صحيفة فرنسية: لهذا يعد الاغتيال أسلوبا للتصفية السياسية في الولايات المتحدة

"من كينيدي إلى ترامب.. لماذا الاغتيال هو أسلوب للتصفية السياسية في الولايات المتحدة؟”، أوضحت صحيفة "ليمانيتي” الفرنسية، أنه منذ نحو قرنين من الزمن، تم اغتيال واحد من كل خمسة رؤساء أمريكيين، أو وقع ضحية لمحاولة اغتيال، متحدثة عن "تقليد مميت” تعود أصوله إلى تأسيس الدولة.

وأضافت الصحيفة الفرنسية، أنه لكونك رئيسا للولايات المتحدة، فهذا يعرضك لاحتمالية مواجهة محاولة اغتيال لا مثيل لها في أي دولة أخرى. فمن بين 44 ساكناً للبيت الأبيض، تم اغتيال أربعة منهم ونجا خمسة من المحاولة.

وقد حصلت أول عملية اغتيال في عام 1865، عندما أطلق جون ويلكس بوث، الممثل العنصري الأبيض، النار على أبراهام لينكولن، الرئيس الذي انتصر للتو في الحرب الأهلية، ووقّع إعلان تحرير العبيد.

وفي 2 يوليو 1881، توفي جيمس غارفيلد، بعد 200 يوم فقط من توليه منصبه، برصاص تشارلز غيتو، المحامي الغاضب. وفي 6 سبتمبر 1901، أثناء استقبال شخصيات في معرض في بوفالو، أصيب ويليام ماكينلي على يد ليون كولغوش، وهو فوضوي أمريكي من أصل بولندي أطلق عليه النار مرتين في بطنه.

وأخيرا، عملية اغتيال مشهورة عالميا: في 22 نوفمبر 1963، قُتل جون فيتزجيرالد كينيدي. وإذا كانت اللجنة الرسمية في عام 1964 قد خلصت إلى أن لي هارفي أوزوالد، هو المسؤول عن العملية، فإننا نعلم أن نظريات المؤامرة كثيرة.

وتابعت "ليمانيتي” القول إن محاولة الاغتيال الأولى تعود في الواقع إلى عام 1835، عندما أراد ريتشارد لورانس، وهو دهان منازل، إطلاق النار على أندرو جاكسون، الرئيس منذ عام 1829، لكن بندقيتيه تعطلتا.

في 14 أكتوبر 1912، أطلق صاحب حانة سابق، جون فلامانغ شرانك، النار على ثيودور روزفلت، الرئيس من عام 1900 إلى عام 1908، بينما كان يقوم بحملته الانتخابية لولاية ثالثة.

وبعد عقدين من الزمن، نجا فرانكلين ديلانو روزفلت أيضاً بأعجوبة، كما هو الحال مع جيرالد فورد، الذي نجا من محاولتي اغتيال في عام 1975، وكلاهما في كاليفورنيا. وفي 30 مارس 1981، أصيب رونالد ريغان بجروح خطيرة على يد رجل غير متوازن، وهو جون هينكلي جونيور، أثناء مغادرته فندق هيلتون في واشنطن، وبقي الرئيس الجمهوري في المستشفى لمدة اثني عشر يوما.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن الاغتيال كوسيلة للتصفية السياسية لا يقتصر على الرؤساء المنتخبين فحسب، بل يشمل أيضاً الطامحين للوصول إلى البيت الأبيض. ففي عام 1968، قُتل بوبي كينيدي، المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، بالرصاص في أحد فنادق لوس أنجليس على يد مسيحي فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية.

وأخيرا، تقول "ليمانيتي” كيف لا نضيف إلى هذه القائمة اسم مارتن لوثر كينغ، الذي اغتيل في نيسان/ أبريل 1968، بعد أشهر قليلة من اتخاذه موقفا رسميا ضد حرب فيتنام؟

فكيف يمكن أن نفسر هذا التقليد القاتل؟ تعود جذور العنف إلى بداية تأسيس الولايات المتحدة، التي تطورت على الإبادة الجماعية للهنود، وسرقة الأراضي وتنميتها على يد القوى العاملة المستعبدة.

فالأسلحة لم تتكاثر في الغرب الأقصى في المقام الأول، بل في المزارع حيث كان من الضروري حماية النفس من العبيد الذين تم استيراد أولهم في عام 1619، وفق الصحيفة. ثم أصبحت هذه الممارسة هي أحد العناصر الأساسية في حياة المجتمع الأمريكي. وفي بعض الأحيان تنقلب ضد أعلى قمة في الهرم: الرئيس نفسه.