حزب الله يقصف “كريات شمونة” وثكنة “برانيت”

تتابع العاصمة اللبنانية مسار التطورات في غزة والجبهة الجنوبية ومصير المفاوضات الجارية مع استمرار تل أبيب في دعوتها إلى إبعاد حزب الله عن الحدود، وهو ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت” عن المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري الذي قال "لدينا مهمة واضحة في الشمال وهي إبعاد حزب الله عن السياج الحدودي”.

غير أن حزب الله يعتبر "أن الجبهة الجنوبية أدخلت العدو الاسرائيلي في مأزق كبير”، ويؤكد أن "مَن عجز عن تحقيق أهدافه في غزة هو أعجز من أن يحقق أهدافه في لبنان”، بحسب ما أعلن نائب رئيس المجلس التفيذي الشيخ علي دعموش، الذي قال "هناك اليوم العديد من القادة الصهاينة، من جنرالات وضباط ومسؤولين حاليين وسابقين، يحذرون نتنياهو من مغامرة الحرب الشاملة مع حزب الله في لبنان، لأن أية حرب واسعة على لبنان سيكون عنوانها الفشل والخيبة والهزيمة، بل ان أية حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان الصهيوني كارثة تهدد مصيره ووجوده”. وأضاف دعموش "من مفاخر جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق، أنها الوحيدة التي نَصرت غزة بالمواجهة والقتال، بينما غيرها تخاذل ولم يطلق رصاصة واحدة على العدو”.

إنجازات الجبهة

وخلال كلمتين في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل، قال دعموش: "إذا أردنا أن نجرد ما قامت به جبهتنا اللبنانية وما حققته من أهداف وإنجازات سنجد أن هناك إنجازات كبيرة حققتها هذه الجبهة على مدى الأشهر التسعة الماضية، والعدو يعترف ‏بتحقّق هذه الإنجازات، ويطلق على بعضها بأنها إنجازات استراتيجية، أهمها، أنها ساهمت في منع العدو حتى الآن من حسم المعركة في غزة، من خلال إشغال جزء كبير من قواته وقدراته، واستنزاف جيشه بشرياً ‏ومادياً ومعنوياً ونفسياً، ومن خلال الضغط المتواصل الذي تمارسه المقاومة على هذه الجبهة، وما تحمله هذه الجبهة من تحديات وتهديدات استراتيجية للعدو”. ورأى "أن الصهاينة يصرخون ويطالبون بحل، ويرسلون الوسطاء والوفود إلى لبنان للتهويل والضغط من اجل ايقاف هذه الجبهة، ونحن والدولة اللبنانية قلنا لكل الوسطاء والوفود الدولية ولكل من يطالب بحل: ليس هناك من حل إلا بوقف الحرب على غزة، فلتقف الحرب على غزة عندها تقف الحرب على هذه الجبهة وباقي جبهات المساندة، وكل التهويل والتهديد والوعيد بحرب واسعة لن يوقف هذه الجبهة ولن يجعلنا نتراجع عن مواقفنا قيد أنملة”. وختم "لسنا من النوع الذي يخضع للتهديد او يخاف من التهويل بالحرب، ومن يخاف الحرب اليوم ويرتجف من المواجهة مع حزب الله هو العدو، لأنه يعرف تماماً ما الذي ينتظره في أية حرب على لبنان”، مشيراً إلى "ان المقاومة بالرغم من انها تعتبر تهديدات العدو بحرب واسعة تهديدات فارغة وللاستهلاك الداخلي الاسرائيلي، الا انها تتعامل معها بمنتهى الجدية، وهي استعدت وتجهزات بشريًا وتسليحًا وبراً وبحراً وجواً، ولا تزال تزداد تسلحاً وقوة كما ونوعا، وباتت على أتم الجهوزية لمواجهة أية حرب تفرض عليها. وعلى العدو ان يعرف ان الحرب اليوم على لبنان لن تكون كالحروب السابقة، وهي بالحد الأدنى لن تنفعه في استعادة هيبته وقوة ردعه، ولن تمكنه من إعادة المستوطنين الى الشمال بل سيمتد التهجير إلى أبعد من الشمال”.

وكان حزب الله استهدف تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة "برانيت” بالأسلحة ‏الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة، كما استهدف التجهيزات التجسسية في موقع "‏الراهب” بالصواريخ الموجهة. كما أطلق عدداً من الصواريخ على "كريات شمونة”.

