"اجا يكحلها عماها".. كاتب في "الرأي" يتهم منتقدي وزير المالية بهذه الأوصاف

خاص


أثار مقال حديث لأحد الكتاب في جريدة "الرأي" نُشر يوم الثلاثاء علامات استفهام عديدة في الأوساط الإعلامية، حيث كان الهدف منه تسليط الضوء على سمات وزير المالية الناجح، وإبراز إنجازات الدكتور محمد العسعس، إلا أن المقال حمل اساءة واضحة لزملاء الكاتب من اعلاميين بل وحتى كل من سولت له نفسه انتقاد شخصية عامة كالوزير العسعس.

في مقاله، أشاد هذا الكاتب بجهود الوزير العسعس في مكافحة التهرب الضريبي ورفض المحسوبية، مسلطاً الضوء على الإنجازات المالية والاقتصادية التي تحققت خلال فترة ولايته، مؤكداً على أن العسعس يتميز بعدم المجاملة على حساب المالية العامة، مما جعله هدفاً للهجمات المتكررة من المستفيدين من الفساد المالي على حد قوله، وهذا بالمناسبة حق للكاتب ولا يمكن لأحد أن يجادله فيه.

الكاتب وجه بعض العبارات في مقاله مرسلا انتقادات حادة لمنتقدي وزير المالية من اعلاميين وصحفيين أو حتى المواطنين، فعلى سبيل المثال، وصف منتقدي العسعس بأنهم يستفيدون من الفساد المالي ولا يطيقون الإصلاحات الصارمة التي ينفذها الوزير، وهذا الوصف يعتبر تعميمأ يشمل جميع منتقدي الوزير، بما في ذلك أولئك الذين قد يكون لديهم اعتراضات مشروعة على سياساته.

المقال لم يتوقف عند هذا الحد في توجيه الاتهامات والاساءات والتجريح، بل أضاف الكاتب قائلاً هذه المرة أن الهجوم على الوزير يأتي من "اتباع الواسطة وتصفية الحسابات" وهذه اساءة خطيرة للجسم الصحفي والاعلامي الأردني، مما أظهر الوزير النشيط العسعس كأنه "صحابي جليل" لا يمكن مسه أو انتقاده اطلاقاً.

ولكن ما لا يعرفه هذا الكاتب، أن وزير المالية شخصية ذكية وقامة مالية واقتصادية رفيعة، يتقبل النقد وصدره يسع الرأي الآخر والجميع، ويعلم علم اليقين أنه شخصية عامة ومن الممكن أن يتلقى نقداً أحياناً ومديحاً في أحيان أخرى، ولكنه أيضاً لن يرضى بتنصيبه كشخص "منزل" معصوم عن الخطأ من قبل أي أحد، حتى لو كان تحت اطار "التطبيل والتهليل".

ويبدو أن جريدة "الرأي" لم تنتبه أن هذا المقال يسيء لها في المقام الأول قبل اساءته لكاتبه وللوزير نفسه والحكومة، وكان الأجدر بها أن تنتبه لما يخط على جدرانها وأوراقها، كما نؤكد على أن حق النقد مباح ومجاز لجميع الأفراد ولا يجوز مهاجمة أي شخص بهذا الخصوص.