الإسلاميون يجاهدون لسرقة حلم المعلمين !

اخبار البلد- كتب -علي الحراسيس- نشاط مكثف للكتل والشخصيات المستقلة وغير المستقلة المتنافسة على مقاعد نقابة المعلمين ، خلايا نحل تعمل وتشرح برامجها وتقدم مرشحيها ، تتردد على كل مدرسة تلتقي الهيئة العامة ، كل يمتدح موقفه وقائمته لعله يظفر بتلك المقاعد المخصصة للمديريات والمجلس المركزي ضمن قوائم مغلقة وقوائم مفتوحه أو مستقلة ، هناك من يعجبك طرحه وبرنامجه وكأنه برنامج سياسي سيصل بالمعلم الى الحصول على مكاسب الوزراء أو النواب ! وهناك من لا يستطيع حتى التعبير عن وجهة نظره و "يتلعثم " كثيرا وهو يناشدك الدعم ! وهناك من يحمل بضعة أوراق تشتمل على صورة مموهة منسوخة عن الأصل يرافقها برنامجه الانتخابي يعمل وحيدا دون عون ، الكل يعمل بلا كلل للوصول الى عضوية النقابة والعمل ضمن الرؤية التي اختارها لخدمة هذا القطاع الواسع الكبير من شعبنا ، والغالبية من المعلمين تعلم وتدرك من عمل وجاهد وناضل من أجل الوصول الى تحقيق ذلك الحلم الذي راودهم سنين طوال.
التنافس بات ينحصر بين قائمة "اللجنة الوطنية " صاحبة الصولات والجولات في معركة تأسيس النقابة والمطالبة بعلاوات المعلمين والتي قادها مجموعة من النشطاء وعلى رأسهم مصطفى الرواشده وزملائه بالرغم من أنه يخوض الانتخابات مستقلا لقربه من الجميع ، وبين مرشحو عدة تيارات وكتل مستقلة وغير مستقلة ، ومن بين تلك الكتل قائمة الحركة الإسلامية التي اختارت أكثر من اسم لقوائمها حسب المنطقة وحسب المعطيات وحسب اللعبة في مسعى " سياسي " لتقاسم الكعكة بعد أن نضجت و التي لم يسجل لهم فيها شرف الإعداد والنضال والعمل لتحقيقها منذ البداية ، ولكنها ساعة قطف ثمار الأخرين كما هي العادة ، فكتلة "تجمع الوطنية " التي شكلها التيار الإسلامي في عمان وبالإطلاع على البروشور " يشير الى لعبة مقيتة يمارسها التيار في هذا المجال ، فقد أثار هذا البروشور تساؤلات شريحة واسعة من المعلمين عن سبب تسمية قائمتهم ب "الوطنية " و أن تجمعهم هو تجمع المناضلين ! وهو مصطلح يحاول الاسلاميون البعد عنه وغالبا ما ينسب للتيارات الديمقراطية واليسارية عموما في وقت تخوض فيه "اللجنة الوطنية " الأصيلة انتخابات النقابة مستخدمة نفس الأسم منذ 3 أعوام ، والهدف كما هو واضح التشويش وتسويق أنفسهم لا أكثر ، ويستخدمون كغيرهم من المشتبه بدورهم نفس الأسم اللجنة الوطنية في صراع قد يؤدي الى إسقاط وعدم احتساب الأف الاوراق لتكرار الاسم دون معرفة من يمثله ، وهي لعبة مكشوفه يخوضها الأسلاميون وبعض الكتل التي اختارت نفس الأسم في اكثر من محافظة وخاصة الكرك التي يخططون فيها لضرب معقل ورموز اللجنة الوطنية في المحافظة ، والهدف هنا عدم حصول اية كتلة على نصاب ال 60 % لانتخاب النقيب والحيلولة دون فوز قائمة اللجنة الوطنية ورمزها مصطفى الرواشده أو اية لجنة بغية تفريق الأصوات وإضعاف الكتل وبالتالي يشكلون هم الاغلبية ولو كانوا يمثلون ال 10 % مع تحالفات يقيمونها للفوز بالنقابة ! ، كذلك والمستغرب هنا والمتناقض هو " دس " صورة الناشط مصطفى الرواشده بين مجموعة صور مرشحي القائمة الاسلامية في عمان بالرغم من الحملة المناوئة التي يخوضها التيار الاسلامي ضد الرجل في مدينة الكرك ، في محاولة يائسة للمتاجرة باسمه في عمان ومحاربته في الكرك وما قيل عن وعووكذلك محاولتهم التشويش على لقائه مع معلمي جرش يوم أمس من قبل انصارهم .