في المقابل، استهدفت غارة اسرائيلية محيط بركة ميس الجبل، وشن الطيران غارتين على بلدة مروحين الحدودية في القطاع الغربي.

وفي سياق متصل بالجبهة الجنوبية، ذكرت أنباء صحافية أن لبنانياً اعتقل في ألمانيا بتهمة انتمائه إلى حزب الله وشرائه مكوّنات لمسيرات لتصديرها إلى الحزب.

لا حرب مفتوحة

توازياً، كتب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على منصة "إكس”: "لا يمكن لأحد أن يسيطر على التصعيد على جبهة الجنوب، والضرر الذي حلّ بلبنان كافٍ لإدانة ما قام به حزب الله بفتح هذه الجبهة من دون استئذان اللبنانيين ومجلس النواب، إسناداً لغزة”. وإعتبر أن "التصعيد لن يؤدي إلى حرب مفتوحة، فالإسرائيلي لا يريد الدخول في حرب كبيرة في لبنان وحزب الله لا يريد حرباً شاملة مع إسرائيل ولكن اليوم الجميع يلعب بالنار”، لافتاً إلى أن "حزب الله يقول إنه هو من فتح الجبهة لا نحن أو أي أحد آخر فهو أعلن في 8 أكتوبر أنه فتح جبهة إسناد لغزة في جنوب لبنان”. وأضاف: "هناك المئات من القتلى وآلاف من الوحدات السكنية المدمرة ولبنان كله متوتر، الاقتصاد والسياحة يتأثران بسبب هذه الجبهة التي فتحت من دون استئذان اللبنانيين ومجلس النواب وبالتالي نحن نحمّل حزب الله المسؤولية في حال التصعيد”.

 

 

وعن الملف الرئاسي، قال: "نحن نحاول أن نقوم بواجباتنا في هذا الموضوع ونحن نعلم ان حزب الله لا يريد رئيساً لأنه لا يريد في ظل هذه المعركة أن يكون هناك مُحاور آخر غيره”.

 

جيل فضل الله

من ناحيته، رأى لقاء "سيدة الجبل” أنه "مع استمرار الحرب على جبهة الجنوب اللبناني وعدم اليقين من التوصل إلى هدنة في حرب غزة، بدأ حزب الله يشعر بالتعب، وهذا ما يظهر من خلال ارتفاع وتيرة تعرضه للمواطنين، عند انتقادهم له كما فعل في صور وغيرها، والحزب الذي يروّج منذ نشأته عن حرصه على السلم الداخلي تفضحه أفعاله، والدليل الجديد هو الذي حصل في برج حمود، وأيضاً حي ماضي، بين مناصرين للحزب وسكان المنطقة، مما يؤكد أن حزب الله يعيش قلقاً حقيقياً”. وأضاف اللقاء: "جاء كلام النائب حسن فضل الله "نحن نموت من أجل لبنان لكي تنعموا بالهدوء”، كأنه أراد التأسيس لسردية الحزب بعد هذه الحرب على قاعدة أن الحكم هو لمن يقدم التضحيات. وهذا الكلام الجديد القديم يدل على أن جيل حسن فضل الله وغيره لا يعرف لبنان. كما أن خطورته تكمن في محاولته فرز اللبنانيين بين من يستشهد من أجل لبنان وبين من "يستفيد” من شهادة الأول. إن هذا العقل الخطير ينسف صيغة لبنان، وسيدخلنا في خطوط تماس داخلية يكون حزب الله الخاسر الأكبر بنتيجتها”. وتابع: "إن قادة الحزب ومتكلميه ونوابه يتصرفون كأن لبنان ولد مع ولادة حزب الله في عام 1982، وهذا دليل آخر على أنهم لم، ولن، يتعلموا من الأخطاء السابقة”. وختم "لقد بدأت رحلة السقوط والوقوع في المحظورات الوطنية، وهذا ما عاش لبنان شبيهاً له إبان الحرب الاهلية بظروفها الداخلية، ولذلك يجب التحضير لاستقبال هذا السقوط، وذلك من خلال توحيد الصف في جبهة من اللبنانيين كافة والتمسك بالثوابت، أي بالدستور والقرارات الشرعية العربية والدولية، كي تكون في لبنان جهة تستطيع إقامة توازن سياسي وشعبي وإعلامي مع حزب الله، وفي الوقت نفسه تشكل مُحاوراً داخلياً قادراً على التفاوض مع مراكز القرار الدولية والإقليمية من أجل مستقبل لبنان واللبنانيين”.