أكثر من 80 شهيداً ومئات الإصابات.. العائلات تواصل نزوحها بعد مهاجمة الاحتلال لـ”المنطقة الآمنة” شرق خان يونس

فر فلسطينيون من منازلهم والخيام التي أقاموها بأحياء الشرقية لمدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، إذ شهدت المنطقة منذ الإثنين قصفا عنيفا وتقدماً مفاجئاً للدبابات على الرغم من إعلان الاحتلال المنطقة ضمن "الأماكن الآمنة".

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الثلاثاء، 23 يوليو/ تموز 2024 استشهاد 89 فلسطينياً وإصابة أكثر من 263 وفقدان 68 آخرين، منذ بدء العملية العسكرية المفاجئة على المنطقة الشرقية لمدينة خان يونس.

وكان الجيش الإسرائيلي صنف المناطق الممتدة من غرب شارع صلاح الدين (شرق المدينة) وحتى البحر في خان يونس، ضمن "المناطق الآمنة" وطلب الفلسطينيين بالتوجه إليها، قبل مهاجمتها.

حيث توغلت الدبابات في بلدة بني سهيلا بمنطقة خان يونس، كما تعرضت عدة مناطق أخرى قريبة للقصف، مما أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على البحث عن ملاذ آمن في مناطق أخرى.

وقالت عائلات كثيرة من التي نزحت إنها اضطرت لقضاء الليل في الشوارع مع البحث دون جدوى عن مكان يلجأون إليه نظراً لاكتظاظ المناطق في غرب خان يونس ووسط غزة. وقال البعض إنهم اضطروا إلى الفرار تحت نيران القصف الإسرائيلي.

وقالت امرأة تدعى ابتهال البريم في خان يونس "بالنسبة لنا فإن أبسط الضروريات في حياتنا غير متوفرة. الاحتياجات الأساسية مثل المياه التي كان علينا أن نحملها معنا والكهرباء بالطبع مقطوعة ناهيك عن الأسعار الباهظة وعدم وجود عمل".

وأضافت "ثم فجأة قيل لك الآن إن عليك المغادرة. وبدون سابق إنذار بدأت الصواريخ تنهال علينا. اضطررنا للرحيل ولم أكن أنوي المغادرة ولكن بعد ذلك كانت هناك مسيرات من نوع كوادكوبتر وطائرات ورأينا الدبابات بأعيننا".

ووصف مسؤولون في الأمم المتحدة مشاهد تنم عن الإحباط واليأس اليوم بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على المنطقة.

حيث قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة على منصة التواصل الاجتماعي إكس إن "الوضع مستحيل".

وفي منشور لاحق، قالت إنه لا يوجد مكان آمن يمكن الذهاب إليه في غزة.

وأضافت "الناس مرهقون من النزوح المستمر والظروف غير الصالحة للعيش، وهم محاصرون في مناطق صغيرة ومكتظة بشكل متزايد".

من جانبه، أوضح المكتب الإعلامي في بيان إحصائي الثلاثاء، أنه بـ"مرور 24 ساعة على بدء العدوان الجديد على محافظة خان يونس، استشهد خلاله 89 فلسطينيا، وأصيب 263 آخرين، وفُقد 68 شخصا".

وأشار إلى أنه تم تسجيل نحو ألف و217 مناشدة من عائلات حوصرت من الجيش الإسرائيلي في المنطقة الآمنة شرق خان يونس.

وذكر أن الجيش الإسرائيلي دمّر 13 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها منذ صباح الاثنين، كما قصف 190 منزلا ومبنى سكنياً في المنطقة الآمنة.

وأشار إلى أن الجيش نفّذ نحو 130 غارة جوية ومدفعية على مناطق مختلفة من المنطقة الآمنة التي بدأ فيها عمليته العسكرية صباح الاثنين.

يأتي ذلك فيما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رئيس الوزراء أبلغ عائلات رهائن محتجزين في قطاع غزة بأنه قد يتم التوصل قريباً إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح أقاربهم.

ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو الذي يزور واشنطن حالياً بالرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق من هذا الأسبوع بعد إلقاء خطاب أمام الكونجرس.

واكتسبت الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي طرحه بايدن في مايو/أيار وتتوسط فيه مصر وقطر، زخما خلال الشهر الماضي.

وأضاف نتنياهو "للأسف، لن يتم ذلك دفعة واحدة؛ ستكون هناك مراحل. ومع ذلك، أعتقد أنه يمكننا دفع الاتفاق والحفاظ على قدرة من أجل إطلاق سراح الآخرين".

وقال سامي أبو زهري القيادي في حماس إنه من الواضح أنه لا يوجد جديد في موقف نتنياهو.

وأضاف "نتنياهو لا يزال يماطل، وهو يرسل الوفود من أجل امتصاص غضب أهالي الأسرى الإسرائيليين".

وقال مصدران أمنيان مصريان إن إسرائيل أبلغت مصر بأن وفداً إسرائيلياً سيصل إلى القاهرة الأربعاء وأن الوفد قادم بردود إيجابية بهدف إحراز تقدم نحو التوصل لاتفاق.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرباً على غزة أسفرت عن نحو 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.