الاغتيالات والعنف السياسي هل ضحيته الاقتصاد أم المسبب له

تعيد حادثة محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق مساء السبت الماضي في تجمع  انتخابي له بولاية بنسلفانيا  نفذها شاب في العشرين من عمره قتل على الفور من خلال جهاز الخدمة السرية المكلف بحماية الرؤساء الحاليين والسابقين حالة العنف السياسي والانقسامات داخل المجتمع الأميركي الذي ينقسم بين حزبين سياسيين رئيسيين وهما الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي واللذان ايضا يتقاسمان المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ  ويسودهما عدم الوفاق بين أعضاء الحزبين في القضايا التي تطرح .

 ويتم اتهام الادارة الأميركية الحالية  والتي تمثل الحزب الديموقراطي بوصول البلاد الى هذه الحالة بفعل سياساتها الخارجية المنحازة وقضايا الهجرة والاجهاض والاقتصاد .

وتصتف الاغتيالات السياسية ضمن عدم الاستقرار السياسي وتؤثر سلبا على النشاط الاقتصادي وتزعزع ثقة المستثمرين والمواطنين في قدرة الحكومات على تحقيق الاستقرار ، والصدمات الاقتصادية السلبية تزيد من احتمالية وقوع الاغتيالات السياسية ، والاقتصاد من الممكن أن يكون ضحية للاغتيالات السياسية وأيضا يمكن أن يكون مسببا رئيسيا لها .

وتشير الدراسات الى أن العنف بدوافع سياسية غالبا ما يكون ناتجا عن أداء اقتصادي ضعيف ويزيد من تفاقم عدم الاستقرار السياسي القائم ، مما يخلق بيئة غير مواتية للنمو الاقتصادي ويجعل من الصعب على الحكومات تنفيذ السياسات الاقتصادية الضرورية للنمو .

ووفق صحف أميركية ، فان ترمب متفوق على بايدن في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة في الخامس من تشرين الثاني المقبل وان ترمب استفاد من أداء بايدن الكارثي في المناظرة الرئاسية التي نظمت في الخامس من تموز الجاري وطالبه أعضاء ديموقراطيون بالانسحاب من السباق الرئاسي واستبداله بمرشح ديموقراطي اخر، ويعتقد حلفاء ترمب أن محاولة اغتياله ستعزز جاذبيته الانتخابية وتعاطف الناخبين المستقلين  والمتأرجحين معه  وقد يفشل في الاستفادة من كل ذلك اذا لم يبق رد فعله محسوبا وأن محاولة اغتيال ترمب قد تؤدي الى تمزيق أميركا أكثر و ألقى الجمهوريون على الفور اللوم على الرئيس بايدن وحلفائه في الهجوم على ترمب .

وتضيف الصحف أن الولايات المتحدة تشهد استقطابا شديدا لدرجة أنها تبدو منقسمة في كثير من الأحيان الى دولتين  وأن محاولة اغتيال  نرمب يدفع الولايات المتحدة الى حافة الهاوية وقد تؤدي الى تمزيق أميركا أكثر من ذي قبل ، ويشك ترمب في امكانية توحيد اتلبلاد نظرا الى الانقسام الحاد جدا بين الأميركيين .

وقد سبق محاولة الاغتيال تصريحات متبادلة بين الرئيسين ، اذ قال ترمب  أن الولايات المتحدة ستواجه خطرا وجوديا في حال فوز بايدن ، وقابله بايدن أن أميركا ستواجه خطرا وجوديا في حال فوز نرمب ولن أدعه يفوز ولو على جثتي .

وفي استطلاع للرأي أظهر أن  10% من الأميركيين يؤيدون استخدام القوة لمنع ترمب من العودة للبيت الأبيض ، فيما 7% يدعمون استخدام القوة لاعادة ترمب للبيت الأبيض .   

فيما دعا  الرئيس بايدن  في خطابه الاثنين عقب الحادثة ، الى خفض التوتر بعد محاولة الاغتيال قائلا أن الانتخابات الأميركية ستكون " فترة اختبار " بعد اطلاق النار على الرئيس السابق دوتال ترمب ، وأن السياسة يجب أن            لا تكون " ميدانا للقتل " ، ويجب ألا نسمح أبدا بأن ننحدر الى العنف ولقد حان وقت التهدئة  .

وقد انتخب مؤتمر الحزب الجمهوري في اجتماعه الاثنين ترمب مرشحا رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية قبل أقل  من أربعة أشهر على موعدها ، فيما ينتظر عقد مؤتمر الحزب الديموقراطي لتسمية مرشحه بشكل رسمي مع ترافق الدعوات  من بعض أعضائه لبايدن بالانسحاب ومطالبة الحزب  بترشيح بديلا عنه لتقدم عمره وضعف القدرات الذهنية والادراكية وأدائه في المناظرة الرئاسية الاخيرة . 

وحسب وزير الأمن الداخلي الأميركي ، فان محاولة اغتيال ترمب التي استغرقت 55 ثانية تعد فشلا أمنيا وتختصر الحدث ، وبعد محاولة الاغتيال طالب ترمب بأنه يجب اسقاط جميع الدعاوى المرفوعة ضده وارتفعت أسهم شركاته  في الاعلام والتكنولوجيا بنسبة 55% .

وقد عاود النفط للارتفاع وسط غموض سياسي في أميركا والشرق الأوسط ، وارتفع الدولار وقفزت العملات المشفرة وسط  تزايد احتمالات فوز ترمب بالانتخابات المقبلة ، وفتحت أسواق الأسهم الأميركية على ارتفاع الاثنين وسط تقييم الأسواق لاحتمالات فوز ترمب ، وتراجع الذهب مع ترقب المستثمرون للمزيد من الدلائل بشأن مسار أسعار الفائدة في أميركا فيما أعلن بايدن أن ترمب ونائبه يريدان خفض الضرائب على الأثرياء ولن أسمح بذلك .