الروابدة : من شتم الاردن سابقاً لم يجد مكاناً يدفن فيه لحظة وفاته سوى هذا الوطن
اخبار البلد_ قال رئيس الوزراء الأسبق العين عبدالرؤوف الروابدة، إن الاعتزاز بالوطن يبدأ من معرفة تاريخ الأردن من مصادره الحقيقية غير الملوثة بالأجندات الخارجية.
وأشار خلال محاضرة له عقدت في مقر نادي أبناء الثورة العربية الكبرى بالتعاون مع وكالة شومات للإعلام الإلكتروني بعنوان «الأردن بين يدي التاريخ والجغرافيا»، أن للأردن تاريخا طويلا شهدت عليه حضارات ما قبل الإسلام وصولاً إلى مراحل الفتح الإسلامي والعهد العثماني، مؤكداً أن عدم كتابة تاريخ الأردن كان هدفاً لبعض القوى حتى لا يُصنع لهذا الوطن هويته.
وأشار الروابدة إلى أن البعض يريد صناعة هويتين على الأرض الأردنية، متناسين أن الأردن فتح أبوابه لكل العرب والمسلمين وأنه أكثر بلد عربي يتحسس هموم أمته وقضاياها.
واكد أهمية وحدة الهوية الوطنية بالنظر إلى الوطن كوحدة واحدة وهي عنصر أساس ومتمم للهوية القومية والدينية.
وحول الحراك الإصلاحي الشبابي والشعبي أشار الروابدة إلى مدى احترامه وتبجيله له وأنه ساعد على فتح العديد من ملفات الفساد، منوهاً إلى أن الأردنيين يتمتعون بقاسم مشترك متمثلا بالنظام الهاشمي من نسل النبي محمد -صلى الله عليه سلم- مطالبا بالحفاظ على هذا النظام عبر التصدي لكل لسان يصل إلى رمزية الأردنيين.
وقال الروابدة إن من شتم الأردن في أوقات سابقة لم يجد مكانا يدفن فيه لحظة وفاته سوى هذا الوطن، مؤكداً أن عناصر قوة الدولة الأردنية تبدأ من شرعية الحكم وإرث الثورة العربية الكبرى والنهج الديمقراطي الذي غدا سمة الأردن، فضلا عن تمتعه بالاستقرار وحفاظ قواته المسلحة والأمنية على الدور المناط بها وعدم تدخلها في الشأن السياسي. وأضاف أن عامل التسامح والوسطية والاعتدال من أهم مرتكزات الدولة، منوهاً إلى أن القيادة الأردنية وصلت بتسامحها حداً تجاوز العقل البشري، حين عفت عن الذين تآمروا عليها وعلى البلد بأساليب الاغتيال والانقلاب، فبينما يتم قتلهم وسجنهم في بقية دول العالم، يخرجون من السجون في الأردن ليتقلدوا المناصب والسلطة.
وأكد الروابدة أن العلاقات الأردنية الفلسطينية لا شبيه لها في المتانة، مضيفاً أن العلاقة ليست محصورة بعامل العروبة فحسب، إنما تجاوزتها بتجسدهما بجسد واحد وتاريخ ومصلحة وجوار وهموم وقضية واحدة.
وأشار إلى أن الوحدة بين الأردن وفلسطين عمرها التاريخ، بينما لم يتجاوز عمر الانفصال 39 عاماً، مؤكداً أن قرار فك الارتباط لم يكن أردنياً بل إن الدافع وراءه كان عربياً مستنداً لقرار المجلس الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية على أي جزء يتحرر من أرض فلسطين.
وشدد الروابدة على أن الأردن والأردنيين سيبقون مع القضية الفلسطينية بكل ما أوتوا من عزم وقوة، إلى أن تُحرر الأرض بالطريقة التي يرونها هم ويتفق عليها العرب.