الجدري "يحرج" عادل البلبيسي في "الأوبئة"
خاص- في تطور صادم، أعلنت دائرة الإحصاءات العامة عن ارتفاع حاد في حالات الإصابة بجدري الماء العام الماضي، حيث سجلت زيادة بنسبة 178% مقارنة بالعام السابق وبلغ عدد المصابين 19,223 الف حالة في عام 2023، مقارنة بـ 6,900 حالة في عام 2022، وللمزيد من التأكيد على حجم الكارثة، فإن عدد الإصابات في عام 2019 لم يصل حتى إلى نصف هذا الرقم، هذا الارتفاع الكبير في عدد الحالات يثير العديد من التساؤلات حول أداء المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية تحت قيادة عادل البلبيسي، لقد كانت هذه الأرقام متاحة للمركز منذ البداية، وكان من الممكن أن يتم التعامل معها بشكل استباقي للحد من انتشار المرض.. السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو لماذا غاب البلبيسي عن الإعلان والتصريح حول هذا الموضوع الهام في الوقت المناسب؟
ما يثير الغضب والدهشة هو الغياب التام للمركز، عن التصريح أو التحرك لمواجهة هذا الارتفاع الكبير في الإصابات، فكيف يمكن لرئيس المركز أن ينتظر حتى تصدر الإحصاءات العامة هذه الأرقام المروعة بدلاً من أن يكون لديه معلومات دقيقة وفورية حول عدد الحالات منذ البداية؟ حيث كان من المفترض أن تكون هذه الأرقام متوفرة لدى المركز وأن يتم اتخاذ إجراءات سريعة للتوعية والإيعاز بإدخال مطعوم الجدري فور ملاحظة الزيادة في الإصابات.
إن دور المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية يتمثل في رصد وتقييم الأوضاع الوبائية بشكل مستمر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحة العامة، لكن ما حدث هو أن هذه البيانات لم تظهر للعلن إلا بعد أن قامت دائرة الإحصاءات العامة بنشرها، وهو ما يشير إلى تأخر كبير في الاستجابة والتوعية من قبل المركز.
إلى جانب التأخر في الإعلان عن الأرقام واتخاذ الإجراءات الوقائية، لم يتم توضيح الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع الكبير في عدد الحالات، هل كان هناك نقص في المطاعيم؟ هل تم تجاهل بعض الإشارات المبكرة التي كانت تنذر بانتشار المرض؟ هذه الأسئلة لا تزال بدون إجابة واضحة، مما يزيد من حدة الانتقادات الموجهة إلى المركز وإدارته.
لقد أثارت هذه التطورات استياءً واسعًا بين المواطنين والخبراء على حد سواء، حيث يشعر الجميع بالإحباط من تقاعس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة وعدم استعداده لمواجهة التحديات الصحية، السؤال هنا: هل يمكننا الثقة في قيادة المركز في المستقبل أم أننا بحاجة إلى إعادة النظر في كيفية إدارة الأمور الصحية لدينا؟
في مواجهة هذا الوضع المقلق، يجب على الجهات المعنية أن تقوم بمراجعة شاملة لأداء المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، ويجب أن تكون هناك شفافية أكبر في التعامل مع الأزمات الوبائية، وأن يتم تفعيل خطط الطوارئ بشكل سريع وفعال، أيضاً يجب تعزيز برامج التوعية العامة لضمان أن يكون المواطنون على دراية كاملة بكيفية الوقاية من الأمراض المعدية.