بريطانيا تخفي لقطات تجسس بشأن استهداف إسرائيل لعمال الإغاثة في غزة
كشف موقع"Declassified UK" أن وزارة الدفاع البريطانية تحتفظ بمقاطع فيديو من طائرات تجسس حلقت فوق غزة في اليوم الذي قتلت فيه إسرائيل 7 عمال إغاثة دوليين، لكنها ترفض نشر اللقطات.
وأشار الموقع في تقرير إلى أن اللقطات تم تصويرها بواسطة طائرة مراقبة تابعة لسلاح الجو الملكي، أمضت ما يقرب من خمس ساعات فوق غزة في ذلك اليوم، ويبدو أنها عادت إلى قاعدتها في قبرص قبل دقائق من بدء الغارات الجوية.
وقال التقرير: "ربما يكون سلاح الجو الملكي البريطاني قد جمع لقطات للأحداث التي سبقت المأساة، والتي يمكن أن توفر توضيحا بشأن الادعاءات الإسرائيلية بأن "مسلحين من حماس" شوهدوا بالقرب من القافلة".
وكان قد انتقد خوسيه أندريس، مؤسس "المطبخ المركزي العالمي" التحقيق الذي تجريه إسرائيل في الحادث، الذي تم على إثره فصل ضابطين كبيرين بسبب ما اعتبره "خطأ فادحا"، وقال أندريس لقناة ABC: "يجب أن يكون التحقيق أعمق بكثير.. نحن بحاجة إلى مزيد من المعلومات. نحن بحاجة لرؤية مقاطع فيديو ذات جودة أفضل".
وقد برزت بريطانيا الآن كمصدر غير متوقع لمثل هذه اللقطات، حيث أرسلت أكثر من 200 رحلة تجسس فوق غزة بزعم مساعدة إسرائيل في تحديد مكان الأسرى الذين تحتجزهم حركة "حماس".
وأكد الجيش البريطاني في رده على طلب موقع "Declassified" أنه "تم الاحتفاظ بلقطات فيديو لغزة من رحلة المسيرة شادوR1 في 1 أبريل".
وتزعم وزارة الدفاع البريطانية أن شريط الفيديو غير قابل للنشر لأسباب أمنية، مشيرة إلى أن محتوياته قد تتعلق بالقوات الخاصة البريطانية أو جهاز الاستخبارات MI6.
وكان من بين القتلى في قافلة "المطبخ المركزي العالمي" في الأول من أبريل الماضي، ثلاثة من قدامى المحاربين العسكريين البريطانيين هم جون تشابمان وجيمس كيربي وجيمس هندرسون.
وقال نيل، والد جيمس هندرسون، لموقع Declassified: "لا ينبغي إخفاء هذه اللقطات عن عائلتنا"، مضيفا أنه "يجب على حكومة بريطانيا أن تكشف بشكل عاجل عن أي دليل بحوزتها" قد "يلقي الضوء على سبب استهداف إسرائيل لجيمس بطريق الخطأ".
وكان قد قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية في وقت سابق: "بينما واصل رئيس الوزراء الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، أوضحنا أن سلاح الجو الملكي كان يقوم برحلات استطلاعية غير مسلحة فوق غزة لغرض وحيد هو المساعدة على تحديد مكان الرهائن".
وأظهرت بيانات تتبع الرحلة أن طائرة التجسس انطلقت من قاعدة "أكروتيري" الجوية البريطانية في قبرص في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي يوم 1 أبريل وهبطت في الساعة10:49 مساء.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن قافلة عمال الإغاثة غادرت الرصيف الأمريكي في غزة في الساعة العاشرة مساء، حيث زُعم أن "مشتبها بكونهم مسلحين" صعدوا إلى المركبات في الساعة 10:28 مساء. وتم تنفيذ ثلاث ضربات بطائرات مسيرة بفارق أربع دقائق، في الساعة 11:09 مساء، و11:11 مساء، و11:13 مساء.
وبدأت أنباء الغارات الجوية على عمال الإغاثة في الظهور على قنوات التواصل الاجتماعي الفلسطينية بعد ذلك بقليل، حوالي الساعة 10:30 مساء.
وتبلغ مدة الرحلة بين "أكروتيري" وقطاع غزة نحو 30 دقيقة، مما يشير إلى أن طائرة المراقبة البريطانية كانت عائدة إلى قاعدتها فوق شرق البحر الأبيض المتوسط عندما وقع الهجوم، أو كانت قد هبطت للتو.
وقد تكون قامت بتسجيل لقطات لحركة قافلة المساعدات على طول ساحل غزة قبل وقت قصير من استهداف المركبات بشكل منهجي من قبل طائرات مسيرة إسرائيلية.