صراع النتن والجنرالات إعلان رسمي لانتصار غزة



الأجواء في دولة الاحتلال تقول بأنهم في مأزق وبأن أفراد العصابة بدؤوا في إظهار خلافاتهم للعلن رغما عنهم وليس بإرادتهم .
نتنياهو والمستوى السياسي يرغبون في استمرار الحرب إلى ما لا نهاية حتى يبقوا في الحكم ويحققوا أجندتهم الشخصية؟ بينما الجيش وكبار الجنرالات في طريقهم لأخذ قرار بوقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس ) في السلطة.
الهوة تتسع والفجوة أخذ في العمق بين الجيش ونتنياهو، الذي يعارض الهدنة أو وقف إطلاق النار حتى هزيمة حماس، رافضا الاستماع لما يقوله جنوده عبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري الذي قال في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي إن "أولئك الذين يعتقدون أننا يمكن أن نجعل حماس تختفي مخطئون، حماس فكرة متأصل في قلوب الناس".
الجنرالات على قناعة أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير ما يقرب من 120 أسيرا إسرائيليا في غزة، ويعتقد الجنرالات أيضا أن قواتهم تحتاج إلى وقت للتعافي في حالة اندلاع حرب برية ضد حزب الله.
ويمكن للهدنة مع حماس أيضا أن تسهل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، وفقا للمسؤولين العسكريين، في الوقت الذي أكد فيه حزب الله أنه سيواصل ضرب شمال فلسطين المحتلة حتى تتوقف الحرب الوحشية على قطاع غزة.
موقف الجيش الإسرائيلي جاء بناء على إحداثيات تؤكد أن حماس ستملأ أي فراغ، وان انسحاب الجيش الإسرائيلي من أي مكان في قطاع غزة يسمح لحماس على الفور بالعودة إليه وإدارته مما أجبر الجيش على العودة والقتال في أجزاء من غزة كان قد أعلن أنه قضى على المقاومة فيها.
ويعترف جنرالات الاحتلال بأن الجيش حاليا لديه ذخائر أقل وقطع غيار وطاقة أقل مما كانوا عليه من قبل، لذلك يعتقدون أيضا أن التوقف المؤقت في غزة يمنحهم مزيدا من الوقت للاستعداد في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله.
الطرفان محبطان من بعضهما البعض، نتنياهو والجنرالات، وكل طرف يحمل الآخر مسؤولية الفشل الذريع في الحرب على غزة التي دخلت شهرها التاسع.
ويشعر نتنياهو بالقلق من الهدنة التي تبقي حماس في السلطة لأن هذه النتيجة قد تؤدي إلى انهيار ائتلافه الذي قالت أجزاء منه إنها ستنسحب إذا انتهت الحرب دون هزيمة حماس. كما أن وقف الحرب يعني بدء مرحلة المحاسبة وتحديد المسؤولين عن فشل السابع من تشرين الأول /أكتوبر وعن الحرب على القطاع.
وخلصت القيادة العسكرية العليا إلى أن هدف هزيمة حماس وإطلاق الرهائن غير متوافقين.
ومع عدم رغبة نتنياهو علنا في الالتزام باحتلال غزة أو نقل السيطرة إلى قادة فلسطينيين بديلين، يخشى الجيش من "حرب أبدية" تتآكل فيها طاقاته وذخائره تدريجيا حتى مع بقاء الأسرى الإسرائيليين و قادة حماس طلقاء.
وفي مواجهة هذا السيناريو، فإن إبقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي مقابل استعادة الرهائن يبدو وكأنه الخيار الأقل سوءا بالنسبة للجيش.
لكن النتن يريد مواصلة جرائمه، ولن يردعه سوى السهم الأحمر ليقتلعه من جذوره هو والعصابة المارقة التي تحكم في تل أبيب.