وصول آمن سلس قبل التسويق السياحي

تقدم لنا الجهات المعنية وبشكل مستمر بيانات تدفق الحركة السياحية نحو الأردن، والتي تمثل باروميتر الحالة الاقتصادية الأردنية في قطاع قد يكون الأكثر تأثرا منذ سنوات طويلة، لظروف وحجج مختلفة كانت سببا في العجز عن ضمان البقاء على قائمة الدول المستهدفة للزائر، بالرغم من المخصصات المالية الحكومية العالية لإنجاح هذه الغاية، حيث تسجل هيئة تنشيط السياحة الجهة الأولى في الأرقام المخصصة في الموازنة ضمن هدف تسويق الأردن كوجهة سياحية عالمية، في وقت ينجح فيه عدد من الأشخاص والمكاتب السياحية منفردة في تحقيق هذا الهدف بشكل أسرع وبأعداد أكبر بالرغم من قلة مخصصاتها بهذا الخصوص، فهي بالنهاية من يتواصل وينسق ويعد البرنامج كوكيل سفر لجهات سياحية عالمية أو خطوط طيران، فتكون الغاية والمسعى نجاحا مشتركا قدمه الجميع دون استثناء.

 

نقطة وسطر جديد في أعلاه، وما هو إلا مقدمة ذهبت إليها للوصول والربط في الغاية والرسالة التي ارتأيت مشاركتها مع كل مهتم وقارئ في عنوان أبرز يتمثل بالوصول الآمن والسلس لبلد المقصد والسفر، والذي يعتبر عاملا مؤثرا وأساسا في زيادة أو نقصان عدد الزوار ما إن توجهنا لدراسته والاهتمام به، فالنقل الآمن وسهولة الوصول والكلفة المتوقعة لوسيلة النقل هي مفتاح تحديد وجهة السفر أولا، يتبعها ما تقدمة دولة الاستقبال من خدمات وامتيازات وجودة تعزز تلك الأدوات المرتبطة بالسياحة وخصوصا الوافدة منها.
 

أردنيا وحسب البيانات في السنوات الأخيرة وأبرزها العام الماضي ونصف العام الحالي، يسجل السعوديون الأشقاء هرم القائمة بأعداد الزوار القادمين من الخارج، فقد سجل الأردن ما يزيد على مليون سائح أو زائر سعودي خلال العام الماضي من أصل ستة ملايين دخلوا الأردن، وما زال العدد يقارب ذلك لهذا العام، ويؤشر على ذلك أرقام الستة أشهر الأولى، حيث سجل السعوديون رقما أصبح قريبا من نصف مليون زائر، بالرغم من تصريحات رسمية توجهت لشماعة الظروف الجيوسياسية في المنطقة، مما يؤكد أن الأردن خيار السعودي قربا واستجماما وترفيها، وعلى الأقل لمن يمكن أن يكونوا ضمن تصنيف متوسطي الدخل- إن كانت هذه الفئة عندهم أصلا- ويقابل هذا العدد مع الفارق الكبير رقما، وبين مدة الإقامة السياحية والإنفاق نحو 130 ألف- أقل أو يزيد- مواطن أردني تنقلوا في الأردن تحت مسمى سائح محلي ضمن برنامج «أردننا جنة»، والذي يمثل «عكازة» السياحة الداخلية مقابل فقر ما يتم إنفاقه من قبل المشارك في البرنامج وما يتطلبه من كلف للتعامل أحيانا مع تصرفات قليل من الزوار اتجاه المناطق التي يتم زيارتها، وبمقارنة بسيطة نجد أن جهود تعزيز وتقوية فكرة السياحة الداخلية وبكافة طاقاتها وإمكانياتها واجتماعاتها المنعقدة، والتي تمت هذا العام خصوصا لم تحقق ما حققته رغبة فردية لزوار دولة عربية واحدة دون التوجه حتى لإقناعهم لاختيار الأردن محطة زيارة لهم، وعليه سأقول صراحة إن شماعة الظروف لن تكون مقبولة لإنجاح دورة الحياة السياحية إذا تنبهنا حقيقة لشكل ومضمون خياراتنا التسويقية وخصوصا في هذه الظروف.
ومن يقول إن المنطقة ملتهبة متحججا، يسعدني إعلامه أن مصر العربية حققت ارتفاعاً بنسبة 5 ٪ في قطاع السياحة في الستة أشهر الماضية مقارنة مع سابقتها، حيث سجلت 70 مليون ليلة حجز بعائد 6.6 مليار دولار وهي الجار السياحي القريب الواقع ضمن الأحداث الجيوسياسية، ومن يسأل ما قصدك من المقال؟ أقول هي رسالة واحدة للمعنيين للاهتمام بتأهيل كافة الطرق الداخلية وصولا للمواقع السياحية، وأدعوهم لقيادة مركباتهم على طريق البربيطة وعفرا ووادي بن حماد والطريق الملوكي من رأس النقب إلى البتراء وطريق معان المدورة شريان الزائر السعودي، وتهيئة وتوسيع مسرب معبر الدرة عصب الربط مع نيوم، وتأمين الخدمات اللائقة والتيسير على طول كل الطرق الداخلية، وضرورة التركيز على السائح السعودي قبل السفر لمعارض أوروبا وروسيا وأميركا، فالشقيق السعودي الزائر رقم مهم في نجاح هذا القطاع ويمثل إستراتيجيا نموذج السياحة الداخلية الأقرب وصولا والأكثر إنفاقا، وخصوصا عند انقطاع السائح الأجنبي البعيد عن الوصول إلينا لأي سبب.
ولعلنا بعدها أن نفكر جديا بالإنفاق على تأسيس شركة طيران سياحية متخصصة رسمية باقتطاع نسبة من مخصصات التسويق السنوية مجموع لها كلفة ما يتم الالتزام به لشركات الطيران المنخفض التكاليف المتقطع حاليا مضافا لها الرغبة الكبيرة لدى عدد من المستثمرين للشراكة في التنفيذ.