إربد على خارطة السياحة الأردنية
تعتبر مدينة إربد، المعروفة بلقب "عروس الشمال"، واحدة من أهم المدن في المملكة الأردنية الهاشمية، لا سيما من حيث الأهمية الاقتصادية والثقافية والتعليمية والسياحية، هذه المدينة الساحرة تقع في شمال الأردن، وهي تحتضن تاريخاً عريقاً وثقافة متنوعة، يجعلها نقطة جذب للزوار والمستثمرين على حد سواء.
إربد اليوم تشكل مركزاً حيوياً للاقتصاد الوطني، حيث تضم مجموعة واسعة من الصناعات والخدمات التي تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي للمنطقة والمملكة بشكل عام، والمدينة تعد موطناً للعديد من الشركات والمؤسسات الكبرى في مختلف القطاعات، وقادرة على خلق فرص عمل واسعة النطاق للشباب لتساهم في تعزيز مستوى المعيشة للسكان.
إلا ان ما يميز إربد عن غيرها هو تراثها التاريخي، حيث تضم مواقع أثرية مهمة تعود لفترات مختلفة من التاريخ، كقلعة إربد الأثرية التي تعد من أبرز المعالم الأثرية في المدينة، والذي يعود تاريخ بنائها إلى العصور الرومانية والبيزنطية، ومتحف إربد الأثري الذي يعد مكانًا مميزًا لاستكشاف تاريخ المنطقة من خلال مجموعة واسعة من القطع الأثرية التي تمثل الحقب الزمنية المختلفة، بدءًا من العصور القديمة مثل العصر البرونزي والحضارات القديمة، إضافة الى مدينة أم قيس الأثرية التي تعتبر جزءًا من مدينة الديكابوليس التاريخية ولا ننسى كنيسة القديس جرجس وغيرها من المعالم الدينية التاريخية والاثرية الهامة في المدينة.
ومن هنا يمكننا القول ان أول خطوة في دعم إربد سياحياً هي زيادة الوعي بجمالها الطبيعي والثقافي، وذلك من خلال أن تقوم الجهات المعنية بإطلاق حملات تسويقية مستهدفة تستعرض الأماكن السياحية الرئيسية في المدينة، كما يمكن تنظيم جولات سياحية موجهة للزوار لاستكشاف تاريخ المدينة وثقافتها المتنوعة.
هذا كله في الحقيقة بحاجة أيضا الى تحسين كامل للبنية التحتية السياحية لجعل إربد وجهة سياحية مغرية، فيشمل ذلك التحسين الطرق والمواقف وتوفير الخدمات الأساسية، مثل: الفنادق والمطاعم ووسائل النقل، ويمكن الاستفادة من التكنولوجيا لتقديم تجارب سياحية متميزة، كتطبيقات الهاتف المحمول للمعلومات السياحية والخرائط التفاعلية للمدينة.
أما فيما يخص تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية المنتظمة يمكنها أيضا أن تجذب السياح وتعزز من حضور إربد على الساحة السياحية الوطنية والإقليمية، ويمكن تنظيم مهرجانات فنية، وعروض مسرحية ومعارض وفعاليات ترويجية للمنتجات المحلية وكل ذلك لتعزيز الثقافة المحلية وجذب الجمهور المحلي والدولي على حد سواء.
لكن لا يمكن أن يتحقق هذا النجاح في دعم إربد سياحياً دون تعاون فعال بين القطاعين العام والخاص، ولذلك يجب على الحكومة دعم المبادرات الخاصة وتسهيل الاستثمارات السياحية، بينما يتحتم على القطاع الخاص تقديم الابتكارات والاستثمارات لتحسين البنية التحتية وتقديم خدمات عالية الجودة.
ولا ننسى في المقابل ان المدينة تواجه تحديات اخرى تتمثل في الازدحام والتلوث البيئي في بعض المناطق، فمن المهم تعزيز الجهود الحكومية والمجتمعية لحماية البيئة، وذلك للحفاظ على سحر وجمال إربد وتعزيز مكانتها كعروس للشمال.
وفي مختصر الحديث إن إربد تمثل جوهرة الشمال وتاريخاً عريقاً يجب الاستفادة منه لجذب السياح ودعم التنمية المحلية، بتنفيذ استراتيجيات دعم سياحية شاملة، لكي تحقق إربد مكانتها الكاملة كوجهة سياحية رائدة، وبالتالي تعزز من رفاهية سكانها وتعزز من مكانتها كمدينة تجمع بين التراث والحداثة.