ليس منّا
ستشهد الساحة الأردنية ميلاد جبهة وطنية جديدة في القريب العاجل . فقد أفصح زعيمها المستشار أحمد سلامة
( مستشار إعلامي سابق لسمو الأمير الحسن بن طلال ومستشار إعلامي حالي لولِيّ عهد مملكة البحرين ) عن نيته لتأسيس الجبهة التي ستستثني ضم ّ أي حزب لها في جلسته الحوارية السابعة التي تمت في مدينة الرصيفة . وأما اختياره للرصيفة لبدء الدعوة لجبهته الجديدة فلأنها تقع على مشارف العاصمة عمان التي تشهد مسيرات كلّ يوم جمعة يعتبرها عَدَمِيّة ناجمة عن ربيع عربي لا يبعث إلاّ على التشائم وِفق رؤيته ولأن كلمة ربيع لم تَرِدْ في القرآن الكريم فهو ليس معه فالإمتثال فقط لما أورده كلام الله تعالى . ولم يرغب في الخوض بموضوع ثورة الشعب السوري فهو يخشى من إطالة مدتها وقال صراحة لا يوجد من خارج( الإخوان المسلمون ) مَنْ يرغب بسقوط النظام السوري . وامتدح الحركة الإسلامية وعقلانيتها فقد خدم روّادها الوطن أكثر من أزلام النّظام الذي هو أحدهم . ولكنه في الوقت نفسه ميّز نفسه ( جبهته ) عنهم . ووصف بأن مَنْ يقاطع الإنتخابات القادمة سيكون خاسراً بكل المقاييس . فجبهته التي ستعقد مؤتمرها التأسيسي في ذكرى الإستقلال يوم الخامس والعشرين من أيار القادم ستعمل من الآن على رأب الصدع وتصحيح المسار مُعترفاً بأخطاء الحكومات السابقة ومُقِرّاً بوجود الفساد الذي لا يكون علاجه بكيل الإتهامات جِزافاً ضد الآخرين , ووصف كلّ الذين انتقدوا الملكة رانيا العبدالله بالمارقين أيّاً كان أصل المُنْتقد , فما أوردوا كلمة صدق واحدة في اتهاماتهم المشبوهة .
وتمسك بكلمتي الوطن والملك للإستمرار بالنهوض والرّقيّ والإزدهار . وشهدت الجلسة تصفيقاً حارّاً للنّاطق باسم الجبهة المحامي زياد الخصاونة أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس الشهيد صدّام حسين الذي شكّل إعدامه صدمة لأبناء الأردن جميعاً .
وبالإضافة لاختيار الرصيفة للبدء بمهمة التأسيس جوارها للعاصمة عمّان فلأنها كذلك تُمثل النسيج الشعبي الأردني ففيها المسلم والمسيحي والدرزي وفيها الشركسي والشيشاني والأرمني وفيها الحضر والريف والبدو , ومنها سننطلق لكلّ أرجاء المملكة كما قال المستشار سلامة والمحامي الخصاونة .
هنالك مستشار آخر إسمه ( علي الطهراوي ) سبق وأن أدلى بهكذا طرح عن الربيع العربي مُبكّراً لكن يقظة المواطن العربي عرفته فما كان لِدَلوه قُبولا.
أحد الحاضرين سأل المستشار جئنا للإستماع إلى محاضرة بعنوان ( ألقدس في أعناق وقلوب الهاشميين ) ولم نسمع كلمة عنها؟ فأجابه : لو أخذتم بالذي قلته لعرفتم أنني كنت أتحدث عن القدس .
ألجبهة التي هي في طور التأسيس تحث على المشاركة في الإنتخابات القادمة , رغم إقرار القائمين على تأسيسها بقوة الحركة الإسلامية الأردنية وذراعها السياسي ( حزب جبهة العمل الإسلامي ) ولكني لم أسمع كلمة واحدة عن الجبهة الوطنية للإصلاح التي يتزعمها السيد أحمد عبيدات رئيس الوزراء الأسبق الذي أسقط الفساد حكومته وأقاله موقفه المعارض لمعاهدة وادي عربة من عضوية مجلس الأعيان ,وهي المعاهدة التي نصّت على توطين الّلاجئين الفلسطينيين أي القبول بمبدأ الوطن البديل , والتي قد توازي قوة الحركة الإسلامية أو تليها في الساحة الأردنية التي مَلّت الشعبيّات الزّائفة وأصحابها , فمّن تصدّوا للفساد باتوا معروفين لكلّ أبناء الشعب الذي منح بيوته للّاجئين من بطش نظام بشار الإجراميّ ومعهم يطالبون بإعدامه مهما بلغت التضحيات وطال الزمن. والمتقاعدون العسكريون طالبوا بالتسلح في بيانهم الأول الرّافض للوطن البديل وفصّلوا أكثر في بيانهم الثاني عندما طالبوا بفتح الإتصال مع حماس ودعم فصائل المقاومة . فالجبهة تبحث خارج هؤلاء جميعاً عن مُنْتسبين , فهل تجد؟ ربما...