أين وزارة الخارجية.. ولماذا اختفى ناطقها في ملف الحجاج المفقودين والمرضى وتوقف عدادها عند الـ 99 ؟

خاص

- الخارجية التزمت الصمت منذ آخر تصريح في 23 حزيران.. وتساؤلات عن مصير المفقودين الـ 15 والمرضى الـ21

- توجيه الرأي العام تجاه السماسرة والشركات المخالفة والابتعاد عن ملف الوفيات 


23 حزيران، هو آخر تاريخ تحدثت به وزارة الخارجية وشؤون المغتربين عن تفاصيل الحجاج المفقودين والمصابين في المملكة العربية السعودية، التي قصدوها بهدف أداء مناسك الحج، ولكن منذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا، لم يتم الحديث عنهم وعن تفاصيلهم، بل خصصت جميع الأخبار للحديث عن الاجراءات القضائية ضد الشركات التي ساهمت بنقل هؤلاء الحجاج الى السعودية بطرق غير نظامية، وسط تجاهل واضح لأحوال هؤلاء الحجاج ومصيرهم، في ظل تكتم إعلامي من وزارة الخارجية وشؤون المغتربين حولهم، والذين وبحسب آخر احصائية كان عددهم  15 حاجاً أردنياً مفقوداً، اضافةً لـ 21 حاجاً مصاباً من بينهم 16 أشخاص في حالة حرجة، فيما بلغ عدد الوفيات 99 حاجاً، حيث يثير هذا الأمر العديد من التساؤلات حول كيفية تعامل الوزارة مع هذه الأزمة الإنسانية.

وتعد قضية الحجاج الأردنيين المفقودين والمصابين في السعودية في الوقت الحالي واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل، حيث لم تُصدر وزارة الخارجية الأردنية أي تحديثات جديدة حولهم منذ 23 حزيران، مما يزيد من حالة القلق بين عائلاتهم والمجتمع الأردني بشكل عام والذي يتابع لحظة بلحظة أخر تطورات هذه المأساة.

منذ ذلك الحين، ركزت الجهات الرسمية والحكومية المسؤولة على الإجراءات القضائية ضد الشركات التي ثبت تورطها في نقل الحجاج غير النظاميين فقط، متجاهلة بشكل كبير ومستغرب الحجاج المفقودين والمصابين، حيث أثار هذا التركيز على الشركات المتورطة امتعاضاً بين المراقبين والمواطنين حول أولويات الحكومة، خاصةً أن هؤلاء الحجاج هم مواطنون أردنيون يحملون أرقاماً وطنية ويستحقون الاهتمام الكامل من قبل الحكومة.

هذا التجاهل الإعلامي الذي تمارسه الوزارة، زاد من القلق بين عائلات الحجاج، حيث عبر العديد منهم بحسب مقربين لهم عن استيائهم من غياب المعلومات والتواصل الرسمي بشأن أحبائهم، مطالبين بضرورة تحمل الحكومة لمسؤولياتها تجاه مواطنيها في الخارج.

وزارة الخارجية التي وضعت يدها على الملف دون غيرها وكانت تزود الرأي العام بآخر التحديثات على هذا الملف، فجأةً قطعت الأخبار وجسور الحوار والاتصال، وعندما نعمت بأن الرأي العام اختفى، نامت هي الأخرى على أرقامها وسجلاتها وباتت بخيلة جداً في تزويدنا بأي مستجدات أو متغيرات بخصوص هذا الملف الذي وللأسف تحول الى مجرد شركات باصات وسماسرة وأشياء أخرى، ومن حق المواطن أن يعرف ويعلم ما مصير المفقودين الـ 15، وهل تم العثور عليهم؟ وفيما اذا عادوا الى أهاليهم أو لا يزالو مفقودين هائمين، بعد أن أعلنت السلطات السعودية اغلاق هذا الملف.

فنحن اليوم بحاجة الى اجابة شافية وافية كاملة موضحة من الناطق باسم وزارة الخارجية الدكتور سفيان القضاة، الذي تصدر المشهد واحتكره ثم غاب عنه ولم يعد يسمع أحدا شيء عنه أو عن خلية الأزمة وتحركات قنصلية جدة والفريق المشكل، ولا حتى نعلم شيء عن المرضى الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل على أسرة الراحة في المستشفيات السعودية، كون بعضهم كانوا في حالة حرجة كما كان يقول القضاة، وفيما اذا توفي أحد منهم لا قدر الله أو تم نقل المصابين الى الأردن، فالملف لا يزال غامض حائر لا يعرف عنه الأردني كمواطن أي شيء، وربما بذلك فلسلفة أو حكمة لا تريد الوزارة أن تكشف تفاصيلها، أو لغزا مات مع حجاج بيت الرحمن الذين دفنوا مع أسرارهم وتأشيراتهم ومعاناتهم وتكبيراتهم وعطشهم، الذين سيخبرون الله بالحقيقة وبكل ما جرى معهم.