تحصين الاقتصاد الأردني في ظل التصعيد بلبنان
تزداد
المخاوف على اقتصادات المنطقة مع استمرار التصعيد العسكري والسياسي بين حزب الله والجيش الاسرائيلي وتنفيذ الغارات والقصف
المتبادل على المواقع والثكنات والبنية التحتية والهيكل العسكري قرب حدود لبنان الجنوبية والاستهدافات بالصواريخ والطائرات المسيرة ، وسقوط ضحايا وامتداده الى حرب اقليمية تشترك فيها أطراف أخرى في ظل سباق وساطات بين التهدئة والدبلوماسية والتصعيد والتحذيرات التي تطلق باتساع رقعة
الصراع وضغوط دولية لمنع تحول التصعيد بين
اسرائيل وحزب الله الى حرب أوسع في الشرق
الأوسط وتحذيرات الاتحاد الأوروبي أن منطقة الشرق الأوسط باتت على أعتاب اتساع
الحرب وتصاعد التهديدات يعتبر أحد ارتدادات هجوم السابع من أوكتوبر .
وليزيد
كل ذلك من الأوضاع والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها دول
المنطقة .
وحسب
عسكريين اسرائيليين ، فانهم أخطأوا عندما لم يهاجموا الدولة اللبنانية منذ اللحظة
الأولى لبدء التصعيد واكتفت بالتركيز على حزب
الله ، وفي الحرب مع لبنان سيكون الأمر
صعبا في اسرائيل لكن سيكون أصعب بمئة مرة في بيروت ، وتطالب اسرائيل بانسحاب مقاتلي حزب الله عشرة كيلومترات عن الحدود الى
ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان بينما يطالب حزب الله بوقف اطلاق النار في غزة للتهدئة على جبهة لبنان وهو متمسك بالخطاب نفسه منذ اندلاع الحرب على غزة .
فيما
تغير موقف وزير الدفاع الاسرائيلي خلال زيارته لواشنطن في بداية الشهر الجاري وفقا
لمسؤولين أميركيين بقوله أن فتح جبهة جديدة سيكون غير حكيم ، وأن لدى
اسرائيل القدرة على اعادة لبنان الى العصر الحجري ولكنها لا ترعب في ذلك .
وتتوعد اسرائيل بتدمير ايران بعد تهديد
طهران لتل أبيب بحرب ابادة اذا هاجمت
اسرائيل لبنان ، فيما أشار الرئيس الايراني أنه تم افشال مخطط اسرائيل للشرق
الأوسط الجديد والذي كانت تهدف لتطبيقه من خلال التطبيع والسيطرة على المنطقة ، فيما يرى محللون سياسيون أن قرار الحرب والسلم بيد طهران وليس حزب
الله وأن ايران لا تريد التدخل في الحرب لتجنب تدمير اقتصادها وأن ايران تقود
مشروعها الجيوسياسي للهيمنة الاقليمية
وحزب الله جزء من هذا المشروع وتستخدم ميليشياتها على طاولة التفاوض واذا
توسعت الحرب في المنطقة فلن يستطع أحد ايقافها ويشمل ذلك تهديد الملاحة البحرية
وامدادات الطاقة وارتفاع أسعار الشحن البحري التي زادت بأكثر من 200% في النصف الأول 2024 .
ويقول
قائد القوة الجوية للحرس الثوري الايراني ، أن لديهم القدرة على مهاجمة اسرائيل
ولكن أيديهم مقيدة وأن الظروف التي تمكنهم من القيام بعمل مباشر ضد اسرائيل ليست
متاحة لهم .
أما فصائل عراقية موالية لايران ، فقد أعلنت
أنها ستصعد عملياتها ضد مصالح واشنطن في
المنطقة اذا وسعت اسرائيل حربها على حزب الله وسيسبب ذلك احراجا للحكومة العراقية
حسب مراقبين .
وتشير التقارير أن القدرات العسكرية لحزب الله تكمن
في قوى بشرية عددها 100 ألف مقاتل وقوة صاروخية بعدد 150 ألف صاروخ وقذيفة متباينة المدى ومسيرات انقضاضية واستطلاعية ومنظومات اعتراض
سوفييتية وايرانية الصنع وخطوط لنقل السلاح تمتد من ايران الى لبنان .
والاقتصاد الأردني جزء من اقتصادات المنطقة ويتكامل معها ، ولعل أبرز التأثيرات
على الاقتصاد الوطني يمكن أن تحدث في تراجع معدلات النمو عن المخطط لها وقد
بلغ 2% في الربع الأول من العام الجاري وتأثير التوترات الجيوسياسية وحالة عدم
اليقين وعدم الاستقرار الاقليمي على تدفق الاستثمارات و تنفيذ الخطط والاستراتيجيات
الموضوعة وحركة الأسواق الداخلية والخارجية والسياحة واعادة ترتيب الأولويات و ارتفاع الأسعار العالمية للنفط وكلف الطاقة
.
ويمكن تحصين
الاقتصاد الأردني بالاعتماد على الذات وتنمية الايرادات المحلية ورفع كفاءة
الانفاق وضبط مستويات العجز والمديونية وتقليل حجم المستوردات والسلع غير الأساسية
وزيادة حجم الصادرات وتشجيع المنتج والصناعة المحلية و تنفيذ مشاريع الأمن الغذائي
.
وعلى
مر العقود الماضية ، فقد عاصر الاقتصاد الأردني حروبا وأزمات اقليمية وعالمية وخرج منها بأقل الأضرار بفضل تماسك الاقتصاد
وترابطه والسياسات المالية والنقدية وعلاقات المملكة المتميزة والمتوازنة مع
الخارج .