لقد اعتادت الحركة الإسلامية ومنذ الخمسينات من القرن الماضي التشويش على العمل الوطني ومواجهة القوى الوطنية ، وتذكرون تحالفهم مع النظام لاسقاط حكومة النابلسي الوطنية البرلمانية وما يفعلونه بالنقابات المهنية التي كان فيها الإخوان يقيمون تحالفات مع العسكر في مواجهة تلك القوى !! كذلك فإن المطالع لطبيعة اعضاء القائمة يشير الى انتقائية ترفض الإعتراف بفئة واسعة من شعبنا ، وتقتصر على فئة واحدة تعتقد الحركة أن الغالبية من المعلمين في عمان والزرقاء ينتمون اليها ! وهي سياسة مارستها الحركة الإسلامية في كل معاركها الإنتخابية لعدم الثقة أصلا بمرشحي بقية الفئات في مختلف المحافظات وتكريس سياسة تهميشهم وإقصاءهم منذ عقود ، بل وتتجمل ببعض الأسماء أو تنتقيها حسب شدة معارضتها للنظام والدولة الأردنية ! .
يبدو أن الاسلاميين لن يتوقفوا يوما عن ممارسة الألعاب البهلوانية والمخاطرة بقضايا الوطن وبمؤسسات وأحلام الشعب لحساب مصالحهم الضيقة ، ولن يتورعوا عن إفساد حلم المعلمين في تأسيس نقابة وطنية ديمقراطية فاعلة تضاف الى مجموع المؤسسات الوطنية الديمقراطية في البلاد ، فهم يمارسون نفس الاسلوب والمنهج في ركوب امواج التغيير التي يطلقها الشعب في حراكه ، معتمدين ولو كانوا في ذيل الركب كالعادة على ما يجمّلون انفسهم به في الساعات الأخيرة من إستخدام الدين والآيات القرانية والأحاديث النبوية لتسويق أنفسهم بغية كسب ود الشارع المسلم ، ومن ثم ينقلبون على مطالبه لصالح أجندتهم الخاصة ويجعلون تلك المؤسسات أوراق ضغط تمارس على طاولة التنازلات والمنافع مع النظام ، وهاهم يمارسون " البلطجة " في انتخابات نقابة المعلمين وبكل الطرق التي كانوا يحرمونها ، واذكر أنهم كانوا يعترضون على قوائم انتخابية تستخدم نفس الآيات الكريمة التي يستخدمونها باعتبار أن الدين لهم وحدهم ..!!
المعلمون مطالبون الأن وقبل أن ُسرق منهم الحلم الجميل أن يعوا تلك اللعبة ، وان يدركوا ما يخططه التيار الإسلامي الذي وجد في نقابة المعلمين فرصة إضافية لزيادة أوراق الضغط على الحكومات والنظام بغية تحقيق مكاسبهم السياسية التي في الغالب لا تتعلق بالاردن ولا شعبه ولا منظماته الوطنية ومؤسساته الديمقراطية ، بل هي " متلازمة تاريخية " اصابتهم منذ زمن حين يبحثون عن تحقيق مصالحهم من خلال هموم ومطالب الشعب وأحلامه وسرقة تلك الأحلام وتدميرها بعد أن يحصلوا على مبتغاهم ، فهل يعي المعلمون تلك اللعبة ويخرجوهم " بره " النقابة ..
كذلك يخوض هذه الانتخابات شخصيات ورموز محسوبة على الحكومات سواء أكانت من داخل تلك المديريات أو خارجها كانت تمارس أشد ردود الفعل قسوة وتضييقا بحق من كان يخرج للتظاهر والمطالبة بتأسيس نقابة المعلمين وعلاوات التعليم ، ولا خوف منهم هنا لأن الجميع يعرفهم بالأسم والفعل المعادي لحقوق المعلمين وسيخرجون بكفي حنين وبهدلة إضافية ، فيما الحذر ممن يختفون خلف الدين ويلوحون بالطعم لمواطنيهم بغية جرهم الى المصيدة ..