نظام غذائي يساعد في الاستغناء عن أدوية السكري
يصيب السكري مزيداً من الشباب والمراهقين والأطفال في السنوات الأخيرة. ومن الواضح أن معدلات الإصابة به قد ارتفعت بشكل ملحوظ مؤخّراً. علماً أن هذا المرض ينتج من كميات السكر المركزة الزائدة للمدى البعيد في الدم. في حال السكري من النوع الثاني، ينتج ذلك من مشكلتين، مقاومة الخلايا للأنسولين، ما يمنع امتصاص السكر بمعدلات كافية، أو أنها قد تنتج من عجز البنكرياس في إنتاج كميات كافية من الأنسولين حفاظاً على مستويات السكر في الدم، بحسب ما نُشر في Topsante
هل يمكن وقف الاعتماد على أدوية السكري؟
تشكّل أدوية السكري عبئاً لكثيرين من المرضى، وإن كان البعض منهم يتعايش مع المرض ويتناول أدويته بشكل روتيني من دون مشكلة. وفي الوقت نفسه يشدّد الأطباء على أهمية اتباع نمط حياة صحي للوقاية من المرض ولضبطه أيضاً. ويلعب النظام الغذائي المتبع دوراً مهمّاً في هذا المجال.
في متابعة أجرتها باحثة أميركية طوال أكثر من 10 سنوات لتأثير الأنظمة الغذائية على مرض السكري من النوع الثاني، تبين أن أنظمة غذائية معينة يمكن أن تساعد في التخلّي عن أدوية السكري في مرحلة من المراحل. فبعد إجراء تجارب سريرية عديدة، تبين أن النظام الغذائي القليل الوحدات الحرارية الذي يعتمد على السوائل والنظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة قليلة من السكريات، من الأنظمة التي يمكن أن تسمح بالاستغناء عن الأدوية أو الحدّ منها.
وكان من الممكن التوصل إلى أن بعض الأنظمة الغذائية لا تُعتبر مجدية في مكافحة السكري من النوع الثاني، كالأنظمة الغذائية القليلة الدهون والقليلة الوحدات الحرارية، وأيضاً النظام المتوسطي. ففي هذه الحالة لم تبد فرص التخلّي عن الأدوية متاحة.
اما النظام الغذائي الأكثر فاعلية فكان الذي يقضي بخفض الوحدات الحرارية اليومية إلى حدّ كبير، يصل إلى 850 وحدة حرارية. فبعد عام، نسبة 46 في المئة من الأشخاص المشاركين استطاعوا وقف الأدوية التي يتناولونها لفترة معينة. وبعد عامين نسبة 36 في المئة كانت لا تزال في حالة الاستغناء عن الدواء.
ومن الأنظمة الناجحة أيضاً النظام الغذائي القليل السكريات، الذي يقضي بتناول ما لا يزيد عن 25 أو 30 غ من السكر في اليوم لبلوغ المرحلة التي يحول فيها الجسم السكر إلى مصدر للطاقة بدلاً من الدهون. هذا ما يساعد في ضبط مستويات السكر في الدم، عبر خفض معدلات السكر المسببة للارتفاع السريع فيه.
وبحسب دراسة جديدة، بفضل هذا النظام الغذائي كان من الممكن خفض معدلات استهلاك الأدوية إلى حدّ كبير، بالمقارنة مع من لا يتبعونه. فتبين أن نسبة 47 في المئة ممن اتبعوا هذا النظام الغذائي تخلّوا عن الدواء بعد عام. وبدا ان نتائج المتابعة المستمرة لمستويات السكر في الدم هي واعدة، في ظل اتباع هذا النوع من الأنظمة الغذائية.