بوابة العالم السفلي" تعود إلى موطنها بعد اختفاء محير لأكثر من 60 عاما
قال علماء آثار إن اللغز الذي طال أمده، المحيط بقطعة أثرية قديمة يعود تاريخها إلى 3 آلاف عام ويشار إليها باسم "بوابة العالم السفلي" قد تم حله.
وسُرقت القطعة الأثرية المسماة قناع كهف أولميك (Olmec Cave Mask) في أوائل الستينات من موقع تشالكاتزينغو الأثري في المرتفعات الوسطى بالمكسيك.
وقام المهربون بتكسير القناع الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين إلى عدة قطع ووزعوها حول العديد من المتاحف والمجموعات الخاصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة قبل إعادة القطعة الأثرية الكاملة أخيرا إلى المكسيك بعد بحث استمر 64 عاما.
وقد قامت القطع برحلة استمرت عقودا عبر الولايات المتحدة. وأخيرا، في عام 2023، وصل هذا القناع الأثري إلى أيدي السلطات في نيويورك، ومن هنا بدأت القطعة الأثرية رحلة العودة إلى إلى أمريكا اللاتينية.
وفي بيان صحفي صدر في مايو الماضي، أعلن المعهد الوطني المكسيكي للأنثروبولوجيا والتاريخ (INAH) أن القناع كان في حالة مثيرة للقلق من التفتت. وكشف المعهد عن تفاصيل الجهود التي بذلها المؤرخون لتنظيف القناع وترميمه، والتأكد من أنه في أفضل حالة ممكنة لعودته إلى مكانه الأصلي.
وأكد علماء الآثار أن فحص "بوابة العالم السفلي" قد وصل إلى نهايته، وستعود القطعة الأثرية "في أفضل حالة حفظ ممكنة إلى مكانها الأصلي".
وتم تصنيع هذه القطعة الأثرية التي يبلغ وزنها 2000 رطل في الفترة ما بين 800 و400 قبل الميلاد، وهي تصور "تيبولوتل"، إله الأرض والكهف في أساطير الأزتيك، بعيون بيضاوية كبيرة وفتحات أنف واسعة وفم مفتوح.
ويُعرف التمثال باسم "بوابة العالم السفلي" لشعب المكسيك ويأتي من حضارة الأولمك.
وأشار المعهد في بيان صحفي إلى أن بعض أجزاء القناع يعود تاريخها إلى 2700 عام، والبعض الآخر أكثر حداثة.
وأضاف البيان: "بعض العناصر التي يتكون منها أصلية، لكن البعض الآخر، مثل الهيكل المعدني القائم على البراغي والتعزيزات الأسمنتية واستبدال الأجزاء والأشكال المفقودة، تمت إضافتها لمنحها الثبات مرة أخرى، على الرغم من أن هذه التقنيات والمواد لم تكن نفسها".
وسيتم قريبا إرجاع قناع كهف أولمك إلى "منزله" في جانتيتلكو بولاية موريلوس المكسيكية.
ولم تكتشف السلطات أن القطعة الأثرية قد نُهبت إلا في شهر مايو، بعد سنوات من الارتباك والحيرة بشأن اختفائها.
وفي الواقع، كان عام 2023 مهما بالنسبة للقطعة الأثرية، حيث تم الانتهاء من جمع أكبر قدر ممكن من القطع المقدر عددها بـ25، وإعادتها إلى المكسيك.
وفي بيان صحفي صدر في أغسطس 2023 عن مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن، قال المسؤولون إن القطعة تشبه "تيبولوتل" الذي يُصور عادة على شكل اليغور (الفهد الأمريكي)، وأن هذا القناع "نادر للغاية" وتم تصنيعه منذ عام 800 قبل الميلاد في المكسيك.
وجاء في البيان: "يمثل قناع كهف أولميك الضخم الممر إلى العالم الآخر، وهو يحرس مدخل كهف احتفالي في موقع تشالكاتزينغو الأثري بالمكسيك. هذه القطعة القديمة المذهلة هي نافذة نادرة على ماضي مجتمع الأولمك".
وتعد أعمال الأولمك الفنية بمثابة "الثقافة الأم" للعديد من الثقافات الأخرى التي ظهرت في المنطقة.
المصدر: ذي صن