"أنتيكيثيرا".. أسرار تنكشف عن "أول كمبيوتر في العالم" صنعه الإغريق!
أثارت آلة أنتيكيثيرا التي تعتبر "أول كمبيوتر في العالم" والتي صممها الإغريق، فضول المؤرخين القدماء في جميع أنحاء العالم، وفي حين أنها لا تزل تثير العديد من الأسئلة، فإن مسألة مخترعها هي مكان جدل كبير.
فهناك العديد من النظريات حول هذه النقطة وفق ما قرأته العربية.نت. ويعتقد بعض العلماء أن أرخميدس هو من صمم الآلية. ومؤرخون آخرون يعتبرون أن هيبارخوس، أحد أعظم علماء الرياضيات في عصره ومؤسس علم المثلثات. هو من صمم آلة أنتيكيثيرا.
وفي 8 فبراير 2024، بنيت نسخة طبق الأصل من آلة أنتيكيثيرا. بمقياس 10 أضعاف، في جامعة سونورا في هيرموسيلو في المكسيك. تحمل اسم "آلة أنتيكيثيرا التذكارية في هيرموسيلو".
كذلك خصصت قناة "ناشيونال جيوغرافيك" تحقيقا عن آلة أنتيكيثيرا بعنوان "Star Clock BC". أيضا أنتج توني فريث الباحث في آلة أنتيكيثيرا ومخرج أفلام فيلما وثائقيا بعنوان "The World's First Computer" عام 2012. هذا بالإضافة إلى إنتاج ومجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية في العالم حول آلة أنتيكيثيرا.
آلة فلكية لمعرفة مواقع النجوم والكواكب
وأكدت دراسة من جامعة غلاسكو إحدى الفرضيات المطروحة عن وظيفة "آلة أنتيكيثيرا، فمن المحتمل أن تكون آلة فلكية معقدة، مكّنت الإغريق من معرفة مواقع النجوم والكواكب في السماء وأوقات حدوث الكسوف والخسوف مسبقًا، بفضل مجموعة من مسننات برونزية، وأقراص مدرَّجة، بترتيب معقد، فهذه الكتل أو الأجزاء تجعلها أقدم آلية مسننات في العالم، متقدّمة بعدة قرون على التكنولوجيا المعروفة في تلك الحقبة.
ويُعتقد أن هذه الآلة القديمة، التي اكتشفت عام 1901 بالقرب من جزيرة كريت ه قبالة جزيرة أنتيكيثيرا، هي أول "آلة كمبيوتر تناظرية" an analogue computer وأول ساعة فلكية معقدة، حيث يعتقد أن اختراعها يعود إلى الأعوام ما بين 100 ق.م - 150 ق. وهي مصنوعة بدقة بالغة لحساب الزمن.
وعثر على آلة أنتيكيثيرا، في بقايا علبة خشبية صغيرة ككتلة واحدة، تم فصلها لاحقاً إلى3 أجزاء رئيسية مقسمة، بعد جهود الترميم، إلى 82 جزءا منفصلا. تحتوي 4 من هذه الأجزاء على تروس، gears بينما توجد نقوش على العديد من الأجزاء الأخرى. يبلغ قطر أكبر ترس حوالي 13 سنتمرا، وكان يحتوي في الأصل على 223 سنًا. كل هذه الأجزاء من الآلية محفوظة في المتحف الأثري الوطني في أثينا.
سر جديد عن تكنولوجيا العصور القديمة
وذكرت دراسة، نشرت بداية يوليو 2024، في المجلة العلمية المتخصصة The Horological Journal أكد فيها الباحثان من جامعة غلاسكو، غراهام وون وجوزيف بايلي إحدى الفرضيات المطروحة عن وظيفة أقدم كمبيوتر تناظري معروف. فمن المحتمل أن آلة أنتيكيثيرا كانت تُستخدم لتتبع السنة القمرية اليونانية.
وتكمن الغرابة في بداية قصة هذه الدراسة، يوضح البروفيسور غراهام وون Graham Woan، من كلية الفيزياء والفلك في جامعة غلاسكو أنه دهش نهاية العام 2023 من البيانات التي حصل عليها اليوتيوبر كريس بوديسيليك، الذي كان يتطلع إلى صنع نسخة طبق الأصل من آلة أنتيكيثيرا وكان يبحث عن طرق لتحديد عدد الثقوب التي تحتويها. باعتبار هذه الثقوب مثيرة للاهتمام.
استخدم البروفيسور غراهام وون تقنية تسمى التحليل البايزي Bayesian analysis ، والتي تستعمل الاحتمالات لتحديد مقدار عدم اليقين بناءً على بيانات غير مكتملة، لحساب العدد المحتمل للثقوب في آلة أنتيكيثيرا، باستخدام مواضع الثقوب الناجية من التلف وموضع الأجزاء الستة الباقية من الحلقة.
وسمع أحد زملاء البروفيسور غراهام وون في معهد بحوث الجاذبية التابع لجامعة غلاسكو، الدكتور جوزيف بايلي Joseph Bayley، عن قصة الثقوب.
وقام بتكييف التقنيات التي تستخدمها مجموعته البحثية، للتدقيق في حلقة التقويم بواسطة تحليل الإشارات التي تلتقطها أجهزة كشف موجات الجاذبية LIGO، Laser Interferometer Gravitational-Wave Observatory التي تقيس التموجات الصغيرة في الزمان والمكان، الناجمة عن الأحداث الفلكية الضخمة مثل تصادم الثقوب السوداء في أثناء مرورها جانب الأرض.
وأظهرت نتائج البحث أن حلقة تقويم آلة أنتيكيثيرا. تحتوي على 354 ثقبا ويُعتقد أن الإنسان حفرها في أماكن محددة جدًا. والرقم 354 ليس مصادفة إذ اتبع الإغريق في العصور القديمة تقويماً قمرياً من 354 يوماً.
وتحدد دراسة أخرى لمؤرخين في جامعة كورنيل الأميركية نشرت عام 2022 أن "تشغيل" آلة أنتيكيثيرا تم على وجه التحديد في 22 أو 23 ديسمبر عام 178 قبل الميلاد. في هذا التاريخ، منذ أكثر من 2150 عاما، حدث في اليونان كسوف حلقي كامل للشمس، كان من الممكن أن تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا، لكن القمر لم يكن قادراً على إخفاء كل أشعة الشمس، تاركاً "حلقة من النار" بارزة قي الظلام.