كرسي البلدية..!!
استمع زعيم عصابة "القبضة الحمراء" إلى رئيس بلدية "المدينة الخضراء" وهو يشرح له ظروف وحيثيات انتخابه رئيساً للبلدية بأغلبية ساحقة، مؤكداً أن الثقة الكبيرة التي حاز عليها كانت بفضل حكمة الزعيم ودعمه وتأييد موقفه وترشيحه للمنصب الأول في المدينة، ليتولى تصريف كافة شؤونها المحلية وعلاقاتها الخارجية ببلديات المدن الأخرى في الإقليم.. وشكر الزعيم على دعمه وجهوده التي أثمرت إيصاله السلس إلى كرسي البلدية..
وقدّم الزعيم نصيحة لرئيس البلدية قائلاً: عليك أن تنفّذ برنامجك التنموي والإصلاحي بحذافيره، وما دمت قائماً على التنفيذ الحرفي، ستظل موضع ثقة "القبضة الحمراء" وسنكون إلى جانبك في الأوقات الحرجة، مهما تعالت الأصوات الخارجة على القانون والمطالبة بجرعات تنمية فوق الحاجة..!! وأكّد له على ضرورة العمل الجاد لتصويب مسيرة البناء في عدد من الأحياء السكنية والمناطق التجارية وإزالة التشوّهات التي اكتنفتها، إضافة إلى إيلاء اهتمام نوعي بمناطق تنموية وصناعية مؤهّلة كانت إلى وقت قريب غير قادرة على توليد مشروعات تنموية وفرص عمل لأبناء المدينة الذين يعاني كثيرون منهم من معضلة البطالة.. ممّا فتح مجالاً رحباً أمام الكثير من الشباب للإنضمام لأحزاب سياسية راديكالية متطرفة، ونصح زعيم "القبضة الحمراء" الرئيس بأن يُعيّن ناطقاً رسمياً باسم البلدية وباسمه شخصياً يتولى مهمة إعداد ردود هجومية غبر مباشرة وعبر وسائل الإعلام الجديد للردّ على ما تنشره صحف ووكالات أنباء غير مدجّنة وكتّاب "غير كتبة" من أخبار ومقالات وتحليلات دقيقة، في محاولة لحرف مسار رجال الصحافة والإعلام عن مشاكل السوق وأزمات البلدية وإخفاقات الرئيس..!!
وأضاف الزعيم بأن دعم جهود البلدية سيتّخذ أكثر من جانب، أهمّها سنّ تشريع مؤقت يُمنح بموجبه رئيس البلدية حصانة دائمة سواء أمام القضاء أو أمام برلمان المدينة، ولكنه غير محصّن أمام "القبضة الحمراء"..! ومنها وضع مخصصات مالية كبيرة تحت تصرّف الرئيس وخارج إطار مراقبة مالية البلدية، ينفق منها كيفما شاء على شكل أعطيات وهدايا وولائم لانتزاع تأييد وجهاء وأعيان المدينة وشراء ولاءات صحف إلكترونية وكتّاب ومؤرّخين، وجماعات حزبية هشّة..! ومنها تخصيص دعم مباشر ودائم لتمويل إنشاء ساحة زرقاء كبيرة وسط المدينة وتشغيلها بكفاءة لتكون منبراً حرّاً للتعبير عن الرأي وممارسة كل أنماط الديمقراطية الحديثة والقديمة، وإطلاق البيانات النارية والمائية، وممارسة هواية السباحة عكس التيار..!!
وما أن مرّ وقت غير طويل على ممارسة الرئيس لمهامّه المدعومة بالقبضة الحمراء حتى أعلن ذات مساء في مؤتمر صحافي عقده في منزله عن إنجاز أهم مهمة غير مباشرة وهي تشجيع السباحة عكس التيار ما ادّى إلى انضواء آلاف الشباب تحت عناوين حزبية معارضة، وأنه بالتالي لم يعد قادراً على الاستمرار في منصبه، فأعلن تخلّيه عن كرسي البلدية وعودته إلى صفوف التجّار بعد أن قام بتأسيس شركة خدمات أمنية كبيرة بشراكة استراتيجية مع الزعيم تُقدّم خدماتها للمدن الكبرى وزعاماتها، وما زال موقع الرئيس شاغراً بانتظار تزكية الزعيم الذي يبدو أنه مشغول بحزم حقائبه ودعم أرصدته في بنوك مدن بعيدة تعاني من تخمة ديمقراطية..!!
Subaihi_99@yahoo.com