اكتشاف تأثير خطير لمرض "هنتنغتون" على الدماغ

اكتشف علماء الفسيولوجيا العصبية أدلة على أن تطور مرض هنتنغتون لا يصاحبه فقط الموت الجماعي للخلايا العصبية، بل وعطل في الأوعية الصغيرة للدماغ، ما يضعف بشكل كبير إمدادات الأكسجين.


جاء في بيان المكتب الإعلامي لجامعة لانكستر البريطانية: "اكتشف العلماء أن مرض هنتنغتون لا يؤثر على الخلايا العصبية فقط، بل وأيضا على الأوعية الدموية المجهرية في الدماغ. وقد اتضح أن التغيرات في عمل أوعية الدماغ تحدث حتى قبل ظهور الأعراض المرئية الأولى لمرض هنتنغتون، التي يمكن استخدامها في تشخيص المرض مبكرا أو تقييم فعالية العلاج والتغيرات في نمط الحياة".

وقد حققت مجموعة من علماء الفسيولوجيا العصبية بالجامعة برئاسة البروفيسورة أنيتا ستيفانوفسكا هذا الاكتشاف أثناء دراسة وظائف دماغ 30 حاملا للمرض ومثلهم من المتطوعين الأصحاء، باستخدام مطياف الأشعة تحت الحمراء ومخطط كهربية الدماغ، كما درسوا عمل القلب والرئة.

ووفقا للباحثين، ارتبط اهتمامهم بالتفاعلات بين الدماغ والدورة الدموية باكتشاف جديد لعلماء الأحياء، حيث اتضح أن الخلايا العصبية الدماغية التي تنظم تدفق الدم في أنسجة الجهاز العصبي المركزي تحتوي على كميات كبيرة من بروتين HTT، الذي يضطرب تركيبه لدى حاملي مرض هنتنغتون، ما جعل العلماء يعتقدون أن تطور هذا المرض قد يسبب خللا في الخلايا ومشكلات في إمداد الدماغ بالأكسجين.

وفعلا اتضح للباحثين أن حاملي مرض هنتنغتون، بما في ذلك المرضى في مراحله الأولى، لم تكن لديهم إيقاعات الخلايا العصبية ونبضات الأوعية الدموية ووظيفة الجهاز التنفسي متزامنة تماما مع بعضها البعض، ما يؤدي إلى مشكلات في إمداد خلايا الدماغ بالأكسجين. بينما لم تلاحظ هذه الحالة لدى المتطوعين الأصحاء. وهذا وفقا لهم سيسهل تشخيص المرض في مرحلة مبكرة.

وتجدر الإشارة إلى أن هنتنغتون هو مرض يتطور بسرعة في الجهاز العصبي، يرتبط بظهور طفرات في جين HTT. يؤدي ظهور عدد كبير جدا من التكرارات الجينية داخل جين HTT إلى أنه بحلول عمر 30- 50 عاما، يبدأ موت الخلايا العصبية في الدماغ، ما يؤدي إلى فقد المرضى السيطرة تدريجيا على حركة الأطراف، ومن ثم تضعف وظائف الدماغ المعرفية.

المصدر: تاس