هل نتنياهو وغالانت وهاليفي يديرون جمعية خيرية؟!

تضحكني وتجعلني أقع عن كرسي المكتب على ظهري من شدة الضحك، رغم سوداوية المشهد، حين يوصف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالمتطرفين، وكأن بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وهرتسي هاليفي، يديرون جمعية خيرية تمسح الأحزان والألم عن وجوه الأيتام والأرامل والفقراء.

لقد قامت الدولة الطارئة منذ اليوم الأول على المجازر والدماء والقتل وسرقة الأراضي والبيوت ومصادرة الممتلكات، وورثت بشكل مباشر لا لبس فيه، وبشكل رسمي، جميع المنظمات الإرهابية ومن بينها منظمات "الأرغون" وتولى مناحيم بيغن، الذي أصبح رئيسا لوزراء دولة الاحتلال فيما بعد، قيادة المنظمة، و"الهاغاناه" و"شتيرن" و"البالماخ" وأحد مؤسسيها موشيه ديان أصبح وزيرا للدفاع، وإسحق رابين أصبح رئيسا للوزراء، وإيغال آلون أصبح نائبا لرئيس الوزراء، وعزرا وايزمان أصبح رئيسا للدولة المارقة والمنبوذة.

ومن قادتها أيضا أرييل شارون الذي أصبح رئيسا للوزراء، وأسحاق شامير أصبح رئيسا للوزراء، وشمعون بيريز أصبح أيضا رئيسا للوزراء.

وهؤلاء القتلة زاروا ودخلوا عواصم عربية، وفرش لهم البساط الأحمر، رغم أن أيديهم تقطر بدماء الفلسطينيين والعرب.

وجميع هذه المنظمات التي مارست عمليات القتل للمدنيين الفلسطينيين، ونفذت عشرات المجازر بحق القرى الفلسطينية، وعمدت إلى عمليات التهجير والتشريد للفلسطينيين، تم حلها مع غيرها من المنظمات العسكرية لتكوين الجيش الإسرائيلي الحالي.

وبعد إعلان دولة الكيان الصهيوني؛ ذابت هذه المنظمات في الجيش، وصرفت سلطات الاحتلال رواتب تقاعدية لمنتسبيها ومنحت بعضهم نياشين "محاربي الدولة".

وواصل هذا الجيش المكون من قتلة ومجرمين مختلين عقليا وهاتكي أعراض وسفلة، دوره الإرهابي دون توقف، فشارك في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وارتكب في نفس العام مجزرة كفر قاسم، وشن اعتداءات على الأردن في السموع والكرامة وحرب 1967 وحرب 1973 واجتياح لبنان، وحتى اليوم حيث يرتكب جيش الحثالة بقيادة الثلاثي المجرم، نتنياهو وغالانت وهاليفي، إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني بموافقة غربية دنيئة وعنصرية، وصمت عربي وإسلامي جبان، لا يمكن إلا أن يوصف بـ"التواطؤ" والقبول بما يجري من مجازر بحق الأطفال والأمهات والمدنيين، وتدمير جميع أشكال الحياة في قطاع غزة والضفة الغربية أيضا.

لا يوجد في هذه الدولة المسخ الشيطانية يسار أو يمين أو وسط، هذه التصنيفات لا تصلح لتطلق على قتلة متسلسلين عبارة عن قاذورات بشرية مكانها الطبيعي مجاري الصرف الصحي. حتى من يصنفون معارضة ويسارا ووسطا، مثل يائير لابيد وبيني غانتس وغادي أيزنكوت، هؤلاء قادة سابقون في جيش المرتزقة وأيديهم ملوثة بدماء النساء والأطفال والمدنيين الفلسطينيين.

وبالتالي بن غفير هو الصورة الحقيقية للمجتمع الإسرائيلي الذي لا يوجد فيه شخص واحد يرفض ما يجري في غزة وفي الضفة الغربية من قتل وإعدام وتدمير ، والكل مهووس بالانتقام وبالعجرفة والغطرسة التي ستكون نتائجها نهاية هذا الكيان عما قريب بإذن الله وبجهود المقاومة.