الرصاصة التي أخطأت ترامب وأصابت بايدن!
محاولة اغتيال الرئيس الاميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية، المقررة في 5 نوفمبر المقبل ليست الاولى في التاريخ السياسي الاميركي، فقد سبقها عمليات اغتيال ومحاولات اغتيال عديدة أشير الى بعضها، بدأت باغتيال الرئيس أبراهام لينكولن عام 1881، واغتيال الرئيس ويليام ماكينلي عام 1901، واغتيال الرئيس جون كيندي عام 1963، ومحاولة اغتيال الرئيس ريغان عام 1981، وعملية اغتيال المرشح الرئاسي الديمقراطي روبرت كيندي عام 1968 وغيرها من محاولات اغتيال سياسية.
ورغم اللغط الذي أعقب عملية اغتيال ترامب وبعض التحليلات الساخرة، التي صنفتها ضمن «عملية المؤامرة» لأغراض انتخابية، لكن الحقائق أكدت أن الرجل نجا بأعجوبة من عدة رصاصات، خدشت احداها جانب أذنه وقتلت شخصا آخر.
لكن المفارقة أن تلك الرصاصة التي خدشت أذن ترامب اليمنى، استقرت بقلب الحملة الانتخابية لخصمه المنافس، الرئيس الحالي بايدن وقدمت لترامب خدمة كبيرة، تضاف الى الضربة الأولى التي وجهها لبايدن خلال المناظرة الشهيرة بتاريخ 28 حزيران- يونيو الماضي، ويبدو أن أحد تداعيات خسائر بايدن المتلاحقة أمام ترامب، ظهرت باعلان اصابته بفيروس كورونا كما أعلن البيت الابيض وأنه سيعزل نفسه فترة من الوقت، بعد أن اختفت كورونا من العالم منذ 2020 !. وبسبب هذه الاصابة ألغى بايدن كلمة له كانت مقررة خلال مؤتمر «متحدون من أجل الولايات المتحدة » السنوي في لاس فيغاس بولاية نيفادا، وهي ولاية محورية في سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وبموازاة ذلك تكثفت الضغوط على بايدن من وجوه بارزة في الحزب الديمقراطي، لأعلان انسحابه من السباق الرئاسي في ضوء ارتفاع أسهم ترامب، وفتح الطريق لمرشح آخر من الديمقراطيين، بعد أن تراجعت فرص بايدن بشكل ملموس كما تشير استطلاعات الرأي العام، حيث يرى نحو 40 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين المسجلين، أنه يتعين على بايدن التخلي عن محاولة إعادة انتخابه، وأيدهم في ذلك نحو 65 بالمئة من الناخبين المستقلين المسجلين، في استطلاع أجرته رويترز/إبسوس يوم الثلاثاء الماضي.
ومن بين رموز الحزب الديمقراطي التي تضغط على بايدن للانسحاب، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشارلز شومر، كما تعرض بايدن لضربة عندما قال العضو الديمقراطي البارز في مجلس النواب"آدم شيف» من ولاية كاليفورنيا، إن الوقت قد حان بالنسبة له «لتمرير الشعلة» إلى شخص آخر، كما عبر عن آراء مماثلة لبايدن بشكل مباشر الزعيم الديمقراطي في مجلس النواب حكيم جيفريز.
وكما انضمت الى المطالبين بانسحاب بايدن رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، التي أخبرت الرئيس حسب شبكة «سي.إن.إن»، بأن استطلاعات الرأي تظهر أنه لا يستطيع هزيمة ترامب، وأن الرئيس يمكن أن يدمر فرص الديمقراطيين في استعادة السيطرة على مجلس النواب.
الخلاصة: لا يوجد اختلافات جوهرية بين الرؤساء الأميركيين، أيا كانت انتماءتهم السياسية «ديمقراطيين أم جمهوريين» في السياسة الخارجية الأميركية، بالنسبة لقضايانا العربية وخاصة القضية الفلسطينية محور الصراع في المنطقة، فكلهم يتنافسون على دعم دولة الاحتلال الصهيوني، ويفتحون مخازن السلاح الأميركي لتزويدها بأحدث أنواح الأسلحة والطائرات والقنابل الذكية، وقد وفر الرئيس الحالي الديمقراطي بايدن مظلة عسكرية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية، لدعم اسرائيل في مختلف المحافل وتبرير حرب الابادة، التي تشنها على قطاع غزة منذ عشرة أشهر!
أما سلفه الرئيس السابق ترامب ومناسفه القوي، في الانتخابات التي ستجرى في 5 نوفمبر المقبل، فقد أثبت انحيازه المطلق لدولة الاحتلال في ولايته الأولى، وهو صاحب ما سمي ب"صفقة القرن» التي تتضمن خارطة طريق لتصفية القضية الفلسطينية، وهو من قرر نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس المحتلة، وعليه فلا أمل بأن ينحاز الى جانب الفلسطينيين، اذا وصل الى البيت الأبيض مجددا!.