المحامي فيصل البطاينة : وادي عربة مصنع لرؤساء الوزراء الاردنيين

ليس من قبيل الصدفة ان يتسلم خمسة رجال في بلادنا الولاية العامة جميعهم كانوا من فرسان المفاوضات في اتفاقية وادي عربة.

ويبدو ان باب السماء الوظيفي كان مفتوحا عليهم يوم جرت المفاوضات مع العدو الصهيوني الذي اصبح بعد الاتفاقية جارا ملاصقا له حق الشفعة بالقانون المدني.
الكل يذكر ان الوفد المفاوض سنة 1993 كان برئاسة الدكتور عبدالسلام المجالي والشخص الثاني بالوفد كان الدكتور فايز الطراونه والثالث الدكتور معروف البخيت العسكري الذي اصبح سفيرا ومن ثم مديرا لمكتب جلالة الملك وبعدها رئيس للحكومة اما الرابع فكان المفاوض المائي الدكتور منذر حدادين الذي اصبح وزيرا للمياه في اول حكومة شكلها رئيس الوفد المفاوض.

اما الخامس فهو الخبير القانوني في مباحثات وادي عربة بموضوعي الحدود والمياه فكان الاستاذ عون الخصاونة السكرتير الاول بوزارة الخارجية والذي اصبح بعد ثلاثة سنوات رئيسا للديوان الملكي وبعدها الى لاهاي ليعود للدوار الرابع في هذا العام صاحبا للولاة العامة.

ولا يفوتني بهذه المناسبة ان استذكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاردني سنة 1993 والتي نسبت لمجلس النواب آنذاك بالمصادقة على اتفاقية وادي عربة دولة الاستاذ عبدالكريم الكباريتي الذي تسلم رئاسة الحكومة بعد حكومة عبدالسلام المجالي الاولى وعودة للموضوع نستذكر انقسام الاردنيين ورفضهم لتلك الاتفاقية حيث تزعم معارضتها آنذاك الاسلاميين والرئيس الاسبق الاستاذ احمد عبيدات، وكلاهما اصبحا الحليف القوي للمفاوض في وادي عربه آنذاك السيد عون الخصاونة رئيس الحكومة في هذه الايام واتساءل هنا هل اقتنع حلفاء الرئيس الخصاونة بانه كان على حق حين فاوض في وادي عربة او هل اقتنع الرئيس انه اخطأ والرجوع الى الحق فضيلة فتفاوض واتفق مع الاسلاميين وجبهة الاصلاح.

سؤال يحير الكثيرين من الاردنيين بما فيهم النقابيين الذين حملوا لواء وقف التطبيع مع العدو الصهيوني وبمقدمتهم وزير العدل في حكومة عون الخصاونة وبما فيهم الاسلاميين الذين ما زالت صرخاتهم واتهاماتهم لمفاوضينا في وادي عربة تشنف كل الاذان الا آذان رئيس الحكومة وزميله عضو ادارة الفوسفات وموارد والذي ربما منعه من الوصول الى الدوار الرابع امر متعارف عليه لان دين الدولة الاسلام والولاية العامة لا بد ان تكون مع ابناء تلك الديانة تمشيا مع العرف الدستوري.
وخلاصة القول نستذكر هذه الايام معاركنا مع العدو الصهيوني منذ معركة باب الواد والسموع وقبية والكرامة وجنين وهزيمة حزيران ومعركة الكرامة التي اثبت شهداؤنا الابرار رجولة الجيش المصطفوي في انهاء اسطورة العدو الذي لا يقهر.

مثلما نستذكر معاركنا السياسية مع الحليف الغربي للصهيونية العالمية منذ سنة 1948 ومرورا بحوادث تمبلر وحلف بغداد ومعركة السويس وحزيران حتى سقطت بغداد البوابة الشرقية بايدي الامريكان والصهاينة.

المجد والخلود لشهداء قواتنا المسلحة الذين سيجوا استقلال الاردن بجماجمهم الطاهرة ورووا تراب فلسطين بدمائهم الزكية، حمى الله الاردن والاردنيين وان غدا لناظره قريب..