقوم الوزاره أو اية جهه اخرى بتطبيق هذه المقوله في مراحل مبكره لنحمي اطفالنا من الاصابه بهذا المرض اللعين ....الا يمكن لوزارة التربيه والتعليم وهي تقوم بتوزيع بعض الوجبات الغذائيه في مدارسها ان تقوم بأضافة فيتامين يحمي أطفالنا ويخلق لديهم المناعه اللازمه لمقاومة هذا الوباء مستقبلا .....فينشأ لدينا جيلا محصنا مقاوما لكل انواع الفساد .....
يقول علماء الاجتماع ان الطفل ابن بيئته .....الا تخشى وزارة التربيه على اطفالنا وهم ابناء هذه البيئه التي تفوح منها رائحة الفساد صباح مساء ان يعتادوا على هذه الاجواء ويصبحون مشاريع فساد مستقبلا ....
لماذا لا تتعاون مؤسساتنا التي تستعرض انجازاتها على مدار الساعه في التعاون والتنسيق فيما بينها لوضع استراتيجيه على مستوى الوطن غايتها وضع مبادئ عامة أو مدونة سلوك او منهجيه يمكن تطبيقها في في بيوتنا ومدارسنا ودور عباداتنا ونوادينا وجامعاتنا .....تؤسس لجيل خال من الفساد لا بل مقاوم له .....
لماذا لا تقوم مؤسساتنا بوضع معايير واضحه لكل مظاهر الفساد .....ووصف وظيفي للفاسدين على غرار الوصف الوظيفي الذي اعتمدته (الهيكله )سيئة السمعه في دوائرنا ...ولكن بمعايير واضحه مدروسه تبين من هو الفاسد وماهي مظاهر الفساد في مجتمعنا ..... فما زلنا نخلط بين الفساد والفهلوه ....وبين الفساد والمصلحه العامه .....وبين الفساد والانتماء .....وبين الفساد وارضاء المواطنين .... فالفساد لدينا ما زال ضبابيا ....وما يراه البعض فسادا يراه اخرون عملا خيريا ويخدم المصلحه العامه ......
موضوع الفساد اصبح ثقافه وتراث واصبح له مؤسسات رعايه وخبراء تجميل فكم من حالة فساد تم اخراجها بطريقه مختلفه تسر الناظرين .....
لا يكفي معالجة الظاهره بعد انتشارها ....بل علينا البحث عن وسائل للوقايه .....حماية لما تبقى لدينا من جوانب مشرقه .....