د.العفوري .. صورة الماضي تقود المستقبل
اخبار البلد_ لم تمر الصورة ولم تفارقه الذكريات الاليمه التي غيرت وجه حياته وجعلته يرتبط بالعلم والتعليم , نعم لحظات لا يستطيع ان ينساها اي انسان مهما كانت قوته وجبروته , فقبل سنوات كان والده المدرس يغادر الى مدرسته لتعليم التلاميذ ,وفي ذات ليلة هطل الثلج وارتفع حتى اغلق جميع الطرق والممرات ليظل والده حبيس المدرسة , لتكون المكان الاخير الذي يلفظ فيه انفاسه ,حيث قتله البرد لكنه ترك وراءه قلبا وعقلا ترك ابنه الذي التمس من هذه القصة كيف يبني للمعلمين وكيف ان حياتهم ستكون محط حياته واهتماماته فاخذ يشيد لهم كأنه يشيد لنفسه , ويبني لهم دربا جديدا في المسيرة التعلمية حتى غدا احد ابرز رموز التعليم في الاردن .
هو الدكتور مصطفى العفوري الذي صارع الحياة بحلوها ومرها , فهزمته مرات لكنها لم تصرعه وصرعها مرة حتى طابت له , ومع هذه الإنجازات الكبيرة في السجل التعليمي لم تفارقه مع مرور السنوات صورة وجه والده المسجى في المدرسة شهيدا للتعليم والعلم .
الدكتور العفوري تخرج من الجامعة وعمل في وزارة التربية والتعليم مدرسا , بانيا للأجيال ناقلا علمه من جيل لآخر ,حتى أصبح رمزا من رموز التربية والتعليم في الأردن ,ورغم ذلك ظل كما هو ابن الشهيد الذي قضى بين المقاعد , متواضعا محبا لزملائه ومدافعا عن حقوقهم ,لم يتكبر على زملاء الأمس , وفتح لهم قلبه وعقله ووضع كل قدراته الادارية تحت إمرتهم ,لانه يشعر بأنهم يعانون مما عانى منه والده , ومما عانى منه هو خلال سنوات التعليم .
بعد سنوات من العمل في وزارة التربية والتعليم أراد تغيير وجه التعليم في الأردن ,فانشأ مدرسة الاتحاد مع مجموعة مميزة من المدرسين , لأنه أدرك أن افضل من يدير العملية التعليمية هم المعلمون أنفسهم واسس صرح علمي اخر عقب ذلك هو مدارس النظم الحديثة , ومن جديد أثبت انه شخص قادر على قيادة الدفه التعليمية صوب الأمام , وأفضل من يدافع عن زملاء الأمس واليوم والغد.
الدكتور العفوري ، وبعد هذه السنوات من العمل في ميدان الشرف والعز , أراد ان يستمر في الدفاع عن الزملاء فقرر ان يترشح لانتخابات نقابة المعلمين في صورتها الأولى ,من أجل ان يساهم في وضع الأسس السليمه لمستقبل سليم لربطة الأمل لمعلمي الامل.
بحث الدكتور العفوري في صفحات التاريخ التعليمي ليجد أن هناك الكثيرين ممن صنعوا مجدا تعليميا للأردن وأهله , وأراد خيرة الخيرة لأن الوضع صعب ,ويحتاج الى خبرات غنية ,وتجربة فريده وعليها سيتم البناء ,فالتقت افكاره مع أفكار قائمة عمان الحرة ,ليتم وضع اللبنات الأساسية من أجل البناء لمستقبل ينير الدرب ويمنح المدرسين حقوقهم , ليرسموا رسالتهم بحرية وارتقاء وزيادة حرفية المعلم لأنهم يدركون ان المعلم صانع أمة وعليه أن يكون في مستوى الهدف وإلا ضاعت الأمة.
* ثم ذكر قائمة عمان الحره في محافظة العاصمة