غزة تجوع والطفايلة يخففون من ألمها وجوعها

المسألة لا علاقة لها بقانونية أو عدم قانونية جمع التبرعات لغـــــزة، فالأردنيون وفي الطليعة الطفايلة، ومعهم عشائر أردنية أخرى أصيلة، يجمعون التبرعات لغـــــــــزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وبشكل علني ومكشوف وموثق بالصور والفيديوهات، وليس سرا. ولم تقم أية جهة رسمية بالاعتراض على ذلك، وكنا فيه سندا ودعما لجهود الدولة في رفع المعاناة عن أهل غزة.
تفعيل القانون الآن فيه شبه سوء تقدير، وليس القانون بحد ذاته الذي يجب أن يتحرم ويطبق على الجميع دون استثناء.
الحكومات العربية أكثر ما تخافه هو تشكيل حاضنة شعبية لأي سبب كان.
العمل الجماعي الشعبي يثير الذعر عندهم.
أي عمل شعبي ناجح حتى لو كان جمع تبرعات لشعب شقيق منكوب تتعامل معه الحكومات مثل تنظيم سري يعمل على تقويض الدولة.
الحاضنة الشعبية هي التي تحمي الدول والحكومات والأنظمة في الأزمات الكبرى، لا تضيعوا الطفايلة؛ لأننا مقبلون على أزمات كبرى في المنطقة في ظل حكومة المختلين عقليا والمرضى السيكوباثيين التي يقودها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، وبلدنا على خط النار مباشرة، والطفايلة وأبناء الأردن جميعا الحاضنة الشعبية للدولة.
ولا أحد يشكك البتة في استعدادهم للموت دفاعا عن تراب الوطن وعدم التفريط بذرة منه.
توقيت قرار وقف عمل اللجان الشعبية في حي الطفايلة التي تجميع التبرعات والمساعدات لغزة، بحجة مخالفته القانون متسرع، وغير حكيم البتة بغض النظر عن الجهة التي اتخذت هذا القرار، ومبررات القرار، فغزة تجوع بأكملها، وأصبحوا يأكلون ورق الشجر ليبقوا على قيد الحياة ومعدلات سوء التغذية في ارتفاع، وكل يوم هناك طفل شهيد بسبب الجوع.
والجهود التي يقدمها هذا الحي الأصيل بجميع مكوناته تساعد بشكل أو بآخر في تخفيف معاناة أهل غزة، إلى جانب قوافل المساعدات التي تقدمها الدولة الأردنية وعمليات الإنزال الجوي.
على الحكومة أن تشد على يد هؤلاء، وأن تساندهم بدلًا من معاقبتهم وكأنهم خارجون على القانون حتى تزول الغمة عن الأمة.